لينا شدود

لينا شدودكل الأحلام تتعاطف مع الأشرعة..
حتى ولو إلى جهات مجهولة.

أوقاتٌ حالكة، تسدّ أنفاق البهجة،
فيما يمشي العجز بنا على أكثر من ساق.

قبحٌ يأبى أن يتوارى،
وشراسة بوح يُعجّل بالندم.

هذا السأم وريث وقتٍ حَذِر.

ضيّعنا الأبدية ومفاتيحها
على وقع غليان ملاحم..
ظلّت تهدر فينا بصورها المصلوبة..
إلى أن خمدت حرائقنا.

معجزاتنا ضجرة ..
تفتقد شهوة الزوابع.

كيف نذهب إلى الأمل..
بعد أن تعادلَت هزائمنا..
مع خرافات زائدة وإلهام لا ينفع؟!

ونحن نتبادل كؤوسنا المرتعشة.
نعلّق نشواتنا المقدّدة بمجازٍ مضطرب..
القيظ
وشيك.

حينما اغتالتك الزرقة..
صار لطيفك شكل قوس
بحجم سماء.

في الشعر ..
تسهو بنا اللغة
لنتكلم عن هفواتنا الروحية.
أثق بك يا غيبوبتي الشعرية.

خسرنا مهارة التحديق
ونحن ننتظر الريح.
طحالب معدية ..
حالتْ دون اصطياد اللهفة.
شاء الوقت أن نقرأ القصيدة الوشاية،
فيما نُسقِط الشوق من حساباتنا..
لن يأتي النور..
إلا بإطلاق الأناشيد.

تعبنا من تلفيق الدهشة لكون
لم نحزره بعد..
هل من وديان لندّخر الصدى؟!

كيف نسترد الشغف..
ونحن ورثة أوبئة التاريخ؟!

أبداً ..
لن تستدل الأرواح الشريرة،
في تحليقها الدخاني،
على مخازن النور خاصتي.
لو أملك طاقة الظل في البحث عن الضوء؟!

يبحّ صوت الشك في خاطري،
وأنت تُحرّض على هرم أصابعي،
وتُصلّب أنفاسي.
لن أسمعك بعد الآن،
وأنت تنفخ فيَّ ..عبارات ميتة.

هي لعبة الأصابع
وخلط العبارات..
كأننا نحرث الليل ليأتي النور.

في الوقت الوعر..
تنفتق سرّة التاريخ،
ثمّة ماء قليل في العروق
يكفي للغرق..
كذريعة للحياة.

ولماذا يرحم الحاضر الماضي؟!
يكفيه ما وصله من صدأ...
صدأ ..صدأ..
كل الأماكن
صدأ.

قسّمَنا التيه على طرفي يقين..
فسرنا نبحث عن واحة..
إلى أن استَدرَجنا الظن
إلى براري العبث
حيث الغواية ..
فكرة بمخالب.

الغواية..
نجوم ..
لا تعرف شيئاً عن لمعانها.

تلد الأساطير خواتيم الحكايا ،
إما من قواميس الغزو،
أو من أبجدية اللمعان.

دائماً..
نَستدني الروائح القديمة
لنصنع حُجباً لذاكرة منقوصة.

نتوق إلى أرض جديدة،
نطمر فيها مفرداتنا العمياء،
وأشرعتنا الخجولة.
لا مانع من شحذ طيراننا
صوب جزر بعيدة،
لا يُكدّرها وَهن الريح..
فيها نُجرّب العبق، لا أن نشمه.

سأقنّع الموت بتركي طيفاً
على وجه الماء
كل حين يرتعدُ.