نشمي مهنا
(الكويت)

في الممر المفضي إلى النهر
جلسنا مرّةً في خُضرةِ أيامنا
بعد أن مسحنا بأيدينا الندى
عن المقاعد الخشبية،
نحكي
كمن يحاول ترجمة الصباح
نحكي
كمن يغري قوسَ قزح بالتمهل
حتى تآلفه الفراشات الصغيرة
وتبادله أسرارها،
لكننا
بعد أن يئسنا من ترويض الريحِ الصاعدةِ فينا
وارتباكات أنفاسنا
أخفينا لغتنا تحت مقاعدنا الخشبية
ورحنا نشعل الحرائق بالاحتمالات .

من أنتِ
يالتي
أواصل معها حكايات
انقطعت
في حياة منسية؟


أعرفُكِ
كذكرى- قلتُ –
وأعرفكِ
آتيةً كغدٍ مألوف

أتذكَّر،
وكنت تهذين في الحُمى:
لنأخذ حياةً إضافية
نطيل بها نَفَس هذا العشق
كأن نستعير
أعمارَ أصدقائنا الهامشيين
ونلمِّعُ بها جواهرَ أيامنا.

حلوةٌ أنتِ
وقاتلة

تحلمين
بما لا يُجرح
ولا يترك همساً في مناماتك
تمرين من خلفي
وتلتفين أمامي
وأظل
كما الشاخص في المرآة،
مغدورا أفاق من موته
يتحسس جسدَه
ليتيقَّن

أنه مغدور آفاق من موته
يتحسس جسده،
وبلا يقين
يفتِّش عن أثرٍ للطعنات
أو ظرف رصاصة طائشة.

وحدي الساكن فيكِ
لأني اللائذُ بظلِّكِ
وحدي كنتُ المنتظَرَ
لأني طفولتكِ القادمة
تلك المرفوعة على رفٍّ
أقلَّ منه بقليل
نجومٌ عادية بالكاد تلمع

تمسحينَ وردةَ الليل
بأصابعَ تشبه وحشةَ الليل
وتنامين ،
وتتركين لي
- لي وحدي -
حرية الأرق.

لا أنجو منكِ
ولا أرجو النجاة.