محسن أخريف

محسن أخريف
( المغرب )
mohssineakrif@yahoo.fr

كيف تجعل الحب
يقودك
وأنت تعرف أنه أعمى ؟


حكاية الرجال الذين ماتوا وفي قلوبهم كثير من لو


بتنوراتهن فوق الركبة بقليل
الممرضات البيضاوات
يتجولن كما ملائكة بعثن
كحور عين ظللن طريقهن إلى الجنة،
يقسمن الابتسامات
حسب الرتب العسكرية.

الممرضات
يجعلن المرضى
يعضون على الحياة
بطواقم أسنانهم الاصطناعية،
و صورهن لا تفارقهم
حتى في لحظات غيبوباتهم:
بهيات، خفيفات على القلب المتعب،
يجعلنهم يشتهون سريرا آخر
غير هذا الممددين عليه مرغمين
كأن الرغبة الظليلة
تتسلل إليهم
مع السيروم.

بعيدا عن هكذا اعتراف

تنتهي إلى مصطبة
يجلس عليها المتعبون،
لكنها ليست للاستراحة
بل لتبادل الأسرار، للوشوشات والوشايات.
تتوسد قلبها، تحلم بالحب،
تغفو بين أحضان رجل
يحبها بصدق،
ولا يضجر من ثرثراتها.
حين تلملم الساحة أشياءها
تستيقظ،
تفاجأ بقلبها وحيدا،
تلعن هذا الاستيقاظ
الذي فرقها عن رجل يحبها بصدق.
فاطمة تدور دورتها المعتادة حول الرونبوان.
تدنو بخطوات
واثقة،
متسارعة نحو اليأس،
لكنها أبدا تحوم بقلبها قريبا من هكذا اعتراف.


La chambre 95

الأوكواريوم
بأسماك اصطناعية

المزهرية
بورود اصطناعية أيضا

الليل مصنوع
بستائر حمراء قانية

الابتسامة
تبدو مصطنعة كذلك،

و لذلك فاكتشاف
أن نهديك اصطناعيان
لن يكون بكبير مفاجأة.
كما أني لا أحبك
حين تكونين فرحة.
تصيرين ثرثارة أكثر من اللازم،
ولا تتركين للفم مجالا حتى لقبلة.

حانة محترمة

النادلة
بعجيزة أنيقة
كلما همت بوضع كأس على طاولة
وضعت نهديها قبالة عيني.

وثمة عجوز
بربطة عنق و نياشين
يجلس أقصى الكونتوار.
لا يتحدث إلا عن أشياء مضت.

و سمكة
تسبح أنيقة وتحلم
بماء أوسع من الأوكواريوم.

وعلى باب البار
يقف الهواء
كشرطي مرور
متعبا, قلما يحرك يديه,
وأحيانا كعمود إشارات
حين يغيب الشرطي.

وطبعا
لا مكان للشعراء الثرثارين
في حانة محترمة.


امرأة من ثلج


أتريدين أن ننام سويا الليلة ؟
لكن لا تنتظري مني أن أفعل كل شيء كما في المرات السابقة،
عليك أن تتحلي بما يكفي من الشراهة، تضعين ما يكفي من الأحمر على شفتيك. الشفاه الباردة لا تجذبني، ثم إن الأحمر القاني يضيء الغرفة بما يليق من الرغبة والشبق. الأحمر مثير للشهوة كما هو مثير للشفقة حين يسيل من غير سبب وجيه.
ثم إن الأزرق تقليعة غير مناسبة للحب.
حين نتوحد، أوقفي دقات قلبك، إنها تقطع علي متعتي،
تنهيداتك أريدها متواصلة، إنها تشعرني بالزهو، إنها تشجعني على تكرار الحكاية.
و حين أنبطح على ظهري، هنئيني بما يلزم من القبل.
هن كلمات إطراء لائقة.

الدار البيضاء

أصيلة غشت 2002

النازلة إلى البحر
ببيكيني من قطعتين:
المنهدة زرقاء فاتحة
وعلى الخصر
ترقص فراشتان
الكيلوت كان معقودا بشريطين

تشهي البحر، يتماوج
تستلقي يتمدد.

هي الصاعدة من البحر
وعلى نهديها بعض ملح،
بعض حبات ملح تلمع
كأنها شموس صغيرة
فضلت رحابة نهديها
على رحابة السماء.


***

من " ترانيم للرحيل "

براءة

الطفل الصغير
ترك اللعبة وحيدة
و الأرجوحة لوحدها
تتمايل,
بعد أن تعب غصن الشجرة
ولم يعد
يقوى على التأرجح,
و الجسر العتيق
لم يعد يتحمل
وطأة أقدام عابري الليل
ولا حتى دغدغة الماء
المنساب أسفله.


هكذا هي سنة البلاد

سنة هذي البلاد
ترتب الفصول
على
هواها.
غمامة
تدلف
إلى سماء
ضاقت بغيمها,
فغمامات
على الخد,
و أخريات
على جيد هذا الصيف,
بينما غمامات
الخريف
هجرن السماء
رحلن ليبتعن
بعض ماء
وربما لن يعدن
إلا بعد فصل
أو فصلين.
عام
أو عامين
ففي طرقهن
قطاع
انتشروا في كل سماء.

الصبح

هو الصبح
يوقظ هواءا باردا
وثرثرات نساء
يعدن ترتيب نفس كلام البارحة.

 
محسن أخريف
المغرب, ولد سنة 1979.
"ترانيم للرحيل " هو عنوان مجموعته الشعرية الأولى, التي أصدرها على نفقته الخاصة ــ طنجة 2001