كمال سبتي
(العراق)

 

كمال سبتي1 - قَعَديٌّ يُزيّنُ التحكيما..

سنةٌ أخرى مضتْ والأرضُ لم تُهْدَمْ ولم تأتِ القيامَةْ
سنةٌ أخرى مضتْ يا حَسَبُ الشيخُ
ولم تأتِ القيامَةْ
ضَحِكَ الخمّارُ في الحانةِ من ظلٍّ على الكرسيِّ أهدانا سلامَهْ
قعَديٌّ شاعرُ الخمرَةِ قالْ
والندامَةْ
والملامَةْ
ببَّغاوانِ يُعيدانِ كلامَهْ
وأمامَهْ
كانت الخمرةُ تبكي
كأسَهُ،قلتُ:مِزاجُ الكأسِ كافورٌ
ولو شئتَ بلا لغوٍ وتأثيمٍ،
وقلتُ: اللؤلؤُ المكنونُ:خمّارونَ غِلمانٌ، يطوفونَ علينا الآنَ..
حيّاني وقالْ:
آجلٌ ، علمي به رجمٌ من الأخبارِ،
أمّا عاجلٌ..                              
واقتطعَ الخمّارُ من قصَّتِنا ظلاًّ وكأساً
يا لَها دهراً..ولم تأتِ القيامَةْ

 


*القعدية فرقة من الخوارج ترى الخروجَ وتأمرُ به وتقعدُ عنه. يقول أبو نؤاس عن نفسه أمام الخمر وكان قد عزف مرة عن شربها:
               كأنّي وما أحسِّنُ منها     قَعَديٌ يزيّنُ التحكيما..
*في القصيدة استفادة من الآي القرآنيّ:{ إنَّ الأبرارَ يشربونَ من كأسٍ كان مزاجها كافوراً}ً..سورة الدهر،و{ يتنازعونَ فيها كأساً لالغوٌ فيها ولا تأثيم * ويطوفُ عليهم غِلمانٌ لهم كأنهم لؤلؤٌ مكنون}.. سورة الطور.
*ورأيتُ إيثاري اللذاذةَ والهوى      وتعجّلي من طيب هذي الدارِ
  أحرى وأحزمَ من تنظّرِ آجلٍ       علمي به رجمٌ من الأخبـارِ

                                                                 (أبو نؤاس
)