مرثية حيدر (1)
ذهب الجميعُ الى الوليمة، قال سعدي ثمَّ غابَ،
فكنتُ أسألُ عنهُ كلَّ مدينةٍ لا تطردُ الشعراءَ،
لم أعثرْ عليهِ،
وكان حيدرُ دلّني يوماً علي بيتٍ،
ذهبتُ إليه،
لم أعثرْ علي سعدي، وكانَ البيتُ دُكاناً،
وخُفّاشَيْن يبتعدان عن مقهى المحطةِ،
كان حيدرُ يحملُ الأشعار عائدةً إلي،
وكان حيدرُ يحملُ الكتبَ اليتيمةَ، أربعة ْ
والله واحدْ
كانت دواوينُ القصائد أربعةْ
كم كان سعدي غائباً،
أين الجميعُ،
أأنتَ واحدْ، ؟
ذَهبََ الجميعُ الى الوليمةِ، قالها سعدي
فأبكانا معهْ.
تشرين الأول (أكتوبر) 1997
مرثية رعد (2)
لكل جنازةٍ ناي ودمع..
ولي منفي بلا ناي ودمعْ..
لكلِّ جنازة قبرُ..
ولي منفي يُسمي البيت أحيانا.. له عذرُ!
أليس البيت قبراً، لا تقلها الآن، واتركها الى حينِ
وقل يا روح خلّيني
أسائلْ ضيفيَ السكران، قُلْ لي: ماتَ أوَّلنا؟
بلي قد ماتَ ثانينا وثالثنا.
ومازلنا علي الأرضِ
لنلعبَ لعبةَ النبضِ
كما لو انه فرسٌ،
كأن يجري سريعاً، ثمَّ يحرن دونما صوتِ
أليس النبضُ أكذوبة ْ،
وألعوبة ْ..؟
بلي والوزنُ أكذوبة ْ،
وألعوبةْ..
وأغنية عن الموتِ..
كانون الثاني ـ 2003
مرثية نضال (3)
إلي أبي والي سعدي أيضاً.ف
كان أبي يقولْ:
في الحربِ لي أربعة ٌ، ومثلَ كونفشيوسَ يخشى أنْ
يموتَ الابن قبلَ الأبِ في الحربِ، وكان لا يرانا كلَّنا،
أربعة ً، لو مرةً واحدةً، في بيتهِ.
اثنانِ منّا يأتيان، قُلْ ثلاثة ولا تزدْ وكونفشيوسُ
في بالي وفي بال أبي عشرون عاماً، وأبي لا يقرأُ الحكيمَ،
لكنَّ أبي يعرفُ ما الحكمة َ في الشرقِ، فانْ لم يمت الأبناء
في الحربِ فقد يهربُ اثنانِ، وقد يموتُ واحد ولما يبلغ
الخمسينَ في بغداد، كان لا يرانا كلَّنا أربعةً، لو مرةً واحدةً،
في بيتِهِ.
يعرفُ ما الحكمة في الشرق، فكُنّا أربعة ْ
يحلمُ كانَ أن يرانا كلَّنا..
لكنَّهُ الآنَ بواحد رضيْ..
لكنَّهْ الآن بواحدٍ شقيْ..
أيلول 2001
القدس العربي-2003/01/27
إقرأ أيضاً: