غَالِبَاً مَا يَنْتَهي بِيَ الأَمْرُ علَى هَذَا النَّحْوِ البائِسِ. مَاءُ نَيسانَ مَرَّةً أُخْرَى. مَاءُ نَيسانَ يَنْفُذُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ حَتَّى دُونَما قُبْلَةً واحِدَةً. لَكَأَنَّ حَشْدَهُ السَّمَاوِيَّ أُعِدَّ علَى سَبِيْلِ الوَقِيعَةِ بِي. لِلتَّسْلِيةِ المَحْضَةِ و لِرَفْعِ العَتَبِ أَحْياناً.
عُشَّاقٌ عَاتِبُونَ يا قَلْبِي و أَسِرَّةٌ فَارِغَةٌ
و شَامِتُونَ أيْضَاً
شَامِتُونَ يُلَوِّحُونَ لِي بِمَسَاوِكِ الأَرَاكِ ، لا لِأَنْظرَ إِلى بَياضِ أَسْنانِهم ، و لَكِن لِأُهَيِّأَ خَاصِرَتِي لِحِصَّةٍ جَدِيْدَةٍ مِنَ الوَخْزِ
قِيلَ لِطَمْئَنَتِي : ضَعْ كَبِدَكَ فِي طَشْتٍ ، و أَوْلِمْ لِجَِوارِح تَطْلُعُ عَلَيْكَ مِنْ جِهَةٍ خَامِسةٍ لَمْ تُسَمِّها الأَبالِسَةُ بَعْدُ
فَقُلتُ : اجْتَمَعَ علَيَّ مَاءُ نَيسانَ و كَبِدِي و الطَّشْتُ إِذاً
اجْتَمَعَ علَيَّ اليُتْمُ بِأَطْرافِهِ
و نافِلَةٌ كُلُّ هَذَا النُّواحِ الَّذِي تَحْزِمُونَ بِهِ بُطُونَكُم حُزْناً علَي
نافِلَةٌ كُلُّ هَذِهِ الأَقْدَاحِ الَّتِي تَشُجُّونَ بِها جِباهَكُم
نافِلَةٌ زَغَارِيْدُ المَهْدِ و زَغَارِيْدُ البُلُوغِ و زَغَارِيْدُ الأَعْراسِ المُؤَجَّلَةِ
نافِلَةٌ رَفْعُكُم الرَّايَاتِ فِي نُصْرَتِي
نافِلَةٌ رَفْعُكُم الرَّايَاتِ
فَقَدْ وَجَدتُ لِواءَهَا يَخْفِقُ علَى رَأْسِ عَدُوِّي
أَنَا يَتيْمٌ ابْنُ يَتيْمٍ و غَسِيْلُ نَدَمٍ
مَنْ لِي بِصوَّانٍ أَفْرُكُ بِهِ نَرْدَ نارِيَ المُخَلِّصَةِ ، لِتَخرُجَ فيَخرُجُ بِخُروجِها حَشْدٌ لا عَدَدَ لَه مِنَ الوَحْشِ و الطَّيْرِ. أَدْعُوهُم بِأَسْمَائِهِم و أَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِم ، فَيَجْتَمِعُوا إِليَّ علَى فَمِ وادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ مَنْفايَ أَو مَصَبِّ نَهْرٍ
يَجْتَمِعُوا إِلَيَّ
فَهُمْ إِنْسِي و جِنِّي و بَدْوِي و حَضَرِي ، حِيْنَ لا إِنْسَ و لا جِنَّ و لا بَدْوَ و لا حَضَرَ يُعِينُونَنِي علَيَّ. غَمْغَمْتُ لَهُمْ بِأَنْسَابِ القَبائِلِ ، فََأَخَذَت كُلُّ جَارِحَةٍ مِنْهُم بِبَطْنِ قَبِيلَةٍ أو فَخِذِها حَتَّى سَالَ فِيَّ دَمٌ كَثِيْرٌ ، فقُلْتُ يا تَوبَةُ هَا دَمُكِ قَدْ حَانَ ، عُقْدَةً إِثْرَ عُقْدَةٍ و حَبْسَاً إِثْرَ حَبْسٍ ، بِقامَاتٍ و زَناجِيْلٍ يَتَبَتَّلُونَ فِي دَوائِرَ ثُمَّ يَرُشُّونَهُ حَلْوى عِيدٍ أَو مَفارِشَ بَهْجَةٍ
هَذَا الدَّمُ لِلْقَوارِيْرِِ
هَذَا الدَّمُ لِلَيالِي الحِنَّاءِ
هَذَا الدَّمُ لِغاسِلاتٍ يَعْجِنَّهُ بِزَعْفَرانِ الأَفْلاكِ ، لِيَدَّهِنَ بِهِ قَمَرٌ فَزِعٌ مِنْ سَهَرِ العَقْرَبِ علَى مُحَاقِهِ
هَذَا الدَّمُ لِي و أَنا أَجْزِي بِه
لا سَبِيلَ إِلَيهِ إِلَّا علَى أَشْلاءِ مُهَجٍ ادَّخَرتُها لِأَعْراسِ الأَيائِلِ
ادَّخَرتُها لِأَعْراسِ الأَيائِلِ فَخَذَلَتْنِي كَوامِلُ النُّجُومِ
خَذَلَنِي سَعْدُ الأَخْبِيَةِ
خَذَلَنِي خِضَابُ الإِثْمِدِ
غَصَّ إِنائِي بِدَنانِيرِ الغَاسِلَةِ
فَبِمَن أَتَوسَّلُ و بِمَن أَلُوذُ
يا تَوبَةُ
قَبِّلِينِي و ضَعِينِي علَى الرَّفِ
رُبَّمَا قَالَتْ الغَاسِلَةُ بِيَدِها فَبارَكَتْ جَسَدِي
لِأَتَذَكَّرَ بَعْدَها
أَتَذَكَّرَ لُغَةً جَرَّدتُها مِنْ ثِيابِها فِي مَغْطَسٍ مِنَ الحُجُبِ و النَّوامِيْسِ
لُغَةً أَلْقَتْ بِأَفْلاذِ أَكْبادِهَا فِي غَمْرَةِ اليَمِّ
دَسَسْتُ لَها الغَاسِلاتِ علَى شَكْلِ أَكْوَازٍ و أَبارِيْقَ و طُيوبٍ ، ثُمَّ صَبَبْتُ علَى رأسِها مِنْ مَائِيَ لِتَشْتَغِلَ بِغُيومِيَ عَن النَّظَرِ إِلَيَّ ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مُغِيْثٍ لَهَا و أَوَّلَ نَاهِبْ
عُدَّتِي مَواعِيْنُ تَتَلَقَّفُ هِباتِيَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْها ، و أَمْشَاطٌ تُهَيِّءُ مَواسِمَها لِهِجْرةِ مَا بَيْنَ أَصَابِعِي مِنْ أَحْراشٍ و أَفْرَاخ و زَغَبْ
و أَصْغَيتُ جَيِّداً .. أَصْغَيتْ
لِصَنْدَلَةٍ تَتَقَصَّفُ تَحْتَها و هِيَ تُغادِرُ خَلْوتَها الرِّواقِيةَ فِي خِفَّةِ حَجَلْ
مرْوَدٌ يَبْكِي علَى مِعْطَفِها و رُموشٌ مَسَّها مِنْ جِنَّةِ الكُحْلِ بَلَلْ
زَلَلٌ مِشْيَتُها و تَثَنِّيها مَلَلُْ
لَبَنٌ يَسْعَى بِما اسْتَكْعَبَ مِنْها جَانِبَ الغَوْرِ ، هَمَزْنا أَوَّلَ الماءِ لِمِعْزاهُ و قُلْنا آخِرُ الماءِ لَنا يا لَبَنُ
صُفَّنا صَفَّ الزَّرابِيِّ و زِنَّا بِمَكَاييلِكَ ، جَاءَتْنا بِأَخْبَارِكَ أَقْدَاحٌ و رَاعٍ خَالِيَ البَالِ و جَاءَتْ مُزُنُ
شَرَحَت أَحْوالَ مَرْعَاكَ لِبَحْرٍ نَحْنُ بَوَّابُوهُ
لا تَعْبُرْ
فَدَاعِيْكَ مِنَ البَحْرِ غَوِيٌ ، أَثْقَلَت كَاهِلَهُ الرِّيْحُ مَعاً و السُّفُنُ
لا تَجِزْ يا لَبَنُ
بَلَدٌ خَلْفَكَ مَحْمُولٌ علَى الأَقْتَابِ ، مَاذَا لَوْ صَبَبْناهُ بِجَمَّالِيهِ فِي قَالَبِ مِعْزاكَ ؟ ، نَحَرْنا عِنْدَ رِجْلَيهِ الأَضَاحِي مِنْ دِيُوكٍ و دَجَاجَاتٍ .. !
دَمٌ يَتْلُو دَمَاً فِيْكَ فَخُذْ يا وَثَنُ :
جُمْعَةٌ أَو أَحَدُ
بالمَحَارِيْبَ يَجِيْئَانِ و بِالأَجْراسِ مِنْ أَعْلَى أَعَالِيهِم لِلُقْياكَ ، فَقِيْلٌ أَنَّكَ المِلْحُ علَى مَائِدَةِ اللهِ بِوادِيْهِم و قِيْلٌ عَفَنُ
لا مَواقِيْتَ لِهَذَا العِشْقِ ، لا خُبْزَ لِمَرْيامَ ، و لا نَارَ علَى مَيْمَنَةِ الوَادِي و لا مَنْ عَجَنُوا
شُدَّ ضَرْعَيكَ بِكَفَّيَّ فَإنِّي مُبْحِرٌ فَجْراً بِمَا اسْتَودَعَني اللَّيْلُ مِنَ الأَسْرارِ ، راياتٌ بِبابِي لِمُريدِيْنَ يَقُولُونَ بِأَنِّي أَوَّلُ الغَيْثِ لِمَوتَاهُم ، و هَا مَسَّنِيَ الضُرُّ فَمِن وَحْلٍ إِلى وَحْلٍ مَجَادِيْفِي ، و لا غَاسِلَ إِلاَّ الفِتَنُ
فَلْتَجِيئينِي إذاً يا فِتَنُ
فَلْتَجِيئنِي بِأَبْقَارِكِ صَفْراءَ فَإنِّي بِدَمٍ مُغْتَسِلُ
حَالِبٌ مِلءَ مَواعِيْنِي
فَأَصْحَابِي لَدَى النَّاقِفِ مِنْ حَنْظَلِ هَذَا الحَيَّ ، مَا إِنْ سَمِعُوا دَاعِيْكَِ يَدْعُوهُم إِلى الحَلْبِ خِفَافاً نَزَلُوا
مِنْ صَياصِيهِم بِقَفْرٍ مِنْ مَجَرَّاتِي ، مَتَى مَاجَ بِهِم صَحْنُ سَماوَاتِي هَدَاهُم لِضَلالِي زُحَلُ
يا صُويْحَابِي لَدَى النَّاقِفِ مِنْ حَنْظَلِ هَذَا الحَيِّ باللهِ أَقِيْلُونِي ، و إِلاَّ فَقِفُوا غِبَّ العَشَائَيْنِ علَى رَأْسِي بأَقْدَاحٍ ، و قُولُوا عَن نَبِيْذٍ عَسَلُ
فَإِذَا مَالَ غَبِيْطٌ عَلِّلُونِي مِنْ (قِفَا نَبْكِ) بِإِرْخَاءِ زِمَامٍ ، شَدَّهُ يَومَ الرَّبابَيْنِ لِعَقْرٍ جَمَلُ
و بِعُودَيْنِ مِنَ الآرَاكِ سُوقُونِي إِلى بَطْنِ كَثِيْبٍ ، لِأَزُرَّ الفَضْلَ مِنْ ستْرِ مَهَاةٍ رَبُّها عُزَّى و رَبِّي هُبَلُ
حَالِبٌ مَا حْتَلَبَ العُشَّاقُ مِنْ نَهْدٍ فُراتِيٍّ
كَأَنِّي بِذَرَارِيهِ علَى العُشْبِ إِذَا ما فَزَّعَتْها وَعْلَةٌ بِالنَّبْعِ ، جائَتْني لِأَسْتَسْقي فَقالَت : لَكَ مِنِّي سِرُّ هَذَا اللَّبَنِ السَّائِغِ إِنْ جَاءَ بِكَ التَّأويْلُ ، أَوْ سِرْتَ بِلَيْلٍ لِفَرادِيْسَ و حُورِيَّاتْ ، أَعْدَدْنَ لَكَ الزَّادَ و غَلَّقْنَ مِنَ الأَبْوابِ سَبْعاً ، ثُمَّ أَجْهَشنَ بِهَيْتْ
هَيْتَ لِلسَّاقِينَ هَيْتْ
هَيْتَ لِلنُّعْمَى علَى النُّعْمَى
لِإبْرِيقٍ مِنَ الطِّيْنِ السَّمَاوِيِّ
لِزُلْفَى و قَرابِيْنَ
لِعَاجٍ طَالَما كَانَ علَى الأُهْبَةِ
لِلنَّارِ بِبُصْرى
و لِحَسْناواتِ أَطْفَأنَ مِنَ الأَجْسَادِ حَتَّى قَامَ بالأَجْسَادِ كِبْرِيتٌ و زَيتْ
دُلَّنِي
مُنذُ قَمِيْصَينِ و بِئْرٍ
كَيْفَ لَمْ تَعْثُر علَى الذِّئْبِ و قَدْ كُنْتَ علَى القُمْصانِ مَحْمُولاً و كَانَ البِئْرُ بَيتْ
دُلَّنِي
فَلِأَشْيَاخِيَ مِنْ أَوْرَادِ هَذَا الخَبْتِ مَا يَكْفِي ، و لِيْ سِفْرٌ مِنَ الرُّؤيَا مَشَى بِيْ فَرْسَخا ، فَإِذَا بِالكَائِنِ الثَّانِيْ يُنادِيْنِي : "تَعالَ!" فَرَأَيتْ
كَيْلَةَ القَمْحِ بِديْنارٍ
و كأساً ذَهَباً مَمْلوءَةً بِالعُودِ
قيثارةَ قِسٍّ
كلَّما هَمَّ بِها القِسُّ دَعَتْنِي فانْحَنَيتْ
لِأَرَى المَخْطُوطَ و الدُّرْجَ و خَلْفِي حَمَلٌ قَدْ فَكَّ مِنْ أَخْتامِهِ سَبعةَ أَخْتامٍ
رَأيتْ
كَيْفَ فَكَّ الحَمَلُ الأَخْتامَ
لَم يَظْفُر مِنَ المَخْطُوطِ إِلاَّ بِعَسَى حِيْنَ أُنَاجِيهِ و لَيتْ
و رَأَيتْ
رَايةً تَرْقلُ
قُلْتُ اقتَرِبِي
عَلَّ خَيَّالاً عَلَيها شَدَّ بالِإكْلِيلِ و القَوْسِ علَى هامَتِهِ
فَمَشَى فِي رَكْبِهِ حَيٌّ و مَيتْ
و رَأَيتْ
إِبِلاً
قُلْتُ مَغَاتٍيْرُ سَيَحْقِنَّ دَمَ الأَكْباشِ مِنْ بَكْرٍ ، و قُلْتُ المُهْرَةُ البَكْرِيَّةُ الآنَ سَتَدعُونِي. سَلامَاً بِسَلامٍ مُهْرَةَ الرِّيْحِ : بِكَمْ أَجْلُو لَكِ الفُصَّ ؟ بِكَمْ أَخْتِمُ أَزْرارَ مَراياكِ ؟ بِكَمْ أَزْجرُ هَذَا السِّرْبَ مِنْ غَيْمِيَ إِنْ رَوَّعَهُ البَدُو ؟ بِكَمْ أَبْتَاعُ كتَّاناً لِكَيْ أَنْحَلَكِ الفِرْدَوسَ جُورِيَّاً بِجُورِيٍّ و عِنَّاباً بِعِنَّابٍ ؟. سَلامَاً عَدَدَ الحَاجِ ، سَلامَاً عَدَدَ المَخْفُورِ مِنْ لَذَّتِيَ البِكْرِ بِأَرْسَانِ غِوَايَاتٍ و أَذْنَابِ سُرُجْ
لُـجَّةٌ خَلْفِي و خَلْفَ اللُجَّةِ البَرُّ الَّذِي يَنْبَحُنِي مُنْذُ ثَلاثِينَ ، فَهاتِ النَّايَ يا تَوبَةُ قَبْلَ المَوجَةِ الأُولَى فَأَلواحُكِ سَاجٌ حِيْنَ تُلْقِيها علَى المَوْجِ و أَلواحِي مُهَجْ
بِتَمَامِ البَرْقِ
فَلْتَأتِ بِأَلواحٍ و أَزْياجٍ و اسْطَرْلابَ و لْتَأتِ بِأَخْبارِ النُّبوءَاتِ حُجَجْ
لَيسَ مِنْ إِسْفَنجَةٍ تَمْتَصُّ مَائِي فَمَسامَاتِي فُرَجْ
إِنَّنِي أَوْجَعُ مِنْ سَوْطٍ علَى خَاصِرَةِ المَوْجِ
أَشِيْرِي لِسُهَيلٍ
فَإِذَا جَاءَ احْمِلِينِي بِفَمِ النَّايِ علَى ذَاتِ حِجَازٍ فَبَياتٍ فَهَزَجْ
عَدَدَ الحَاجِ سَلاماً ، عَدَدَ المَخْفُورِ مِنْ لَذَّتِيَ البِكْرِ
تَعالَي بِتَمَامِ البَرْقِ
قَدْ أَزْمَعتُ فَوْتاً فأَعِدِّي لِي مِنَ الحِنْطَةِ مَا يَكْفِي لِحَوْلٍ كَامِلٍ فِي التِّيهِ ، لَنْ أَخْبزَ إِلاَّ و عَجِيْنُ البَرْقِ يَدْعُونِي إِلى النَّارِ فَقولِي لِفَرَجْ
يافَويَّاتٌ تَسَمَّرْنَ علَى التَّنُورِ يَحْلِجْنَ لَكَ الأَحْلَامَ دُورَاً فِي السَّمَاوَاتِ بِصَفْصَافٍ بَهِيٍّ و دَرَجْ
أَمَّكَ البَرْقُ بِإِنْجِيلٍ مِنَ الحِنْطَةِ فَاخْرُج مِن تَجَلِّيْكَ لِجَوعَى. قُلْ بِتِيْنٍ أَوْ بِزَيْتُونٍ فَإِنِّي إِنْ تَوَضَّأت تَوَضَّأت بِأَيٍّ مِنْهُما قَامَ بِأَعْضَائِيَ. هَا خَمَّرتُ مِنْ طِينِيْ لِفَخَّارِكَ فانْفُخ ، بِجَناحَيْنِ شَفِيفَينِ سَآتِيْكَ ، بِعَرْشٍ نَكَّرَتهُ الجِنُّ أَغْوانِيَ طِفْلاً فاغْتَوَيتْ
و رَأَيتُ
رَأَيتُ
رَأَيتْ
بَاباً ضَخْماً بِمِزْلاجٍ و سَبْعةِ رَتاجَاتٍ. كَتِفُهُ اسْتَبرَقٌ و شاراتُهُ تَوابِعٌ و مَجَرَّاتٌ. كُلَّمَا أَوْمَضَ البَرْقُ و فَتَحَ كُوَّةً فِي جَبِينِهِ صَرَخْت فِي ما تَبَقَّى مِن حَشْرِيَ : فَتَحَ البَرْقُ .. فَتَحَ البَرْقُ ، فأَطْفِئُو حَطَبَكم ثُمَّ اسْتَلُّوا انْفُسَكم مِن هذا الطَّمْيِ و الحَقُوا بِي. فَفَعَلوا فإِذا بِأَرْبعَةٍ مِنَ الصِّبْيةِ خَلْفَ البَابِ يُكَوِّمُونَ طُفُولَتَهُم فِي كُرَةِ نَسِيْجٍ ثُمَّ يُلْقونَها فِي لِينٍ إِلى مَسْرَبٍ أَعَدُّوهُ بِأَنامِلِهمُ الطَّرِيَّةِ. أَصابِعُهم علَى الكُرَةِ و الكُرَةُ فِي المَسْرَبِ و المَسْرََبُ يَنْتَهِي بِحُفْرةٍ كَنَزُوا فِيها جَميْعَ أَحْلَامَهُم. و أَنا مازِلتُ فِي زاوِيةٍ مِنْهم أَحْمِلُ يُتْمِيَ فِي كِيْسٍ ، أَسْأَلُ عَنْ عَرَّافةٍ غَسَلَت رَأْسِيَ بِماءِ الأَرَاجِيْلِ و عَقَدَت بِساعِدِي أَخْضَرَ الأَضْرِحَةِ. عَرَّافَةٌ لَمْ تَحْمِل عَلَيَّ إِلاَّ بِعُيونِ و ظَفائِر صَبِيَّةٍ لَمْ يُدْرِكْهَا سِنُّ التَّكْلِيفِ ، فَنَسِيَت شَالَها فِي الرَّسَائِلِ العَمَلِيَّةِ و أَسئِلَةِ المُسْتَقبَلِ
أَمَامِيَ سَنَتانِ يا ظَفَائِرُ
أَمَامِيَ ثَلاثُ يا عُيونُ
أَمَامِيَ أَرْبَعُ يا رَسَائِلُ ثُمَّ يَنْفَضُّ السَّامِرُ بِزَغَبِ الأَوْتارِ المَرْخِيَّةِ و جَمْرِ الإِكْتِشَافَاتِ الأُوْلَى
لَيْتَنا لَمْ نَكْبُر
لَيْتَنا لَمْ نَخُط مَخَطَّةَ الطُّفُولَةِ علَى رَمْلِ الدَّالِيَةِ الخَلْفِيَّةْ
خُلاصَةً .. خُلاصَةً
مَاجِيَّةً .. مَاجِيَّةْ
لَوْزاً و جُورِيَّاتْ
سَاقَ مُحَمَّدِيٍّ لَفَّ بِكَاسَاتِهِ سَاقَ مُحَمَّدِيَّةْ
نَفْنُوفِجْ زَرِي نَدَّاي
و الصُّوغَه عِراقيَّةْ
ذَهَبْ .. خُو مُو ذَهَبْ هالْعاقِدِ بْشَعْرِجْ قُمَرْ
خُو مُو ذَهَبْ
مِيزانَه النَّاياتْ مِنْ يُوْزَنْ و مثْقالَهْ وتَرْ
خُو مُو ذَهَبْ
بَسْ لُو سَنابِلْ قيْظِجْ مْطَرْحاتْ بِجْفافِي
لِبْسَنْ خَلاخِيلْ و مِشَنْ مِشْيَةْ حَجَلْ حافِي
طَشّيتْهِنْ بِاللِّيلْ
يحَزْمَنَّهْ بنَعْناعِجْ وِ يْعَصْبَنْ بِالحَبَكْ راسِي
و عْقالِي نَجِمْ لُو مالْ
يِعَدْلَنَّه مِنْ عْذُوقِجْ عِذِقْ سَكْرانْ بالضَّمَّةْ و عِذِقْ صاحِي
وِلَكْ نَدَّاي
أَلِفْ شَهْقَه علَى تِرِّييجْ هالْغُبَّه
أَلِفْ غَطَّه
و ما نِشْفَنْ بَعَدْ مِن بَحْرِجْ الواحِي
كاساتِجْ سِحِرْ
أَرْقِيهِنْ بْفانُوسْ
أَنَقِّعْهِنْ بْماي اليَاسْ
أَخْتِمْهِنْ سَبِعْ خَتْماتْ بشْفافِجْ و قُولْ اللّيلَه صَبَّاحِي
ذَهَبْ .. خُو مُو ذَهَبْ
لكِن خَِرَشْ
و الذَّهَبْ مِن يْخْرِشْ
تَرى دُوزانِي دُوزانَه و خَرَزْ مَنْجُورَه مِسْباحِي
لَيتَنا لَمْ نَفْعَل لا لِمُهِمٍّ فِي الأَمْرِ ، و لَكِن لِئَلاَّ تَقَعَ الخَطْوةُ علَى الخَطْوةِ ، فَتَصيْرجَمْرَتُكِ دَلِيْلَ البَرْقِ إِلى رَمْلٍ مُزَمَّلٍ بِحَسَراتِي