الى هيمت وهو ناقوس غربة

أكياس الرمل

لبنى الأمين - البحرين كل كلمة تذهب الى الصمت خائفة هي كيس أعم
الأنثى التي تسلم للنوم شهوتها معجم يفترس كائناته
أجد الباب مخفيا بين ثنيات جسدها
الباب الذي تقودني مرآته إلى نفق يغمض عيني

أكياس الرمل تحثني على البكاء

تتبعه نبوءته

ولد لتوه
ملاكا أبيض
ليجر السيدة المسنة الى قبرها
قبل أن تلفه العاصفة بجناحيها

الكلب نبوءته تتبعه مثل حارس

حليب لفأس وحيدة

هناك من يقول: كل هذا حدث
هناك من يقول: لا شيء حدث
أحدهم قال ذلك إذا لم يقله أحد
الشمس تصغي، كذلك الحجر. الغابة هي الأخرى

فيما الشجرة لا تبالي وهي تسقي الفأس حليبها

حديث

ضالته ترعى صمته
الكلام يقع في الكلمة
وهي أنثى

اللسان لا يبلغ عن لذته في عتمة الفم

راعي القطيع

موسيقى ضجره تسلي خرافه
الحقول للريح والأعشاب للفم
والساعات تتكسر على حافات النهار

على منضدة بعيدة كأس نبيذ يصف حلما رعويا

الملح

ورائي البيوت بمداخنها
ورائي البراري بأبقارها
ورائي الامهات بعربات أطفالهن
ويدي فارغة مثل عيني
لا يحتاج الملح من فسد طعامه كله

الناي

نمره يفيض بالخشوع فيما الحجر بين يديه واهن مثل اله مريض
شفتاه تلعقان آخر ما تبقى من النغمات
شبحا يعبر الى بريته ليختفي

الناي مأسور هو الآخر بمعجزة نأيه

مجهول

ما لا أعرفه يغزو لساني
ما لا أبصره يبلل أهدابي
ما لا ألمسه ينمو على يدي

على مائدة المجهولين تترك الطيور المهاجرة ظلال أجنحتها

القصيدة

كان مدادها زئبقا
وشمسها تقيم في إبرة
حين أفشيت أسرارها لفني تيه حمائمها بعصفه

قبل أن تكتب فتغيب، القصيدة كانت هنا

اليد

لتمر جنازته لابد من بوق يسبقها
يمسح بزيت آهته جرس الكنيسة
هناك حيث تقبع آخر الصلوات

مثل زهرة على حافة القبر تنبت يده وهي تنصت الى بوق يشي بإلهامها

حياتي

لا شيء يقبل القسمة:
لقد عاشتني مثلما عشتها وأقصتني مثلما أقصيتها ونبذتني مثلما نبذتها وأخطأتني مثلما أخطأتها
وهدمتني مثلما هدمتها والتهمتني مثلما التهمتها وأخفتني مثلما أخفيتها وحلمتني مثلما حلمتها.
حياتي التي تجلس أمامي بندم كما لو أنها صنيعة غيري

حجر الساحر

مرآتها نائمة فيما حلمها يتلفت مثل شبح
من عتمة يدها تفلت حمامة بيضاء لتطعن الليل بتنهدات ريشها
من أجل أن تقول كلمتها لابد أن ترمينا بحجر

تبكي الآلهة لكي تخفي دموعها ما صنعته بنفسها

حكاية

الأولاد المرحون وحدهم يعرفون أن أحلامهم لا تعرف الى أين تمضي الخراف
الأولاد المرحون وحدهم يعرفون أن الخراف وهي تختفي لا تعرف الى أين تمضي
الأولاد المرحون وحدهم يعرفون أن الخراف مثل أحلامهم لا يمكن استعادتها

في جريانها لا تحمل المياه معها سوى أعشابا يابسة للذكرى

فردوس

عرف كيف يتسلى بنبل، العبادة ليست مهنة
شاكر حسن آل سعيد ذهب الى الله حاملا رسومه بيمينه
يده وهي الشاهد ستقول كلاما مختلفا عن كل ما تقوله الأيدي التي سبقتها:
لقد عشت ترف نبوءته
تمرغت بحرير نعيمه

فردوس الرسامين مجاز بشري في بلاغة إلهية

واقعة

مرت الديكة بحنجرتي ذات يوم ولم تترك سوى آثار أقدامها هناك

شبح بثياب سوداء

درجات السلم الخشبي الذي يقود الى بيته
تلامسها خطوات هي صنيعة غيابه
خطوات أقل حنانا غير أنها تذكر به
الشبح العابر بثياب سوداء ولا يحمل من الرسام إلا مزاج يتمه
هو صنيعة غيابه أيضا

مرآة الأعمى

من الحماقة أن يكون المرء سهما
فالدروب كلها ملتوية
أما الخط المستقيم فقد كان دائما أطول الخطوط التي أبدا لن تصل

للأعمى مرآته التي تقاسمه الشفقة أيضا

الدورادو

تقنيات السحر فضيحته

أن يتاح للذهب أن يكون ذهبا مثلما تطمئن الحمامة الى جناحيها
أن تكون القبعة السوداء بيتا لأرنب أو أكثر مثلما توحي عتمتها
أن تنزلق حيرة الانثى برخاء على جسدها مكتفية بعري شهوته
اللوعة هي الأخرى سحر

حبر

أن أمحو، أن أمحى
أن أسافر، أن يسافر بي
أن أتلو، أن أتلى
أن أتوهم، أن أوهم
أن أحلق، أن يحلق بي
أن أختفي، أن أخفى
أن أكتب هذه القصيدة، ان تكتبني القصيدة هذه
حيرة الملائكة أشد من أن تحسم هذه المسألة على أريكة من حبر

نساء

قارب واحد يحملهن جميعا الى النعيم

الخبيثة والطيبة، الشريرة والخيرة، الساخنة والباردة، المترفقة والمتسلطة، الكريمة والبخيلة، الشهية والصماء،
الناعمة والخشنة، الطرية واليابسة، المغناج والمتربصة، العارية والمحجبة، الصافية والمتكدرة، الساذجة والخبيرة، الداهية والبلهاء، المحلقة والراسخة، المترددة والمقدام، المستعرضة والمتسترة، الخفية والظاهرة، المقدسة والمدنسة، العاصفة والهامسة، الجائعة والمتخمة، الجامحة والمنتظرة، الغامضة والساطعة، الليلية والمضيئة. النبية والشيطانة، المبطئة والمسرعة، النضرة والذابلة، المقبلة والمدبرة، الممتنعة والراضية
كل واحدة منهن قد عذبت رجلا ما كان يسعى وراءها

لا مرئي

طرقنا المنفصلة تجعلنا أرواحا هائمة

ما دمنا نمعن في القبض على النجوم فان هناك ما يتساقط من بين أهدابنا
النور الذي يفارقنا ممتزجا بالهواء لا يكاد يتعرف علينا، بركته تنكرنا
إن عيونا بيضاء لن تعيننا على رؤية ما هو غير مرئي

هناك غابات أخرى

البعض يقول: أن هناك غابات أخرى
غابات هي حقا أخرى
يمكننا أن لا نصدق ذلك غير أنه يمكننا أيضا أن نقول : أن هناك فعلا غابات أخرى
ولكن ما علاقة كل هذا بمن لا يملك قدمين؟
شجرة واحدة تكفيه لكي يسند إليها ظهره

لئلا يكون سرا

خبأت فتنتها في خزانة الصحون وتدثرت بشهوات قريناتها
الحوريات اللائي كلما لمسن حجرا سال العسل بين ثناياه
لئلا يكون سرا فإنها تفرك خاتمها قبل أن تغفو

تحرسها الملائكة وهي تنسج من غنجها رجلا مسهدا تربك حيرته الآلهة

اللغة

لا ينكرها التلفت وهو رسولها الى الذعر
المنسية مثل معجزة حيوان أخترعها لتسليه
أتكفي خيانة يده طريقا للطاعة؟
لقد صنع من لسانه جسرا،
جسرا لا يرى العابرون عليه أقدامهم
أإلى هذه العتمة تحمل أرواحنا فوانيسها؟

اللغة أنثى،
شهوتها تبيد

التقيت غزالة

أرجئ الوصف،
لبلاغة يدي وهي نائمة على رقبتها أن تنسى ما تعلمته، الحرفة فضيحة، حين يكون بإمكان الجلد أن يشف عن الرقية الغامضة، ذلك المكان المسحور الذي تستجير به الروح. كانت أحلامها تتسلل الى عيني فيما أصابعي تعبث بأهدابها. الغزالة تركت جسدها رهينة بين يدي وذهبت وحيدة.

البرابرة نائمون

نومهم جعلنا أكثر إنصافا

لقد اختفت صيحة الديك وظلال الأزهار وكلمات المؤذن ورائحة الخبز ورغوة الحليب ونضارة النبات وحياء الفتيات وكتب الحكمة ولمعة العسل ولوعة الحب وخشوع الصلاة وبراءة الضحية. اختفت الأسواق والكنائس والبيوت والشوارع والحانات والصوامع والنوافذ والغابات والتلال والبحيرات والأديرة والمكتبات والأنهار. حثي الحكايات اختفت فيما البرابرة نائمون
الآن علينا أن نبحث عن ذريعة أخرى للخراب

سقف القيامة

هناك في الأعالي طيور ميتة كما لو أنها في متحف

لا أصدق أن الطيور تكف عن التحليق حين تموت

خفيض هو سقف القيامة

نأي

زهرة من أجل قبر واحد، قبر منسي مثل زهرة
نشيد من أجل فم واحد، فم مشرع مثل نشيد
الزهرة تطعم فما والنشيد يقصف قبرا
أحين ينفد الحبر تبلغ الروح عتمتها مثل مرآة نأى عنها زئبقها؟

في صبيحة أثنين ما
الرقية استيقظت هي الأخرى كما لو أنها تتأهب للذهاب الى العمل

في السوق خلاسيات وخنازير
وباعة، أصواتهم تطرد الهواء،
خضروات لا تزال تتنفس
فيما الرسام يخفي رقيته التي تترك كلماتها وهي تسيل أثرا يتبعه

أمام بلزاك

أزميل رودان يبعثر في الفضاء موسيقى وحشته
ويقترح صحراءا لرجل وحيد
رجل يخلي مكانه لآخر
آخر أشد غيابا منه

الأعمى

مغمض العينين يرى ويحلم ما لايراه ليرى ما يمحوه. جوقة عميان يتعثرون بخطواته ويده تنبش العتمة.
أليس من التبرج أن نرى؟

الزخرف
منسيا في (الهال)
تغريه قدماه بالتيه،
مقتفيا أثر إمرأة تركت على جسده زخرفا من لهاثها
في قلب الأرض يرتل تعويذتها كما لو كانت لغزا

الوحش

يده وهي تهذي تستدعي الملائكة
ثغاء خراف مذعورة وبكاء نايات ومناديل وداع وبوح أمهات
بأجنحتها تطوي ما تبقى من سيرته

يصنع من هذيانه وحشا يلتهمه قبل أن يستغيث

ضحيتها

الحائر دعابته، المنسي لفتته، المذعور جريه، العاشق ولهه، القتيل طعنته، المهزوم رماده، الميت رقدته، المشاء تيهه، الوحيد وحشته، المسافر غيبته، النبي آيته، الطاووس مشيته، الخالق مشيئته، الغابة أشجارها، الجبل أحجاره، الكافر لعنته، العدو شماتته، الحصى لمعته، الموج زبده، الخربف صفرته، الدخان سحابه، الصحراء بدوها، النار حطبها، العسل أزهاره، الفراشة جناحاها، الكتاب صفحاته، البدايات خواتمها، التاج ذهبه، ولكن الرسوم رسامها.

ليس الرسام رسومه، إنه ضحيتها

ذات خريف من أجل كوتاري جنازومي

كما لو أنه شجرة، أفصح الشاعر ذات خريف عن بلاغة ورقته الخضراء الأخيرة فمات
في مقهى باريسي يجلس رجل بيده ورقة لا تزال خضراء هي أرثه الوحيد

هناك كلمات،
أثر من فم
هواء يخترع شراعا لمركب ينأى برجل وحيد
رجل عاد من الخريف لتوه حاملا ورقة
أكراد (صورة عائلية)

الأب في مسائه فيما الاولاد يرتجلون بوصلات متاهاتهم
كل قدم على حجر
وكل أنف وراء ريح
وكل فم ممتلئ بقبلة

بداهة الطائر تسبقه الى جناحيه فلا يرى من النبع إلا مرآته

باب الجنة
الجالسون وقوفا،الصاعدون نزولا، النائمون أرقا،الصارخون صمتا، العائدون ذهابا، الحاضرون غيابا، اللابسون عريا، الأثرياء فقرا، الكاتبون محوا، العابدون كفرا، المتخمون جوعا، الصادقون كذبا، العازمون كسلا، الاتقياء مروقا، الجانحون توبة، العاصون مغفرة، الميتون حياة، المبغضون هياما، الصارمون إشفاقا، الرابحون خسرانا، العارفون جهلا، الحالكون بياضا، الغاضبون رقة، اليابسون نضارة، الفائضون خواء، المترفعون ضعة، القانطون فرحا، الحالمون تيها، المتريثون خوفا، الفاتحون طمعا، النابتون صدفة، الماطرون جفافا
سيضيق بهم باب تركته فرشاتك مفتوحا على الجنة

عليك دائما أن تفر مثقلا بالخطيئة

الشعراء

تركوك وحيدا
كما لو أنك محبرتهم الحبر يسيل من يديك
كما لو كنت آدمهم تفاحاتهم تلهم حنجرتك
كما لو انك خطواتهم آفاعيهم تسلعينيك
كما لو كنت أحلامهم ليلهم يغمض عينيك
كما لو أنك شهواتهم نساؤهم يرتجلن سريرك
كما لو كنت غابتهم أشجارهم تزخرأهدابك
كما لو أنك عويلهم دموعهم تبلل أهدابك
كما لو كنت معبدهم صلواتهم يلين لها هوفمك
كما لو أنك نشيدهم العصافير ترتطم بسقف فمك
تركوك وحيدا تلهو بشيخوخاتهم بعد أن اختفوا بطفولتك

انتهى في ( هلتس فريد) فجر يوم الخميس 25/03/04


إقرأ أيضاً:

أقرأ أيضاً: