عبد الخالق كيطان
(العراق/ استراليا)

عبد الخالق كيطانالسماء قريبة......
لم يكن ممكناً، إذن، ترجيحُ الاحتمالات
ما ذهبنا إليه كان موصوفاً بعناية،
حتى وأنت تكره ذلك كله.
لأن السماء قريبة
كان كلُّ شيء معداً إلا من بعض الفواصل.
ليست سوى سَرِيّةِ أوغاد
حيث لا يبقى بين يديك خيارات تذكر
كم تحتاجين لتشبعي مني؟
أصاب بالذعر باستمرار
وتلفظني الأعمال الرخيصة
كنت قبلها أقضي النهارات بالمشي
والعشاق من حولي
أصغي إلى موسيقى مجاورة
والبهجة لا تكتمل
أشم روائح بهارات مختلفة
هاجساً هندية جاري
والبهجة لا تكتمل
أعبّ قناني البيرة مع عماد حسن
وأتفحص البنى المتحركة مع حسن ناظم
والبهجة لا تكتمل
هذه بحيرات زرقاء
ومسافات طويلة بحاجة إلى ردم
هذه السماء قريبة لا تمنحنا غير تأملات ليست ذات جدوى
ربما من أجل ذلك تطاير ما كنا نفكر به
ولكن لماذا أنسى ما أريد قوله؟
وهل سرية الأوغاد في السماء سبب ذلك؟
إنني أدور حول نفسي
الجمل هي الأخرى تدور حول معنى بعينه
لنقل بوضوح:
السماء قريبة هنا
ولأنها كذلك
تكشف لنا عشرين عاماً من المستقبل
وعاماً بعد عام
التي تشبه رجلاً بعد رجل
نصل إلى منزل كبير يشاركنا حمّامه ومطبخه رجال كثيرون
رجال كانوا يكتبون القصائد
أو يمضون النهاراتِ في مزارع شاسعة
وهنا
تصبح السماء أكثر قرباً
فنمضي أوقاتنا في انتظار حريق صغير
ثم علبة أنيقة وبضعة دموع.

سدني في
5/10/2005