غريب اسكندر
(العراق/ لندن)

- 1 -

- أين كأسي القديمة
المترعة؟
التي كنتُ انهلُ منها
رحيقي الأوّل
ـ أين وهم الكتابة
أين رماده؟
ـ أين تلك السعادات
الشقية؟!
ـ أين قمر الطفولة الناصع
كقلبكِ يا أمي؟
عدّ إليَّ أيُّها الشعرُ
مفازةُ ألمٍ أنا
بعد غيابـِكَ
ديرُ صحراء
هذا العالم
ـ قال الشاعر: في هذه اللحظة، لحظة الصحو الكامل
كيف ستعنون كلَّ هذا المحو؟!

- 2 -

من أجلِ هذهِ الأمنية
التي تسمّي الموت
كتبنا كثيراً عن الحياة: خميرة هذا الوجود
ثرثرنا، ايضاً، عن عشتروت
عن ليلها البهيّ

عن تموز
في عزلته وحيداً
عن موتهِ الأخير
وهو يعود ادراجه
بلا عشتروت
وبلا ابتهاج عظيم
كان يرددُ أغنية الفصل الأخير:
حفلةُ أعماقٍ ساكنة
هذهِ الأرض
قارورةُ صمت
وتواريخْ تمضي.

- 3 -

الي أخي ناصر

نعم
ربما أنّكَ الآن
في القبر
نعم
ربما شيعك الآخرون
واحتفت بكَ السمواتُ
أو ربما احتفت بك
بعض هذي البلاد
..........
..........
لن اهجو احداً فيكَ
لأن موتكَ كان بدايةً
لا نهاية
كلهم
ـ وأنتَ أولهم ـ
اولئك الذين
ولدوا ساعة انهال
عليهم تراب الأبدية.

- 4-

الي احسان الإمام

سكت العازف
فانفض الجمع
في هذا الليل المظلم
ليس هناك سواي
أنا وحدي
كنتُ أجوب خيوط الفجر
لعل النور النائم
يصحو ثانيةً
فيعود العازف
ليعزف لحناً آخر
عن هذا الفجر القابع
في أغطية سوداء .

أقرأ أيضاً: