غريب اسكندر
(العراق/لندن)

- 1 -

ضياء العزاوي - العراقلا يهم
إذا كان انكساري
أمامك
هو من صنيع الوردة
التي تركناها
هناك بعيداً تذبل
بينما يحمر خدُّكِ
كلما وصلنا إلى نهاية اللعبة
الوهم الذي كُنا نشيعه علي أسطح باردة
أصابعك الصغيرة
التي كدتُ اقضمُ
أحداها في الليلة
التي غضبت بها
علينا السماء.

- 2 -

لا يهم
سواك، أيضا،
ينطق بالخيبة
أما انتِ
فكنتِ دائماً
وستظلين الكذبة
التي تبرقُ
والذاكرةُ التي يسعفها النسيان
لهذا
كنا نقول عنكِ
وأنتِ تمرين حذاء الوله الأخير
اللعنة!
إنها تتقاطعُ
مع المودة
كما لو كانت شجرة سيسبان.

- 3 -

في الليلة الأخيرة
للهجران
كنت تقولين:
ـ رحلوا
ـ لا اعرف لماذا؟
ـ تسقط أزهار الشوق
ـ لا اعرف لماذا؟
ـ تئن الدمعةُ
ـ لا اعرف لماذا؟
كان انكسارُكِ غضاً
مثل يديكِ
اللتين تشيران
إلى يباب الليلة
وتساقط الآهة.

- 4 -

في تلك المرمدة
التي يسمونها تاريخ الأسرة
أحاول ترويض الروح
بالندي الذي ترشفين منه
سعادتكِ
بينما ترممين أكاذيبهم الكثيرة:
ـ الحروب التي خسرناها كانت مقدسة تماماً
ـ الرجال الذين عادوا بعد ليل طويل
كانت شواهدهم خرساء
ـ حياتنا الجميلة كالنجوم تقف قبالتكِ
بالضبط وأنت تتزينين أمام المرآة/ الشاهدة
التي عنونت العمر بتقاويم مزيفة
تعالي
إذن
أيتها المرأة
يا سحابة العمر ورعوده
أنا هنا
أيضا
أحاول ترويض الجسد
بعطركِ
الذي تتصببين فيه.

- 5 -

اعرف
ان الليالي الكثيرة المقبلة
ستتلاقي جميعاً عند خصركِ
وفي سناكِ
سناكِ البعيد
يختفي قبح هذا العالم
عندما تمرين
علي جسر الذكري القديمة
غير مكترثةِ بالألم
هكذا
تتسيدين وجدان العالم.

القدس العربي
2005/05/26

أقرأ أيضاً: