سلام صادق
(العراق/ السويد)

أصابع لاتشير إلى الطريق ولا تجس الجراح سجينُ أصابعي
ما أقوله لايشير لغيري
وما ألمسه يخدش حنجرتي
كلامي سعال تفهمه الريح

أصابعي ترتعش
لتصد عدوان الحروف
توصد قلعة النوم بوجه النعاس
فينساب التثاؤب من عيوني
يغرق الشراشف البيضاء كالورق

من أشعل أصابعه شموعا
لم يفهم سليقة النار
أوغريزة الهواء
قبل أن يوشك على الانطفاء

كل إصبع جرح
تنز منه ذاكرة الربيع
وكل جرح إصبع
يتبرعم تحت فأس الخريف

يمسك الإصبع بالوردة
فتضوع
توخز الوردة الإصبع
فيجهش من شدة العطر

الإصبع ذكرى خاتم عرس
والخاتم وهم يدور

الإصبع شاقول الجسد
يومئ للرأس الشاغر
لينحرف نحو الجدار
ويمس قلب الشاعر

الأصابع شوارع
تشتبك في الساحات
وتهرب نحو الأزقة
تتعلق بمقابض البيبان

الأصابع نباتات الكلام
تسقيها الشفاه
وتحصدها القصائد حين تنضج

الأصابع أوهام لاتنام
تمسح على رأس الحلم
لتسهر ليل الذنوب
والحروف نيام

الأصابع سراويل
نلبسها عشر مرات في اليوم
لئلا تبرد وحشة الكلمات

تمتد الأصابع
تشير للسبيل المنعطف
وتقتل حين تنعقف

حناؤها دمع هجين ينزف
تخثر الجراح
فتكفكفه بنفسها
حين تجف الأفراح

الإصبع ملك الحانات
خمسة نادلين
لكأس واحدة

الأصابع فخاخ الغياهب
تختزل تراب الوقيعة
شبرا فشبرا

الأصابع أغصان
تثقلها طيور الغواية
فتتبرعم مناقير الشهوة
في عصير الثمار

الأصابع على عنق امرأة
لبلاب الإغماء يلف ويدور
يتسلق نفور الغزالة
ليطمئن البلور

الأصابع شظايا
من نيازك تهوي
على بياض فتنة لا تقاتل

الأصابع سدنة البراري
وكهنة البياض
لاتسجد إلا على الورق

أصابعي ذنوب
سأغسلها بماء الخرافة اللعوب
وأعلقها في الهبوب

الأصابع تحك الرأس
لتدغدغ سماوات المدن
الراقدة في الحداد

الأصابع سياط
متهمة بالدم والصراخ

الأصابع حراس القصيدة
في جيوب الشتاء
حين تبرد الحناجر
وترتجف الأسماء

الأصابع بلا ظلال
لان الكف الأخرى
هربت من شمس الكتابة
لقمرٍ سيّال

الأصابع قنطرة الأحلام
يثقلها موج الرحلة
فيتقوس ظهر الكلام

أصابعي سهام ونبال
يصوبها لتيه القلب الأعزل
صياد الفتنة
يثقب شغاف الصمت
ويهتك عفاف الطرائد
في خلوتها المريبة

أصابعي مجسات الحريق
لاتشير لعشو الطريق
محجر الفجر دليلها
أو عيون الغريق

بأصابعي أضفر ذيل المعجزة
النابت في مؤخرة المستحيل

أصابعي تلملم أطراف الجسد
وتنثر المساء على عريه الطويل

بأصابعي اشك غلالة الكون الزرقاء
لاستنزل مطرا اسود
يغسل هامات الحروف .