جوان فرسو
(سوريا)

منذُ أن اتّخذتُكِ
يا بعيدةُ.. وطناً
بقيتُ بلا حدود!
وبابتعادكِ
سكنتْني الغربةُ
ثمّ.. حينما أدمنتُ النّظرَ إلى الأفق
استوطنَ قلبي الشّتات.
تجرّعتُ الأفقَ
فاستحالَ القدرُ وطناً..
ثمّ رسمتُ من القلق
حدوداً لهواجسي
فتهشّمَ القلبُ
متصدّعاً.. يسألُ
عن وطن!
أينَ تلويحةُ الياسمينِ
في وجنتيكِ؟
أينَ رحيلُ العصافيرِ
في شتاءِ وجهكِ
من فضاءٍ، إلى فضاء؟
أيّانَ مستقرّها؟
هل لي..
ما كانَ لي؟
أم عاد لي..
من كان لي؟
مالي.. أرنو إلى المستحيلِ
.. مترقّباً
ما ليسَ لي؟!
هذا المساء..
ألملمُ بعضي.. على بعضي
من جديد،
وأعودُ حيثُ مسقطُ قلبي
فاجمعي.. براحتيك
بقايا ما تبقّى من حطامي
لملميني..
ولنلتحف سويّاً
.. البردَ..
ثمّ اسردي لي
يوماً بيوم..
كيفَ بقيتِ متماسكةً
أمامَ كلّ هذا الحطامِ