تجربة
الشارعُ مبيتُ أشعارٍ .
لو كنّا مُخلّدينِ ما طافتْ علينا بوابةٌ عاليةٌ.
هجرةٌ مألوفةٌ إلى سكينٍ , وصيامِ حلقومين عن اللقاء .
يُسلّحُنا الله بصحابةٍ وحذاءٍ للوحدة
وحدثَ أنْ صار المقهى ملجأ جسمين يتيمين,
نصطادُ الجنةَ بملعقةٍ صغيرةٍ
من ذا الذي يقرضنا أصدقاءَ مسلحين .
لونُ السبورةِ لا يناسبُ أحداً
يمامةُ الدلتا ليستْ هادئةَ المزاجِ
هبطتْ إلى أرضِ العتمةِ لحشيشةِ الزوغان
من حصةِ الدين والحصة السادسةِ
الوجيعةُ زرعٌ في هواءِ الليل
الناظرُ قلّب التلاميذَ ونحن نرميه من الخلفِ بقطعة الطباشير
لِمَ لا يطردنا من الفصل أو يضربُنا بآلةِ تعذيب واحدة ؟
لونُ السبورة ِ لا يناسب أحداً
كلنا رماديون ؟
أنا أكذب على نفسي .... عادى
كلانا يكره الإله آمون , فزوجه اسمها موت
أنا لا أحب موت, فهي لا تحب آمون
هي بالذات تحب بنات النواصي حتى تشترى راحة العقل
الموت قبل الثلاثين جائزةُ الكتابة .... عادى
نحن في المقاهي والبارات والسجون .... غير عادى
ماذا لو سكن النهار وراء السماء ؟
يجبُ أولاً صُنْعَ الحميميةِ مع الأهلِ والأقاربِ
لأنني سأستغل ذكاءَ خيبتي
وأُعلِنُ على الملأ كرهي لأشخاصٍ سريين
أمشى بطولي في ظُلمةِ القلبِ
أُقسِمُ لوجوهٍ ممتدةٍ بشراهةٍ
أنني كاملُ الوعي.
تفاصيل جاهزة
نويتُ الكتابة
وتناولتُ ستة أكواب من الشاي الميرى
يُشترطُ في تجهيزه قالبان من الطوب
جندي خدمة , وصحراء
لأكتب قصيدةً منسوخةً - فيما معناها -
أنني غيرُ موافقٍ على الأردن الجديد.
***
مقاسُ حذائي 45 , وأرملتي الوحيدة مازالتْ تكبرني بتسعة أشهر
باعتباري في تعداد الموتى لحصولها على:
بكالوريوسِ الهندسةِ وزوج
أكرر أنني غيرُ موافقٍ وفقط.
***
ملصقُ العلم الأمريكي على الزجاج الخلفي لعرباتٍ تحمل أرقاماً
ثلاثية
والحديثُ عن اغتيال الجندي المعروف بطريقةٍ نشاز
ضرورةٌ نصفُ ضرورية.
***
مخلوقٌ تجريبي... قرر الانفصال عن العالم ليلة 30 فبراير
في غرفةٍ مطليةٍ بالجير
ثمّة تفاصيلَ جاهزة
نفترضُ أنني مصابٌ بمرض " الزهايمر "
نيابةً عن حبيبين بما قضيا من اللذة
الرجمُ سلوكٌ وطني .
***
ينبغي أن أكون إنساناً عالمياً
في حوزته: إقامةُ علاقةٍ ناجحةٍ مع فتاةٍ وجوديةٍ
ليس لديها تليفون
وتؤمنُ برضاعة المحبين .
***
الحدائق العامة في قسم أول " المنصورة " للاستخدام الشخصي
لصبى لا يملك أسرة بديلة
أبوه لم تُعيِّنه القوى العاملة بالنموذج 153 ق.ع عاملا بالبلدية ,
بل رجل بسيط
تتردد خصيتاه ما بين فخذين لامرأة سوقية
في نفس سن المدعو : يتيم .
***
القلم مجند
الكتابة لا تُدرك أنّى بلغتُ الرابعة والعشرين
أقترح اختيارَ ربٍّ جديد
الطبقية وصلتْ لأثمان رغيف الخبز
ترتيبُ الغرفة أولُ الانتفاضة
دولابُ أبى مسنودٌ بجوار الحائط من ليلة عرسه
فمتى نخرج معا كلبين من خَرابة ؟ .
بصفتي مواطناً للباب والنوافذ
أتهمُ نفسي فقط لا غيرَ
القلبُ أربعُ غرفٍ ودمٌ حارٌ
مجموعات إقامةٍ على الأرض لنيرودا الثلاثينيات
رداءُ المجانين يبدأُ بفردِ الذراعين للأمام
تخيلْ ظهرَكَ يُغتالُ بواحدةٍ من سيارات الأجرةِ
أو بضبطٍ وإحضارِ طارئ
اليدان والقدمان والشفتان والعينان والأذنان في دار الأمن
الحرية في ماسورة البندقية الآلية تتعلم المشي صوب الهياكل ,
بسكرتيرةٍ حسنة المظهرِ
والإناراتُ الحمراءُ في أبراجٍ متصلةٍ بالإلهِ
لن أهتم بما يحدثُ حولي
سأهتمُّ فقط بما يحدث داخلي
بصفتي مواطناً للباب والنوافذ.
التطلع نحو شخص يمنحني الكآبة
" براء "
الكائن الذي أحـبَّني
أُجزمُ دائماً أنى ميتٌ قبل الثلاثين
لا لولعي باتساع العلاقةِ بيني وبين العالم .
مثلاً : أبى
هل من الممكنِ لواحدٍ مثلى مفاجأتُه بتقبيل يدهِ اليُمْنَى
كما يفعلُ الابنُ البارُّ في روايةٍ عربية ؟
أم سأرجو منه مساحتي وهو يقرأُ الفاتحةَ لحظةَ وقوفِه عند قبري.
" براء "
الكائن الذي طردني الله من قلبها حتى لا تعيشَ
بعد الثلاثين أرملةً
حرمني من رمّان جنّتها
لجنّتها سماءٌ تاسعةٌ وشبابيك مغلقة
وليس لها بابٌ
فكيف أخرجتني ؟!
***
الجسدُ اليابسُ الذي تمنيتُ دونَ قصدٍ احتضانَه للحظةٍ
لأمارسَ ولو لمرةٍ رغبتي في التطلُّعِ نحو شخصٍ يمنحني الكآبةَ
رغبتني في تأملِ ورقةٍ بخطِ يدها مطويةً
وسطَ أرقامِ التليفونات وإثباتِ الشخصيةِ
وهى تمارسُ مرضَها على ثلاثةِ رجالٍ ومنضدةٍ
أشتهى حافةَ الكوبِ الذي كان طفلاً في يدها
لكم تمنيتُ تقبيل فمِها المعبأِ برائحةِ القهوةِ والسجائرِ
لحظةَ صُعُودِنا لدورةِ المياهِ
الكائنة التي لا تتجاوزُ بقامتِها منتصفَ بدني
من الممكنِ أن تحتويني على مشارفِ فتحةٍ جانبيةٍ
وهى ترفَعُ ذراعَها .
***
البنت التي كُتبَ كتابي على أعضائها التناسليةِ
أبوها ذهب إلى الكنيسة وأعوزَنا لتصرفاتٍ خاصةٍ
كإخراج اللسانين واتساخِ أرضيةِ الصالون
الوردةُ الوحشيةُ - في غابةِ الدماغ - شاردةٌ
نحن ملتصقان : في السينما والغرفِ المهملةِ
وأمامَ محلاتِ الملابسِ الداخليةِ
وتحت مُدرجِ البدراوى
وفى مدخلِ عمارةٍ
وأسفلَ الدُّش
في شقةٍ للإيجارِ
ومنفصلان تحتَ برجِ السرطانِ
وحدتي مجردة : ليس إلا سيداتُ الرصيفِ
هكذا كلمتُ نفسي .
من ديوان
ليلة 30 فبراير - قصائد منسوخة
( 1995 )
أقرأ أيضاً: