أمال نوّار
(لبنان/ أميركا)

شجرة أول الليل وآخر البحر

(Krista Nassi- ايران)في الليل يُشمسُ قلبي وتخضّرُ أحاسيسي
في الليل أسمعُ حفيف شجرةٍ تحت عُشبي الحزين؛
شجرة باتتْ عظامُها قصباً لشهوةِ الريح.
هنا، حيثُ كُرسيٍ وجدار
تحفرُ الكلماتُ الجذع،
هنا، حيث الفأس والمزمار خريفين بعنقٍ واحد،
وحيث القشّ يتطايرُ من يباسِ صوتي
والأوراق تتساقطُ بلهفةِ الحجار.

لكمْ جوّعتُ يدي لملاقاةِ مطرة
لكمْ شربتْ مني الأرض حليبها
لكمْ ترنحتْ في جسدي تماثيلُ لهب،
لكنّ حناني لم يكسُ التراب فرواً،
ولا دفء صوتي علّم الطير السفر
أنتِ باردة أيّتها الأرض
باردة
حتى ولو اشتعل زيتُ بحارك
في دّمِ الحجر.

على عتبةِ ليل أجلسُ بين غصنين،
لن يطول انتظارهما
فأنا في طريقي إلى البحر عند أول الفجر
سأحملُ رغباتٍ لم تعدْ في شبابها
سأحملُ كتاباً وغيمة وقبعة رأس،
على كتفيّ ستحني شجرةٌ ذبولها،
ولن يرتعد فيّ أيّ طير
إذ غير متاع الظُلمة،
ما الذي يُؤخذ إلى أحشاء البحر.

على بُعد شمس

عينكَ ذهبٌ يا هذا وعيني يباب
ابتعدْ كي تراني من عُلُوِ يومي
سلسلةَ جبال حُبْلى بالبرتقال.
ابتعدْ كي ترى كيف وأنا أنام
يسوّدُ الكلامُ على جلدي،
وكيف أحلامي تتدلى في الأُفق
كالجليد من النوافذ.
ابتعدْ كي ترى
أنّ البحر دمعة في عين الشمس،
وأنّ زُرقتي المُظلمة و البلا قرار
لا كلمات ولا أيدٍ تبلغها حيّة،
وأنّ العصافير التي تُخلّفها دعساتي
فإنه لفرط الصمت
يمتلئ خيالي بخيالها.
ابتعدْ
فأنا حين أشتهي البحر
كلّ شيء يغدو رمليّاً فيّ
كلّ شيء
إلى أن تعود إليّ كلماتي
مَمْحيّة.

***