1
كان يمشي أمامي
الرجل الذي هو
دائماً حاول المشي أمامي
الرجل الذي كان هو
هو الآن يمشي وحيداً.
2
مستعدة للهرب معه
مثل استعداد حذاء
جندي
مجهول
ميت
للتعريف عن نفسه
3
النوارس التي على الشاطئ
لم تكن رومانسية مثلها في القصائد
حامت بجشع
فوق البحر
..
الرجل الذي كان حبيبي
قادها الى قلبي
واختفى
..
4
سيحاول
قضاء المساءات بالتسوق
حلاقة عشب قلبه أمام المرآة
وتمسيد روحه للأسفل
سيحاول تجاهل خرير دمه في العتمة،
رماح أنفاسه
ورقصة يده
سيحاول أن يهرم جيداً في مركز الدائرة
تاركاً بيننا مساحة مناسبة لامتداد الخريطة
سيحاول حشر الزهور في ربيع واحد
والبحر في زجاجة عطر
سيحاول إقناع الكتب
بأن تكون رحيمة به
فلا عشاق يلتقون سراً في المطارات
ولا قصائد حب حزينة
سيحاول تقطير الضحك بنكات قصيرة
وتعزية نفسه بحب قديم
سيحاول أن ينسى
ويتثائب كثيرا ليهدهد النوم
سيحاول
5
لم يكن أقل أو أكثر
من توقعاتي
كل ما في الأمر
كان رثاً
كقلبي
كأرنب
هارب من درس التشريح
في مساء
انكمش
وصار رصيفاً في مطار
أدهشني
أن الفزع المعتاد
الفزع الذي يقصد روحي
كل صباح
دخل امرأة غيري
تساءلتُ عن مدى تقصير جدتي
ولِمَ لم تخبرني بقدري
المسكون به
كعادة الجدات
ولبرهة قصيرة
كأنفاس جياد منهكة
كدتُ أصرخ بالمصعد الكهربائي
أسأله ببلاهة
"كم بقي لنا من العمر"
..
الآن
هذا المساء طويل كلسان
وأحدهم يغلق قلبي
و
جدتي ماتت
قبل أن تعلم
كم كانت حكيمة
6
ها أنتَ تصبح مثلها
تغسل بضحكةٍ عواطفك
وتخرج إلى أقرب مقهى
لتدسّها في قصيدة وتنساها هناك
تتقمّص في الطريق غباءاتها
فتتجاهل آخر مكالمة هاتفية عن قصد
ومثل كل الشعراء الذين يدّعون الوحدة
تتعمد ترك رائحتها في قميصك المتسخ
تحت السرير
لأنك تذكر من هاملت أن النساء يراوغن
ومن أبي العلاء أن المرء لا يحتاجهن
ومن نزهات أرسطو أنهن شيء يخلُّ بأناقة المنطق
لكن
في المقهى
ينسيك فراغ الكرسيّ المقابل حكمتك
فتكتب لوعتك
ثم تشرد
لأن قهوتك لذيذة
والناس يهرولون عن جانبيك
إلى غايات تبدو جليلة
فتنساها قليلاً
وتُفرِج عن نساء تركتهن في ثلاجة قلبك
ليبدو نصك أكثر مرجعية
وفجأة تستريح خلف الزجاج بعينك
ريثما تجف أصابعك
فتراها من جديد
ترقص وتثرثر وتضحك لغيرك
تعض شفتك بغيض
وأنت تغمس روحك إلى الكوع
في الحبر
لتكتب عنها مرة أخرى
وتنساها بطريقة أخرى
ها أنتَ
تصبح مثلها
متمرساً في فن العشق
taghridgh@hotmail.com
إقرأ أيضاً: