المغربي عدنان ياسين

عدنان ياسينيرى الشاعر المغربي ياسين عدنان ان هناك مؤامرة على السؤال الشعري في العالم العربي ولا يريد أحد ان يفتح حوارا جادا حول هموم وقضايا الشعر والأبعد من ذلك لا يوجد قراء حقيقيون للقصيدة الشعرية.

وقال عدنان في مقابلة مع رويترز : أحس ان هناك تواطؤا على السؤال الشعري .../فالنقاد/ لا يلتفتون الى القلق الشعري وما يخالج الشاعر من مشاعر عميقة.

والمسألة عند عدنان مرتبطة بعدة عوامل من بينها عدم وجود نقاد (يجيدون اختراق النصوص الشعرية بجدية وعمق وشغف شعري). ويضيف عدنان في المقابلة التي جرت على هامش مشاركته في الاحتفال بمئوية الشاعر الشيلي بابلو نيرودا في مهرجان أصيلة الثقافي: بالتأكيد ناقد الشعر الجيد له روح شعرية ويرى ان.. النصوص التي تنخرط في محبة الشعر وفي مخاصمته بعنف شعري قليلة ونادرة في العالم العربي.

عدد من النقاد تآمروا حتى على القراءة العاشقة مدعين حيادا بارزا لا لون له ولا طعم ولا رائحة.

والشاعر الشاب (34 عاما) يرفض تصنيف (الأجيال) فلا شيء يبرر انتماء الشعراء الى جيل معين ويقول: حكاية التجييل والتحقيب تبدو لي مضحكة لأنها لا تقبض على الأهم... لدينا في العالم العربي شعراء كتبوا وماتوا ولم يكتبوا قصيدة على الإطلاق.

وعدنان شاعر وكاتب مغربي له ديوان (مانيكان) و(رصيف القيامة) ومجموعة قصصية بعنوان (من يصدق الرسائل) وحاز على جوائز عربية منها جائزة (بلند الحيدري) للشعراء العرب.

ويتحدث عدنان عن الصور الشعرية في قصائده ويقول: الجمل الذهنية لا تناسبني فهذه الأخيرة التي ينتجها الشاعر انطلاقا من ذكائه صور قد تدهشك للوهلة الاولى لكن من الصعب ان تخلف في نفسك أثرا وبالتالي فالكتابة المملوءة بالاستعارات والصور الشعرية فقط تبقى مجرد تلاعب لفظي لا تنخرط عميقا في المشروع الشعري.

والكتابة عند عدنان ترتبط: بالتجربة وبخبرة الحياة الخاصة.. يعني ان أمارس عفويتي وفوضويتي الى أقصاها لكي أتوغل في هذه الروح التي يمكن ان تنتج شعرا.

ويقول عدنان في ديوانه (رصيف القيامة): كنت أظن وأنا اعبر شارع الموتى/ان القيامة مجرد حكاية في كتاب/حتى جاءت الساعة بغتة/وانفلقت الجبال العظيمة عن فئران/صغيرة سوداء/ورياح شديدة الفتك/.
/فجاء الملوك والمنجمون/وجاء الحكماء من الكتب القديمة/وجاء ادونيس وادعى انه المتنبي/وجاء باعة السجائر بالتقسيط/وجاءت سيارة الإسعاف/وجاءت الطفلة بتنورتها البيضاء/وجاء العاشقان على متن وردة/ وجاء الجابي والبهلوان والمهرج ذو الرنين المر/...وجاء أسامة بن لادن ومجاهدو بيشاور والملا عمر /أمير قندهار/ ...لم يلتفت أي منا نحو شجرة الخروب/حيث كان ابن حزم يمسك بخناق شاعر مغربي حديث/لم نلتفت فقد خذلتنا الأعناق/والعيون صارت مجرد سحائب غامقة على الوجوه /لم نعد نرى.

ويفسر عدنان قيامته هذه بالابتعاد عن القيامة من سياقها الميتافيزيقي الى القيامة اليومية التي نعيشها أو نراها أمامنا ..فكل أشكال الموت الجماعي هو قيامات... أحداث الزلازل والحوادث هي قيامات..فلماذا نتكلم عن القيامة الميتافيزقية ولا نشتغل على القيامة اليومية التي نراها أمام أعيننا؟.

ويعارض عدنان فكرة الالتزام في القصيدة الشعرية ويرى ان: فيه نوعا من الدغمائية العمياء التي تقودك الى خارج الشعر وخارج الانسان فالالتزام قاد شاعر شيلي الشهير نيرودا الذي عرف عنه الدفاع عن حرية الانسان الى التغني بالدكتاتور ستالين لالتزامه بالحزب الشيوعي والحركة الشيوعية العالمية.

ويستطرد: الشاعر لا يمكنه ان يلتزم بشيء إلا بقلقه وبسبر ذات أغواره فليس هناك شيء يستحق الالتزام في عالم مشوه مليء بالهزائم.

استغرب لما أجد شعراء عربا لا يزالون يكتبون بنفس الروح القومية العروبية وبأحلام زمن عربي أندلسي جميل.. كيف لا تلبسهم نفس الحالة التي تلبسنا ويعتريهم نفس القلق هذه أشياء تدعو الى الضحك..أظن أنني ولدت بعد هزيمة 1967 ولم اعش انتصارا طوال حياتي ولهذا اعتقد ان الهزيمة قدري.

أصيلة - المغرب - رويترز:
الدستور
18 اغسطس 2004


إقرأ أيضاُ