صــلاح بوســريف لَمْ تَكُنِ الغَابَةُ خَرَجَتْ بَعْدُ مِنْ نَوْمِها.

كانَ صَلاحُ، مَا يَزَالُ كامِناً خَلْفَ أحْلاَمِهِ
يَنْتَظِرُ وُقُوعَ الذِّئْبِ فِي المِصْيَدَةِ.

لَمْ يُحْكِمِ الشِّبَاكَ كَما ظَنَّ
ثُمَّ إنَّ الوُعُولَ حِينَ كانتْ خَرَجَتْ مِنْ رُعُونَتِها
ذَرَفَتْ عَلَى العُشْبِ بَعْضَ أَرَقِها
وَانْسَابَتْ خَلْفَ وَجِيبِ رِيحٍ
جَابَتِ الغَابَةَ بِلا سَبَبٍ.

المِصْيَدَةُ
خُيُوطُها اسْتَحَالَتْ سَحَاباً
فِي
مَا الذِّئْبُ كَانَ ما يَزَالُ كَامِناً في طَيَّاتِ أحْلامٍ
كَانَ صَلاحُ لَمْ يَغْفُ بَعْدُ مِنْ نَشْوَتِها.

بَرِيدُ هَذَا الصَّبَاح
لَمْ يَحْمِلْ رَسَائِلَ جَدِيدَةً
فَقَطْ، صَلَاحُ كَانَ أوْصَى الحُودِيَّ القَادِمَ مِنْ تُخُومِ رُفَاتِهِ
أنْ يَبْعَثَ بالذِّئْبِ لِصَاحِبِ الحَانَةِ
بَعْدَ أنْ يَكُونَ قَصَّ عَانَتَهُ
فَثَمَّةَ شَاعِرٌ في إِحْدَى ضِفَافِ المُتَوَسِّطِ
يَنْتَظِرُ أنْ تَفْتَحَ سِيدُورِي نوَافِذَهَا
لِتَقْتَبِلَ نَزَقَهُ
كَما اقْتَبَلَتْ أنْ تَهَبَ صَدِيقَهُ جَلْجَامَشَ قُبْلَةً
لَمْ يَخْرُجْ بَعْدُ مِنْ لَذَاذَةِ عَسَلِها.

مَا يَزَالُ صَلاحُ يَتَعَقَّبُ الذِّئْبَ
والغَابَةُ
بَقِيَتْ هِيَ نَفْسُها
لاَ
شَيْءَ
أَفْضَى بِمَا فِي طَيَّاتِها مِنْ شِبَاكٍ.

رُبَّمَا يَمُرُّ شَاعِرٌ
لَمْ يَسْتَوْفِ بَعْدُ وَجِيبَهُ
فَيَخْلُو بِذِئْبٍ
كَانَ، فِي وَعْدِ صَلاحَ، صَدَاقَةً قَدِيمَةً.