الوطن
يَـتَّجـه الملاّح مُبتـهجاً إلى وطنه على النهر الهادئ
من جُـزر نـائـيـة ، حيث حصَد منهـا؛
وأنا أيضاً أودّ العـودةَ إلى الوطن مرةً أخرى؛
ولكن هل حصدتُ مَسـرّةً مثلما حصدتُ حزنـاً ؟
أنتِ أيتها الشـواطئُ العزيزةُ التي رَعَتْني ذاتَ يوم،
هل تُسَـكِّـنينَ لـوعـةَ الحُـبِّ ؟ عـِديـني،
أنتِ يا غاباتِ طفـولتي، هل تعيدين إليَّ،
عنـدما آتي، الصَّـفاءَ الذي كان ؟
عند الغدير البارد رأيتُ تَـراقُصَ الأمواج،
وعلى النهر تنزلـق القوارب.
هناك أكون فوراً، أيتها الجبال الوفيّـة،
التي حَمَتْـني ذاتَ يوم في الوطن.
أ ُحَـيِّي فَـوراً
حدودَ وطنـي المقـدَّسة الصّامـدة،
وبيتَ أمي وترحيبَ أختي وأخي الحبيـبـيْن
هناك،
وأنتِ تضمّـيـنني إليكِ ، فيُجْـبَـر قلبي،
كما لو كان في ضماد.
أنتِ الحبيبة الوفـيّـة، ولكني أعرفُ، إني أعرف،
معانـاةُ الحبِّ لا تـزول حالاً.
إنها لا تغـنّي تهويـدةً، تلك التي دونها الموتُ،
لتُريحَـني مما في صدري.
إنّهم، هم الذين أعارونا النّـارَ السّماويّـةَ،
الآلهـة تَحْـبُـونـا الحزنَ المقـدّسَ أيضاً،
لذا يبـقى هذا. وكابـن للأرض أظـهرُ أنا،
خُـلقتُ كيْ أ ُحِـبَّ وكيْ أُعـانيَ.
عندما كنتُ صبيّاً
عندما كنتُ صبيّـاً،
أنقذني إلـه غـالـباً
من صُـراخ النّـاسِ ومن عِـصِـيِّهم،
فلعبتُ جيداً وبأمـانٍ
مع أزهـار الحـديـقة،
ولعبتْ نُسَـيْماتُ السَّمـاء معـي.
وكمـا تُـدخِـلُ السّـُرورَ إلى قلب النبـتةِ
عنـدمـا تمُـدّ أذرُعَـها اللّطـافَ إلـيـكَ،
كذلك أسعـدتَ قَـلـبي
أيّـها الأب هِـليـوس*! ومثلَ إندِيـميـون**،
كنتُ حبـيـبَـكَ أيّـُها القـمرُ القُـدسِـيّ!
آه كلّـُكمْ مُـعتَـمَـدٌ عليـه
أيّـتُها الآلـهـة الـرَّحيـمةُ!
هـلْ تعـلمـون
كمْ روحي أحبَّـتْـُكـم!
حقـاً لمْ أكنْ أستدعيـكم من قبلُ
بأسمـائِـكم، وأنـتُـم كذلك
لم تُسمّـوني قطّ ، كما يُسمّي
النّاسُ بعضَهمْ إذا عرف أحدُهم الآخرَ.
لكنّـي عَـرفـتُـكمُ الآن أحسنَ
مما عرفتُ البشـرَ،
إنّي فهمتُ سُـكـونَ الأثيـر،
ولكنّي ما فهمتُ كلماتِ الناس قطّ .
ترعرعتُ من الأصوات الشَّجيَّـة
للروض الهامس
وتعلمتُ أنْ أ ُحِبَّ
تحت الزهـور.
في أذرع الآلـهة ترعرعتُ كبيراً.
ولاء شيطاني
من أعماق قلبي أمقـتُ ارتباطَ الطّـغاة برجال الدين،
ولكنْ أكثـرَ، العبـقريَّ الذي يجعـل من نفسه
سافـلاً بارتبـاطه بهم.
سـابـقـاً والآن
في أيام الشّـباب كنتُ أستيقظ جَـذِلاً
وأبكـي في المساء؛ والآن ، في عمري المتقدم،
أبدأ نهـاري مُـرتاباً، ولكنَّ آخرَه
مُـقـدّس وبهيـجٌ لديَّ.
إلى شعرائنا الكبار
سَمِـعتْ شواطئُ نهر كانجه*بانتصـار إلـه المرح،
عندما تغلّـب على الجميع من أقاصي الهند
جاء الشاب باخوس**، مع النبـيـذ المقـدَّس
مُـوقِـظاً الناسَ من الرقاد.
أيّها الشّعـراءُ، أيقِـظوهـمْ أيضاً من االنَّـوم،
إنّهم لا يزالون نيـاماً الآن، أعطـُوا القـوانـينَ،
أعطـونا الحـياةَ، أعلـنوا انتصـارَكم!
أنتم وحدكم، مثلُ باخـوس، لكم حـقّ الإنتصار.
****