قصائد للشاعر البرتغالي أنطونيو راموس روزا

ترجمة: اسكندر حبش

اسكندر حبش بعد ألفارو موتيس، الروائي الكولومبي الذي رحل في مطلع الأسبوع، فقدت الثقافة العالمية واحداً من شعرائها الذين وسموها: البرتغالي أنطونيو راموس روزا الذي رحل عن 88 سنة، وهو يُعد واحداً من كبار شعراء اللغة البرتغالية، وأحد أبرز وجوهها.
روزا، كان أيضاً أحد المناضلين الكبار ضد حكم سالازار، وقد عرف السجون مرات عديدة، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في الكتابة، وتحدي السلطة.
أسس العام 1951، مجلة «أرفوري» التي لعبت دوراً كبيراً في الشعر البرتغالي المعاصر، كما قدمت الكثير من شعراء العالم باللــغة البرتغــالية.
بالإضافة إلى الشعر، نشر عدة أبحاث وترجمات شعرية لعل أبرزها ترجمته لرينيه شار إلى البرتغالية. حاز عام 1988 جائزة بيسوا، التي تعد أهم جائزة أدبية في البرتغال. كما حاز العام 1990، الجائزة الدولية للشعر.
هنا ترجمة لبعض قصائده.

لا يمكنني أن أعيد الحب

لا يمكنني أن أعيد الحب إلى عصر آخر
لا يمكنني
حتى ولو أن الصرخة تختنق في حنجرتي
حتى ولو أن الكراهية تنفجر، تطقطق، تشتعل
تحت جبال وجبال رمادية
لا يمكنني تأجيل هذا العناق
الذي بمثابة سلاح ذي حدين
من الحب والبغض
لا يمكنني تأجيل ذلك
حتى ولو ألقى ليل العصور بثقله
على كتفيّ
حتى ولو تأخر الغسق الغامض
لا يمكنني أن أعيد حياتي إلى عصر آخر
ولا حبي
ولا صرخة تحرري.
لا، لا يمكنني أن أؤجل القلب

حين يمّحي النور

حين يمّحي النور
بالكاد كاملا
حين تستمر الأضواء بالتنفس
حين تُنكس الأعلام
حين يسكت البشر
حين تسكت الروح ببطء في الصمت
حين يتلاقى البحر والشمس في الليل
عبر الظلال التي تتنفس
حين يمحو النور فيك
آخر نور نهار
وحين تدخل في صمت الليل
مع الشمس تحت المياه
في صمت الليل.

اعتراف

سأتعرف إليك
فيما لو جئت
بقناعك الأبيض
ربما على مركب
في نداوة الشتاء
بين الغيوم والكلاب.
سأتعرف إليك
في حريتك المفاجئة
في نور خاصرتيك
في نار شذاك.

لا أريد أن أنتظر

لا أريد أن أنتظر،
لا أريد أن أجذف فوق محيط الكلمات الهادئ
لا أريد أن أسير إلا مع الجسد الذي أنا عليه
أرغب، من دون إرادة، أن أكون الدم
العضلات، اللسان، الذراعين، الساقين، العضو
حتى اليقين المستور والفريد، البديهي في كثير من الأحيان
حتى القوة المتأهبة التي تخفق في القبضتين
حتى الليل المفتوح الذي أمده على النهار بأكمله
الرقصة عينها، العالية والمنسابة، لجسد حيّ.