ترجمة: مكرم رشيد الطالباني
(أربيل)
لم يكن هناك من يبكي
لم يكن هناك من يدفع صمتي أن يشرع بالكلام
كنت قد ضعت كطفلٍ في قارعة الكون
لم يكن من يدلني على درب الوطن
فاضطر الناي أن يرفع عقيرته، ويقول :
- أدرك لو كنت تبتعد
آلاف أنهر الدموع ومئات قمم الأسطورة عن الوطن
يجب أن تعود إليهم، إلى هؤلاء البرابرة
الذين يشرعون ليلاً بغناء الأغاني لعواقبهم
البرابرة الذين يستبدلون الحلم بالموسيقى
وفي لجة الوحدة، يقتسمون المطر فيما بينهم
لو كان بقدر عمر أزهار النرجس هناك
يجب ان تعود لرؤية خرائب أرواحهم
الخرائب التي نتجت عن الحرب
التي لم تلحق لبكاء كي تتبلل !
كان لسان الناي عند تلفظه كلم! ة النور يقول :
في غروب ما
وعند إلقاءك الشعر
ستتمكن من مواصلة العيش مع الرب
وتنهمك في الدردشة مع امرأة عازفة الجيتار
بين أداء يمين الماء وصلاة أحجار الصمت
هناك امرأة على صراط الخمارين
توشك أن تعبر نحو لجة الجحيم
وهي تنهمك في لملمة أجزاء اللعنة
لعنة البقاء مع الحياة
لعنة التعرّي في حضن القصيد
هناك امرأة تدق على باب صبري
تحمل صباحاً آخر
تريد أن تجعل منفاي أكثر جمالاً
تريد أن أقسم بالخريف
كي ادع إدمان الوحدة بعد الآن !
كان الناي من علمني ثانية ألف باء العشق
حيث كنت ومنذ فترة طويلة
يمكن أن تكون قدر عمر ريح مطارد أو أكثر
قد نسيت الطيران
وكانت فترة طويلة حيث لم أكن نفسي أنا !
وقبل أن يعود الناي إلى بستان صمتي
وأثناء مشية الفجر
صرخت في وجهي عشرات الألسن
- قف أيها الغريب !
هذه ليست ليلتك
لن يسع المكان هنا لأغانيك
أرحل أيها الغريب !
إن سماءك ليس هنا ...
أيلول 2005