(مثقفو الكويت يرثون الأديب الراحل)

لافي الشمري

الطيب صالحعبّر الأدباء والمثقفون في الكويت عن عميق حزنهم وأسفهم لوفاة الروائي السوداني الطيب صالح، مقدّمين خالص العزاء في فقيد الحركة الثقافية العربية إلى أسرته، مشيرين إلى تميز نتاجه الأدبي والثقافي.
فقدان الطيب صالح واختفاؤه من الساحة الأدبية يعني أن مرحلة مهمة من تاريخ الرواية العربية تطوى في هذا اليوم، الطيب صالح مثّل نقلة مهمة في مسيرة الرواية الأدبية العربية، أطلق عليه الناقد الراحل رجاء النقاش في أول كتاباته عنه «عبقرية روائية جديدة».
وكان في هذه الإشارة تنبيه وتوضيح أن الثقافة العربية تحمل الجديد، قد كان نجيب محفوظ يمثل قمة من الصعب مجاورتها وتقديم شيء مختلف، فكان عمل الطيب صالح الذي اشتهر أولاً «موسم الهجرة إلى الشمال» ايذاناً بهذا التحول الذي تعزز «بعرس الزين» فقدم إلينا ملمحين مهمين: الملمح الأول اتصال الشرق بالغرب وصدمة هذا التلاقي بطريقة غاص فيها في أعماق التناول، مكملاً ما كان قد بدأه الحكيم في «عصفور من الشرق» وسهيل أدريس في «الحي اللاتيني»، هذا الانفتاح الذي قدمته هذه الرواية قابله غوص في أعماق الأعماق من خلال اختياره لنموذج الزين الموغل في المحلية، كان في هذين العملين، وفي غيرهما يقدم النقلة الكبيرة في الرواية العربية. رحمه الله.

سليمان الشطي

«خسارة الأدب العربي كبيرة برحيل أحد أهم أعمدة الرواية في الوطن العربي على الإطلاق، فمنذ أن حلّق في سماء الثقافة، كان الطيب صالح مشروعا سردياً يتطور، مكرساً نفسه لتقديم تجارب روائية مغايرة، أثر في الكثيرين من الروائيين العرب الذي ظهروا من بعده.
أقدم العزاء إلى أسرته الكريمة والوسط الأدبي في الوطن العربي.

ليلى العثمان

بداية يمكن القول إن الروائي الراحل أحد المثقفين الذي تكرس في تاريخ الأدب العربي، وكان رائداً مهماً في الحقل الثقافي له الفضل في تجديد الرواية العربية، وما أحوجنا إلى استمرار عطائه، لكن هذه مشيئة الخالق عز وجل. يعد الراحل علامة بارزة للأدب العربي عموماً والأدب السوداني بشكل خاص، وكانت قراءاتي الاولى للرواية من خلال نتاجه المميز، وقرأت رواية «موسم الهجرة الى الشمال» واعجبت بها كثيراً، رحيله خسارة كبيرة للثقافة العربية، نظراً الى مساهمته في تقديم الأدب الراقي.
يأسف الإنسان حينما يفقد مبدعاً بحجم الطيب صالح الذي قدّم نقلة نوعية في المشروع الروائي العربي، لكن عزاءنا في البصمة التي مازالت ترج في منجز الرواية العربية.

حمد الحمد

غياب الروائي الكبير الطيب صالح عن الساحة الروائية خسارة عظيمة للأدب العربي والرواية بشكل خاص، لأن الراحل كتب اسمه في سجل الرواية العربية بحروف بارزة ستبقى ثابتة على مر الزمان وستبقى حاضرة في ذائقة من يقرأ الرواية الرفيعة.
يشكل الطيب صالح مرحلة مهمة في تاريخ الرواية العربية نقلتها إلى ما بعد الحقبة المحفوظية، وكان في هذه الريادة مشاركاً لمجايليه من الروائيين ورائداً لمن لحقه من روائيي الجيل اللاحق. رحمه الله .

مرسل العجمي

الطيب صالح عبقري الرواية العربية كان بوابة كبيرة عبرت من خلالها الى عالم النقد الأدبي لما يكتنزه من عوالم سردية مفعمة برائحة المكان وتبدل وجوه الزمان وتحول الشخصيات على مدى أعماله الروائية والقصصية، لهذا كان تحديا كبيرا بالنسبة لي ليتجسد هذا التحدي في رسالة الماجستير التي حولتها الى كتاب، أحمد الله أنه من المراجع المعنية بأدب الفقيد، وبرحيل الطيب صالح، فقد المشهد الأدبي العربي عملاقا عبقريا فذا، قد يتأخر هذا المشهد لأن يجد شبيها له في الكتابة والفكر والأخلاق الرفيعة جدا، للفقيد الرحمة ولذويه الصبر والسلوان.

فهد الهندال

*****

الطيب صالح ينهي مواسم الهجرة
عرس الموت يُغيِّب سفير الأدب السوداني في عاصمة الضباب

القاهرة - محمد الصادق - خلف علي حسن - أحمد جاد - محمد فتوح - رفيدة ياسين

استيقظ العالم أمس على فجيعة فقدان الأديب الكبير الطيب صالح الذي وافته المنية بالعاصمة البريطانية بعد صراع طويل مع المرض، وكان الراحل يعاني مرض الفشل الكلوي في السنة الأخيرة، وكان يجري عملية غسل كلى مرتين في الأسبوع، والراحل من مواليد «الدبة كرمكول» عام 1929في شمال السودان، وكان له فضل كبير في نشر الأدب والثقافة السودانية في مختلف أنحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته التي تُرجم العديد منها إلى اللغات الأوروبية.
وقد نعَتْه رئاسة الجمهورية السودانية في بيان قالت فيه: «إن الفقيد كان له القدح المعلَّى في نشر الأدب والثقافة السودانية في مختلف أنحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته الرائعة التي تُرجم العديد منها إلى اللغات العالمية».
كما نعاه الاتحاد العام للصحافيين السودانيين، مؤكدا في بيان له أن صالح يعد عبقري الرواية العربية السودانية، وأن الاتحاد إذ يحتسب الطيب صالح فإنما يحتسب إعلامياً شاملاً وأديبا اعتلى قمة مراتب الأدب، وأسهَم في الحياة الاجتماعية بقدر وافر، وعمل في مواقع إعلامية وصحافية متعددة. وعلمت «الجريدة» أن أسرة الأديب الراحل تطالب بتشييع جنازته ومواراته التراب في موطنه الأصلي.
ترك الطيب صالح بصماته الواضحة في الحياة العامة السودانية وعرفها إلى العالم الخارجي من خلال روايات جسدت نبوغه الفكري والأدبي، وكان ذا قامة أدبية وإعلامية سامقة، لا يقل مكانة عن مشاهير أدباء العرب والعالم، كما أسهم بكثير من المقالات والكتابات في الصحافة العربية والعالمية.
أطلق عليه النقاد لقب «عبقري الرواية العربية» ويذكر أنه صرح قبل وفاته في حوار صحافي بأنه لا ينشغل بجائزة نوبل هذه! وشكك في حصوله عليها... وأن الأمر لا يهمه، مؤكداً بتواضعه المعروف أن في العالم عشرات الكتاب الكبار الذين يستحقونها ومنهم كتاب عرب، لذلك فنسبة حصولهم عليها قد تكون قليلة.
تلقى الطيب صالح تعليمه في «وادي سيدنا» وفي كلية العلوم بالخرطوم. ومارَس التدريس ثم عمل رئيسا في الـ«BBC» الإذاعة البريطانية في لندن، نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا، وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج، ومقرها قطر في الفترة من 1984 إلى 1989. أشهر رواياته «موسم الهجرة إلى الشمال»، التي تُرجمت إلى عدة لغات، كما تم اختيار هذه الرواية من قبل لجنة الأدباء العرب باعتبارها أهم رواية كتبت في القرن العشرين، كما تم اختيارها ضمن أفضل مئة رواية في العالم خلال القرن العشرين. ومن أشهر رواياته وكتبه أيضا «عرس الزين» و«مريود» و«نخلة على الجدول» و«دومة ود حامد».
وكان صدور روايته الثانية «موسم الهجرة إلى الشمال» والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف به وجعله في متناول القارئ العربي في كل مكان، إذ تمتاز هذه الرواية بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية واعتماد صورة البطل الإشكالي الملتبس على خلاف صورته الواضحة، سلبا أو إيجابا، الشائعة في أعمال روائية كثيرة قبله.
صدر حوله مؤلَّف بعنوان «الطيب صالح عبقري الرواية العربية» لمجموعة من الباحثين في بيروت، تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وإشكالاته، وحاز في عام 2005 جائزة ملتقى القاهرة الثالث للإبداع.
وبحسب النقاد، يمتاز الفن الروائي للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات، منجزاً في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلى آفاق جديدة.
وقد تُرجمت بعض رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة، وتحولت روايته «عرس الزين» إلى دراما في ليبيا، وإلى فيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينيات، حيث فاز في مهرجان «كانْ».
وفي مجال الصحافة، ظل الطيب صالح يكتب خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تسمى «المجلة»، وخلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة.

الطيب صالح... روائي ومدرس وصحافي

الطيب صالح كاتب وأديب وروائي سوداني، يُعد الأشهر من بين الكتاب السودانيين في النصف الثاني من القرن العشرين. ولعل سبب هذه الشهرة روايته التي تعد من أعظم الروايات في العالم حسب رأي كثير من النقاد «موسم الهجرة إلى الشمال»، كذلك يعرف العالم العربي الطيب صالح من خلال مساهماته المستمرة في الصحف والمجلات العربية.

  • وُلد الطيب محمد صالح أحمد في مركز مروى، المديرية الشمالية في السودان عام 1929.
  • تلقى تعليمه في «وادي سيدنا» وفي كلية العلوم في الخرطوم.
  • ارَس التدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن .
  • نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا، وشغل منصب ممثل «اليونسكو» في دول الخليج، ومقره قطر في الفترة من 1984 إلى 1989 .
  • صدر حوله مؤلَّف بعنوان «الطيب صالح عبقري الرواية العربية» لمجموعة من الباحثين في بيروت عام 1976، تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وإشكالاته .
  • كان صدور روايته الثانية «موسم الهجرة إلى الشمال» والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف به، وجعله في متناول القارئ العربي في كل مكان .
  • تمتاز هذه الرواية بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية واعتماد صورة البطل الإشكالي الملتبس على خلاف صورته الواضحة، سلبا أو إيجابا، الشائعة في أعمال روائية كثيرة قبله .
  • يمتاز الفن الروائي للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية، ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامِس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات، منجزا في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلى آفاق جديدة، ومن مؤلفاته:
    • عرس الزين- رواية
    • موسم الهجرة إلى الشمال - رواية 1971
    • «مريود»- رواية
    • نخلة على الجدول
    • دومة ود حامد» رواية