كوليت مرشليان

بسام حجاروصلوا جميعهم بالأمس الى "الجريدة". كلهم مروا وتركوا بصماتهم على الآلة "الذكية" التي لا تنسى بصمة أحد. غير ان واحداً فقط لم يأت. لم يصل. غادر ذات يوم حاملاً بعض الكتب والمجلات وضل الطريق، ركب الباص الأخير ورحل.
بالأمس لم يأتِ بسام حجار الى مكتبه. ذاك المكتب الجديد اللامع في الطابق الرابع الذي انتهى ترميمه منذ أيام قليلة، لم يتسع له الوقت ليدشنه بمقالة أو قصيدة. مات بسام حجار. غادرنا من دون جلبة، من دون وداعات.

عشرة أعوام أمضاها بسام حجار في "الجريدة"، في كل مرة كنت أقول في سري: متى نجلس ونجد الوقت او نسرق الوقت لنتحدث معه في الشعر، في الكتابة؟ متى يتسنى لنا ان نسمع صوته ونقارب وحدته وعزلته الجميلة والموحشة؟ وكنا نكتفي بقراءة مقالاته القيمة ونكتفي بتقفي أثره في قصائده، في شعره. رحل بسام حجار ولم أقل له يوماً كم أحب شعره ومقالاته وترجماته الشعرية التي فاقت دائماً بجمالية لغة نصوصها الأصلية.

لم تكن فقط اللوعة ولم يكن فقط الاسى على رحيل الشاعر حجار بل ثمة ما فعله فينا هذا الرحيل من تذكر عميق وجارح وجميل الى حد البكاء: مات بسام حجار وفي لحظات قليلة تجمهرت الاسماء والوجوه من حولنا وعلى مكاتبنا، سمعنا الأصوات على الهاتف وصلتنا القصائد والكلمات عنه وعن شعره عبر الانترنت. من هنا وهناك بدأوا يقبلون علينا، بعضهم بالواقع وبعضهم بالحلم، وفي لحظة ساحرة وتحديداً بعد نحو ربع ساعة، ارتسم المشهد أمامي وعادت الذكريات لتحيا مرحلة معينة صارت من الماضي الجميل: كلهم أو بعضهم سمعنا صوتهم وتذكروا معنا: عبده، شارل، عقل، يحيا، زاهي، علي، يوسف، فادي، جوزف، بلال، حسن، انطوان، جاد، حاكم، جنان وغيرهم... وحضرت اسماء لكتّاب وشعراء مخضرمين كانوا مهدوا للكتابة مرة واستمروا في تجاربهم: انسي، بول، شوقي، عباس... انما لم يحضر هؤلاء من امكنتهم الحالية بل في ما كانوا عليه في أوائل ومنتصف الثمانينات من القرن الماضي وما قبل أي تحديداً منذ عشرين عاماً ونيف. والى من لم يحزر من هم هؤلاء، أو ماذا تشكل هذه الاسماء الصغيرة، فهي جماعة الشعر والقصة والرواية التي كانت في أوجها في بيروت في ذاك الزمن القريب البعيد. أو هي على الأقل مجموعة الأسماء لشعراء وكتّاب وصحافيين ونقاد شكلوا ظاهرة جميلة في بيروت حين كانت هذه الاخيرة تتلقى ضربات الحروب والمعارك المجنونة. وحدهم آمنوا بدور بيروت الثقافي والحضاري والادبي، وحدهم استمروا في شغفهم الشعري ورفضوا الانصياع، واستمروا في الكتابة وسقط وابل القصائد الحرة أو النثرية أو الحديثة كما عرّف عنها في ذلك الوقت فألقت بالغرابة على المناخ الثقافي العام وحاربها البعض ورفضها البعض الآخر غير أنها تطل اليوم من ذاك الزمن الجميل لتقول: أنا هنا، وحدي هنا بقيت لأقوال بالكلمات ما حل بنا وبالمدينة. وحدها تلك القصائد بقيت بعد ان أُعيد اعمار بيروت وتصحيح ما تهدم من حجر وأبنية وأمكنة. وحدها هذه القصائد المهمشة آنذاك، المهشمة والمجرحة بأقلام بعض من رفضها أو تمنى إعدامها، عادت لتقول بكل صدق وأمانة، بالحبر بالدمع بالدم بالعصيان بالثورة بالرفض المطلق كل الآلام والانهزامات والانتصارات، كل الدمار الانساني والمدني، كل الاحباط وكل الاحلام وكل الحب والكراهية وكل اليأس وكل الأمل... وحدها تلك القصائد النثرية المجنونة، وتلك القصص الغرائبية المفعمة بالدم والنار والجنون والاوهام والاحلام، وتلك الروايات الطالعة من أبطال وشخصيات على شفير الموت والرحيل والهزائم أو على شفير الحلم، وحدها هذه الكتابات بقيت لتؤرخ جنون بيروت في الربع الأخيرة من القرن العشرين.
والى من يتساءل: من هي هذه الجماعة؟ ماذا تشكل هذه الأسماء؟ أضيف: لا رغبة في كتابة اسمائهم كاملة لانهم هكذا كانوا بالكاد معلقين بأحرف من اسمائهم كانوا جماعة الشعراء والكتّاب والصحافيين والنقاد الذين اكتشفت انا شخصياً عالم الشعر والادب المعاصر من خلالهم قرأت كتبهم وعرفتهم واحداً واحداً في شوارع وزواريب ومقاهي ومباني صحف المدينة واحداً واحداً بين طلقة نار واخرى، بين معركة واخرى، بين أمسية شعرية واخرى أو بين جولة موت واخرى: في الجامعة، في المسارح، وفي الصحف اليومية حيث عملنا وتعرفنا خطوة خطوة الى قصائدهم، وعرفنا يوماً بيوم تلك المرحلة "الملعونة" بأخطبوط الحروب والموت و"الممسوسة" بشغف الشعر والكتابة والتي نراها اليوم من البعيد رحلة" ضبابية وحلمية في عالم الشعر الجميل تقطر أو تقطرت كتباً ودواوين وقصائد مرصوفة هي اليوم في الطبقات العليا من مكتبتي في بيتي، والطبقات السفلى لكتب اليوم.
بالأمس مساء، عدت الى مكتبي، تسلقت كرسياً صغيراً وانزلت تلك المجموعات الشعرية والكتاب الثالث بين يدي كان لبسام حجار: "فقط لو يدك" كتب لي فيها الاهداء التالي: "الى الزميلة كوليت، مع وافر الود"... ورحت اقرأ في الكتاب وأقول: بالأمس كانت قصائده ـ مثل سائر قصائد النثر ـ مجنونة، مرفوضة، محكومة بالإعدام، واليوم أرى فيها صورة حية وصادقة لزمن مضى لن يفهم ايقاعه سوى الذي عايشه، بل ربما سيفهم ايقاعه في المستقبل من يقرأه:
" في الحدائق الآن شعراء وقادة وأسلحة/وأشجار/ من قلبي كآبة تنتظرك/لا تأتي اليّ/ دعيني أحب العالم في السير باتجاهكِ/دعيني احلم بيديكِ". (من قصيدة بتاريخ 1987).
كذلك قرأت: "هل نقيم في السحابة الزرقاء التي ترسمها مروى قرب اسمي حين يقترب الروي من النافذة وحين يقعي الاثاث في الزوايا أو تخاف الستائر.
لا السحابة تمطر ولا اسمي يجعل العالم أجمل (باريس- 1986).

وأيضاً من قصيدة بعنوان "نجلس على الحافة القريبة لألفتنا ونفكر": "هل نصدق السراب الذي بدا لنا على طرف المائدة؟

ملح كثير
والليل باقٍ
حتى آخره
سوى ان البيوت
نبتت في رؤوسنا
والطرقات أفرغت أرجلنا من المسير
إذن
نجلس الآن
على الحافة القريبة لألفتنا
ونفكر
لا السماء تلقي ظلاً
ولا البحر يرخي شباك الرطوبة
ملح كثير
لكي تتسع شقوق شفاهنا
لكي تبور قلوبنا
هذا سراب
ان يكون نبيذ
يكفي انتظارنا
على الحافة القريبة لألفتنا (...) (1987).
شكراً بسام حجار على هذه الرحلة الشعرية الممتعة.

شكراً على فعل التذكر هذا الذي كنت أراه مستحيلاً بهذا الزخم الهائل من العواطف، وإذا به يحصل بإغفاءة من عينيك. وداعاً ايها الشاعر وايها الصحافي الزميل. وداعاً لكلمات كنا نلقيها على بعضنا في مصادفات الصباح عند الوصول وبعد الظهر عند المغادرة مع ابتسامات خفيفة، وداعاً لخصلات شعرك الجميلة التي طالت في الفترة الأخيرة ولم أعرف لماذا فجأة هي تطول، ربما هي مثل وداعاتك التي حسبها البعض سريعة انما هي كانت طويلة طويلة، وكنت بدأت تصل الى موتك وكنت مع ذلك تحارب وتقاوم وتحب وتكتب غير ان الواقع هنا كان حزيناً ومملاً، عساك تكون هناك في حال أفضل، عسى ان تكون ابتسامتك قد اتسعت وعيناك قد ابرقتا بآمال جديدة.

وداعاً بسام حجار، استمر في الشعر، اكتب ولا تتوقف وأرسل لنا القصائد من فوق على بريدك الالكتروني، وعلى مكتبك المهجور الذي يتأمله كل يوم زملاؤك واصدقاؤك حسن ويوسف وفادي ويدمعون بل يأملون شعاعاً على الكومبيوتر وقصيدة جديدة لك تصل من هناك ويبقى سؤال: بسام، هل يبقى الشعراء شعراء هناك؟ إذن، أرسل لنا قصيدة.

المستقبل
الجمعة 20 شباط 2009
العدد 3225
ثقافة و فنون - صفحة 20

* * *

رحيل صاحب الصمت العالي بسام حجار

الشاعر في صحبة الظلال

يقظان التقي

يقظان التقيرحل أمس الزميل العزيز من قسم "نوافذ" الشاعر بسام حجار عن عمر يناهز الثالثة والخمسين عاماً بعد صراع مرير مع المرض الخبيث، وكان رحيله صمتاً مفجعاً مطبقاً وعنيفاً. قصفه الموت قبل اتمام مسيرته وألقه والتماعه وتجربته شاعراً وكاتباً وناقداً ومترجماً وفي كافة أحواله.
رحل بسام حجار هو الذي عاش بين هجرات الحروب وجولات العنف وهجرات السلم، هو الرافض للعنف والقتل والإلغاء وحروب الآلهة جميعاً وجنون الطوائف والمذاهب والتعصب.
لجأ أخيراً الى الموت، الى عالمه واعتزل بعزلة قاسية وفي غربة رافقته الى داخله طويلاً خارج الكرنفالات والأضواء، هو الذي كان بالكاد يؤمئ الى ذاته وبتجريدية عالية وداخل تجربته ومكانه ولغته وشخصيته وبيته وقصيدته.
رحل صاحب الصمت العالي وانت بالكاد تتنسمه من بعيد، تحت الصمت، وتحت الهمس.
إذ تراه مصادفة المصادفات الكبرى على هامش من الحضور الشفيف والرهيف والمتواري عن أي جلبة، الساخر النظرات، القاسي، لكن المرهف والجمالي.
رحل بسام حجار في لعبة ليست جديدة خلف الأضواء، في التواري والاختفاء تاركاً حضوراً خصباً مقيماً محرراً وكاتباً وشاعراً عُرف بالقدرة على استلهام اليومي على نحو تبدو معه التجربة الشعرية تعبيراً عن علاقات محددة ومباشرة بأناقة الكتابة الخاصة وبأجواء شبه سرية وبارتدادات شبه دائمة الى حرب مأسوية قلقة.
تقرأه لغة مركّبة موحية بذاتية، وبكيمائية لغوية مكثفة وبخصوصية جمالية في التعاطي مع اللغة.
رحل وهو لم يكمل مسيرته. قدم الى المكتبة اللبنانية العربية انتاجاً شعرياً بنكهة فردانية متعددة متمايزة وخاصة، كما قدم الى القراء أجمل الترجمات ممسكاً بمفاتيح لغوية بشيفرات محددة واسعة الرؤيا وباهرة تكتب وتبحث عن أشياء خاصة وكبيرة.
هو المثقف المتطلع بعمق الى الأشياء، شخصية بالغة الحساسية، مستبطنة لبعض من الغموض في استخدامات اللغة والصورة والرمز باستيحاءات حداثية ومعاصرة لم يدخل اليها كثيرون.
كان حضوره يرسم ملامح جرح والم وقلق هكذا من دون جلبة. آخر مرة رأيته في مصعد الجريدة كان كما الظل الواقف على قدميه بين الزمن واللازمن، والعمر الذي يضيء في خصلة "الشعر الأبيض أثراً وراء الوجه من ذلك الهواء الشاعري غير الشكلاني بالمطلق.
هي جدولة الشعر، كشجرة انسانية، كأن تبحث خلف الرحيل، خلف الفصول كالجوهر الذي يتمزج بذاتية وبفكر نادراً ما يتكلم. وقصيدته كتابة متداخلة في عمق القلق وفي عمق الحالة الشعرية المركبة الشعر ذلك العمل المكتوب بهواجس المادة الوجودية.
في الآونة الأخيرة انتقل ولم ينتقل بسام حجار الى الكتابة اليومية شبه السياسية، لا أدري اذا كان يلعب في الزمن الميت للشعر هو ابن تلك الجمالية الشعرية التي لم تسكتها الحرب لا عن الحرية ولا عن التمرد.
كانت كتاباته الساخرة والتهكمية بمثابة امتياز الصفحات بأدوات تعبيرية لغوية وكأنها لوحات نقدية عالية النبرة واسعة الرؤيا وساحرة. كتابات في ملحق "نوافذ" تشير الى عقم الدوامة اللبنانية الفوضوية حيث السلم الأهلي والتعددية والتنوع تسقط في مأساة الحرب مرة ثانية وثالثة وأكثر. كانت نثريات محملة بماويتها الكيانية وبالسخرية من قيم سياسية محملة بكل أدوات الترغيب والترهيب والأصابع العليا المرتفعة بوجه الحريات العامة محاولاً تفكيك الخطاب السياسي مؤشراً ليس الى ماضي الكلمة واللغة بل الى مستقبلها بوضوح وموضوعية وبحساسية مع عدم الارتهان الى رؤيا سياسية وحزبية ضيقة أو محددة.
برحيله نفتقد زميلاً عزيزاً، ونبحث خلفه في الرحيل عمن كان يعبر الى الجريدة يومياً والى عمله وقلمه ممسكاً بقلمه كما حضوره كالهواء ونتاجاته تقترح علينا أن نقرأها جيداً في اتساع افق القصيدة والسّيرة وعمق قرارها.
نفتقده يرحل خارج الفصول كالجوهر الذي يمتزج بغيابات تتكرر بعميق الحزن والأسى كأنما صار الغياب في هذا البلد هو نكهة صقيع يأتي ولا نعرف مكانه بالضبط..

هنا شهادات من شعراء ومثقفين ومفكّرين وسياسيين.

(إعداد مشترك للقسم الثقافي و ملحق النوافذ)

رحيله خسارة كبيرة!
سمير فرنجية (نائب)

هي خسارة إنسان عرف كيف يحترم الآخرين، لأنه كان يحترم نفسه، ويبحث بهدوء عن علاقات إنسانية محررة من تراتبية فظة وأفكار جاهزة ترسم حدوداً صارمة بين الناس. لذلك كان بسام متواضعاً تواضع القادر باستمرار على مراجعة الذات، والباحث عن حقيقة قيد التبلور الدائم. رحمه الله!

يكتب ببطء ويموت بسرعة!
هاني فحص (علاّمة)

بسام حجار
يكتب ببطء شديد ويموت بسرعة.
هل هي مفارقة إبداعية؟
وهو... بسام... حفنة مفارقات. عابس.. عبوس.. متجهم.. غارق في أوراقه.. عالق في نافذة من نوافذ "المستقبل".. حزين! لماذا؟ علام؟ عنده حق.. هو على حق، كل شيء يدعو الى الحزن.. وتقترب منه على حذر. تهاجمه، تمازحه، يفتح لك نافذة قلبه، وأنت تعرف عقله.. يبتسم يضحك، يفرح حتى كأن العبوس اسم آخر، مجاز أقرب الى الحقيقة من الحقيقة.. اسم آخر للفرح.. للبهجة، للسرور، للإنشراح، للبسط، الانبساط.. ثم انه معتصم بصمته الى أن تجبره على البوح.. فيقول كلاماً بليغاً أبلغ من الكلام، قريباً من بلاغته من بلاغة صمته... هكذا البلغاء.. الذين يبلغون بالكلام عمق المعنى... معنى المعنى.. يقل كلامهم.. لأنهم يرون الى أبعد وأعمق.
"كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة" يقول النفري.. ويفعل بسام حجار..
حجار.. صلب بسام حجار، لا يلين أمام تهديد أو ابتزاز.. ولكن يلين بالكلام الجميل.. حجار من عنايته بالحجارة.. من قلمه الذي يهذب به الحجارة فتصبح بيوتاً وشرفات على الإبداع والغد..
مات بسام حجار.. مات وكأنه قصيدة قد اكتملت لتوها... قصيدة فاجأتنا بفصاحتها.. وبلاغة الوجع الذي يطال القلب والعقل والحبر والنوافذ..
أغلقت اليوم نافذة
أغلقها السرطان.
سأغلق عيني لأرى بسام حجار.. ينام قلق العين لا قريرها على وطن يحتاج الى مبدعيه دون غيرهم. سأغلق عيني على بسام انتظاراً لبسام آخر وحجار آخر.

مات الجميل المتواري خلف عينيه
محمد علي شمس الدين: (شاعر)

مات الجميل المتواري خلف عينيه، مات بسّام حجار. كان أروع من يمثل الشاعر العميق مع أقل ما يمكن من النتوء، البعيد ولو من خلال تلويحة الرمش.
كان بسام حجار يكاد يمر كومض في ليل الشعر. يكفي ان يشير الى ناحية حتى يطلق سهم الكلمات اليها وكان بسام حجار دائماً شعره أكثر من كلماته وينطوي على ما أشارت إليه الصوفية حين قال قائلهم في قصيدة بشير الحافي: "دنيا لا يملكها من يملكها/أغنى من فيها سادتها الفقراء".
كان بسام نجماً هوى ظلّه على الارض لكن بريقه ما زال في كلماته.

شيء سقط منّي
عصام العبدالله (شاعر)

كنا ابتهجنا عندما علمنا أن بسام حجار قد انتهى من الأمراض الخطيرة. وابتهجنا نحن وبسام لأن الموت عجز عنه وأنه تغلب عليه. وكأننا نحن أيضاً تغلبنا على الموت. فوجئنا منذ فترة قليلة بأن بسام عاد يعاني. ولم نكن نصدق أنها ستكون الخاتمة. كنت أشك بأن بسام الطيب المجتهد والموهوب قد يفارقنا بهذه السهولة. اليوم نزل الخبر عليّ كأقسى ما تكون الأخبار. أحس أن شيئاً سقط مني، وأن وجهاً ألفناه وقرأناه، قد لوح بالحركة الأخيرة، في الشغف الأخير، وانزاح ولا أعرف الى أين. ولا يعرف هو الى أين. ساستحضره سريعاً. أعيد قراءته. وسأتذكره. وسأقول للأصدقاء المشتركين بأننا اقتربنا من هاوية كنا نظنها بعيدة.

الكبير والمتواضع
الكسندر نجار (روائي)

صعقني خبر وفاة بسام حجار، الصديق والشاعر الكبير الذي تعاونت معه في أكثر من مناسبة. فقد ترجم أول كتاب صدر لي بالعربية عن دار النهار بعنوان "دروب الهجرة"، ثم كتابين آخرين هما "جبران خليل جبران" و"مدرسة الحرب". كان يتمتع بسام حجار ببراعة وسرعة في الترجمة لم أر لهما مثيلاً من قبل. أذكر اللقاءات التي كنا نعقدها لمناقشة بعض العبارات أو المصطلحات، وكيف كان يجد دائماً الحلول لأصعب المشكلات المطروحة. سأفتقد حتماً هذا الأديب الكبير والمتواضع الذي كان يفضّل العيش في الظل بعيداً عن الأضواء ويتحمّل آلامه بصمت وصبر. عزائي الوحيد هو أنه سيبقى دائماً الى جانبي في كل مرة أقرأ فيها قصيدة أو ترجمة له. ذهب بسام الحجار باركاً ولكن قدر الكبار، كجبران، أن يمضوا باكراً تاركين لنا سيمفونيات خالدة وإن غير مكتملة.

من القلة التي تحترم الحبر
زاهي وهبي (شاعر)

أكثر ما كان يلفتني في بسام حجّار المثابرة والكدح الثقافي والانكفاء عن الصخب والضجيج اللذين يحيطان عادة بالكتاب والشعراء.
لم أعرفه شخصياً لكنني عرفته كاتباً وشاعراً مخلصاً لنصّه ولتجربته وعلى الرغم من كوني أنتمي الى الذائقة الشعرية التي قد تنأى قليلاً عن النموذج الذي تقدمه قصيدة بسام حجار وأقرانه إلاّ أنني لا أملك سوى احترام هذه التجربة وتقديرها والحزن العميق على فقدان شاعر وزميل ينتمي الى القلة التي تحترم الحبر وتتعامل معه بوصفه مفتاحاً من مفاتيح المعرفة أو المفتاح الذي يستطيع فتح كل الأبواب الموصدة وسبر كل الأغوار. أنحني لروحه.

معاصر القلب والإحساس
هبة القواس (مغنية ومؤلفة موسيقية كلاسيكية)

شو ممكن ينحكى عن بسام حجار
عن الشعر الحداثي بهالحساسية العالية والست اللي حاملها دائماً
أنا غنيتلو، وبتفكر وأنت عم تغنيلو إنو اللي بحبها موجودة معو دائماً، ببيتو، بقصيدتو، بشخصيتو.
الفنون المعاصرة بالشعر والغناء والموسيقى كانت من أوائل الأهداف بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وعندنا بعد الحرب كان بسام من الأوائل اللي قلبهم كان وجعهم بعد الحرب على لبنان الثقافة والفنون.
بسام الحجار المعاصر، القلب، الحساس معادلة قائمة بحداثة الشعر.
بسام الحجار
كأنك بترافقو "سكيوردرات" بيتو، بكتبو، بقصائدو، بشخصيتو وأنت تغني له.

في امتداح الصمت
عماد موسى (كاتب وإعلامي)

التقيته مرّات قليلة، أبان الولادة الثانية "للملحق".
رأيت في الرجل الهادئ المنعزل في سكوت صورة نمطية للمثقف: في يمينه قلم حبر ناشف في يساره سيكارة وعلى وجهه أمائر قرف.
قبل أن ألتقيه قرأته شاعراً وناقداً وقاصاً ومترجماً وسيد لغته.
وقبل أن يموت مات شاهراً يأسه في كتاب بارد كرخام الشواهد.
"لا أبالي بي/ إذا متّ أمس/ أو اليوم/ أو اليوم الذي يلي/ ولا أبالي بي/ إن بقيت حياً/ لأيام/ لأعوام أخرى/ فلم يبق لي ما أصنعه برجائي/ بالشهوات التي تبقّت/ لم يبق ما أصنعه بمتّسع اليوم/ كل يوم".
هو اليوم خارج يومه، ولا يسعه سوى امتداح الصمت بالصمت.

وداعاً بسام..
شارل شهوان (شاعر)

كان خفيفاً ناعماً كأوهى الشجيرات واقتلعته أعتى العواصف
أليفاً حنوناً حتى إنه أحبه الموت هو بالذات
الحزن على صديق
الحزن على شاعر
الأحزان مضاعفة
الأسى سيكون كافياً
بيد أن سواد الحبر وحده سيفسّر
سيعبّر
وداعاً بسام
مرحى لوعة الفقدان
السماء كلها لكَ الآن
سأراك على الدوم بين السحب البيضاء
نقيّاً محلّقاً كروحك
وداعاً
النبضات
وداعاً
الألم
وداعاً
وجهكَ.

يكتب بعقله وقلبه
سونيا بيروتي (كاتبة واعلامية)

لم اعرفه سوى زميل في "المستقبل"
ومن لقاءات في المصعد أو بين الأروقة وفي مناسبات صباح الخير ومسائه.
لم اعرفه الا مما كتب ومن قراءتي لكتاباته، احببته،
غريب عن الافكار النمطية
السائدة في هذا البلد المنكوب
بالطائفية وفي هذه المرحلة الشاهدة على احد مراراتها الأشد فتكاً
صادق مرهف نقي
اسلوبه مرآة روحه وعقله
اسمه بسام لكنه ضنين بابتساماته، كأنما عليه حمل البلد المتخبط في تيهه
كأنه رمز لشباب نخرت طموحاتهم الحروب العبثية وشوهت حلمهم بحياة طبيعية في وطن طبيعي
اقرأ بسام حجار فلا اراه في مجموعة متعصبة منحرفة شاردة خارج عالم الانسانية.
هو في قلب الانسانية المختزنة تجارب الأجيال المختزلة نضجها.
بسام يكتب بعقله وقلبه هو من الجواهر النادرة في الوسط الاعلامي مثل الجوهرة سريع العطب
هاجمته حال البلد الشاذة
فمحت بهاءه وصباه
ارجعت الأحزانُ الغريبَ الى موطنه الأصيل الخالي من اسباب العذاب.

الرجل الذي أحب الكناري
غسان جواد (شاعر)

أول ما تبادر الى ذهني عندما سمعت خبر وفاة الشاعر بسام حجار، أن حكاية "الرجل الذي أحب الكناري" والشعر قد انتهت. نهاية مفجعة تضرب لكل مبدع مع الوقت موعداً. وهو يقول في أحد نصوصه: "ما سبق كان مجرد استطراد. فكرة طال شرحها".
بسام حجار صاحب نبرة شديدة الخصوصية، فكل كلمة وكل جملة تأتي في مكانها اللائق في نصه. إنه شاعر العزلة والصوت الخافت والفقدان. شاعر الحنو على الأشياء والتفاصيل منذ مجموعته الأولى "مشاغل رجل هادئ جداً" عام 1982، الى مجموعته "تفسير الرخام" الموت موضوع أساسي في كتاباته. وها هو اليوم يذهب ليطابق ما كتبه في الشعر مع الموت وجهاً لوجه. بسام صاحب فضل على مجموعة كبيرة من الشعراء الذين أتوا بعده، حتى لو لم يعلنوا ذلك. إنه من كبار الشعراء اللبنانيين والعرب الذي صنع له تجربة أساسية في قصيدة النثر من غير اجتماعيات وسياسة شعرية. إنها كما يقول "مهن القسوة"، مهن الكتابة والإبداع التي تصيب صاحبها مقتلاً.

صاحب الشعر الطويل الأبيض
فيديل سبيتي (شاعر)

بعد زيارات عدة الى مكاتب ملحق "نوافذ" في صحيفة "المستقبل"، عرفت ان الرجل صاحب الشعر الطويل الابيض هو بسام حجار. لم أتفاجأ حينها، قبل خمس سنوات، وكأنني حين كنت أقرأ شعره كنت أتخيله كما رأيته، صامت وجاد ولا يقول من الكلام إلا ما يفيد بإجابة على تساؤل أو الإدلاء برأي مختصر وثاقب.
هكذا تخيلته حين كنت أقرأ شعره الذي صار في ما بعد واحد من متع القراءة الشعرية الخاصة. جمل شعرية قصيرة وثاقبة تقول الكثير بإختصار، فيها حزن مغلف بعاطفة القادم الى الحياة هانئاً ونظرات التشفي الى الحياة بتفاصيلها، هي كانت كذلك أو اردت ان أراها كذلك، وبسام لم يكن دائماً في المتناول كي نسأله، فقد سكن في صيدا وقصر حياته على المداومة في العمل وفي المنزل. كانت تلك خسارة أولى، أي افتقاده في حياتنا اليومية البيروتية التي كانت تدور في مجملها حول قراءات شعرية لشعراء من جيله أو من جيلنا أو من الجيل الذي سبقنا. كانت تلك خسارة أولى لم نجهد أنفسنا بأن نتلافاها، ربما. واليوم تصفعنا الخسارة الثانية التي ليس بإمكاننا ان نتلافاها. خسارة لا بد أنها تسببت الحزن على فقدان صديق وعزيز، ولكنها تثير الحزن على ما نخسره مما كان ليكتبه بسام حجار لو بقي حياً بيننا، في المقالات السياسية أو الأدبية، في الشعر أو ترجمة الشعر والرواية.
الحزن يفور في القلب على بسام الراحل وعلى بسام الذي كان يجب ان يبقى. لكن وللتعزية مخففة الألم والحزن ومحبطتهما، أقول لنفسي ان هذا الرحيل المفاجئ سيعيدنا الى القصائد نقرأها مجدداً، وعندها ستتضح مجدداً صورتا الموت والحياة في روح بسام حجار الشعرية التي تركها تهوم في مخيلاتنا.

دليلي الى الشعر الحديث
ناظم السيد (شاعر)

بعد سركون بولص، ها هو بسام حجار قد مات. واحد من افضل الشعراء عندي. لطالما ذكرت هذا الاعجاب صراحة ومفاخرة في الصحف. احببته منذ قرأت له كتابه الاول "مشاغل رجل هادئ جدا"، وقتها لم اكن اعرف من هو بسام ولا موقعه في قصيدة النثر اللبنانية والعربية. قرأته غفلا. مع ذلك اعجبني كثيرا كتابه. رأيت نفسي في هذا الكتاب" شاباً انطوائياً وهادئاً يخاف الموت كان هذا قبل ان اصبح عصبياً ونزقاً. لاحقاً قرأت لبسام كل ما نشر من كتب: "فقط لو يدك"، "مهن القسوة"، "لاروي كمن يخاف ان يرى"، "البوم العائلة"، "معجم الاشواق"، "تفسير الرخام" وغيرها. كتب تركت فيّ اثراً بالغاًً. اظن ان جزءا من شعري يقوم على انقاض هذه الكتب في داخلي. افترض ان بسام هو من هداني الى كنز العائلة الذي صار قيمة شعرية عندي، وهو من دلني الى غنائية رقيقة وحديثة، هو من اخذ بيدي الى نبرة خافتة، سردية، متأملة، وواهنة لفرط رقتها.
بسام حجار شاعري. لم التقِه الا مرة واحدة في حياتي. قلت له انني احب شعره. بلحيته التي باتت كثيفة، وعينيه الغائرتين، وابتسامته التي بدا كأنه يرفعها، وبخجله المعهود، قال: انا ايضا احب ما تكتب. لقد نسي ان يقول لي انه كان يحب صورته في نصي الشعري.

كم نكره موتك
علي مطر (شاعر)

الشاعر بحق، المترجم الأمين، النبيل والشفاف، المقل في الكلام، المكثر اتصالاً بالوجدان، المبتعد عن الأضواء، القريب من الجوهر، الذي كره موت الأحبة والأصدقاء، وحتى موت النمال. كم نكره موتك يا بسام. لكن الى اللقاء.

***

عبثاً أخدم غيابك!

يوسف بزي (شاعر)

اخذتنا الى المقبرة حيث الوحل والاموات والعشب البري والرخام البارد.
اخذتنا قبل الكأس الاخيرة الى الكبد الاسود التالف.
اخذتنا الى جرح العين قبل ان تدمع، والى الورم القاتل قبل ان نجد الترياق.
اخذتنا ايها "الرجل الهادئ" الى مثوى لا سرو فيه ولا اقارب ولا احباء، لتكن كما كنت وحيداً منعزلاً، برضى اقل وكآبة اكثر.. ولا مناجاة او شكوى.
عبثاً أخدم "غيابك" او الفظ اسمك او افتح كتابك. بأي حيلة انسى موتك؟ بأي قدرة سأشاغل ذكراك عن ذاكرتي. انت الذي سكنتني كما يسكن المعشوق قلب العاشق.
من سأنتظر في صباح المكتب، يأتي بباص البشر وهو القابع في السهو، لنشرب قهوة الجرائد والاخبار والكتب والغيظ السياسي والافكار الفرنسية والروايات اليابانية ومسودات قصائد العائلة ووساوس الليل؟
من سأنتظر لانصت الى كلماته التي تتوازن على رأس دبوس ذكائه؟
امس تركناك وحدك عند تلة المقابر، كما يفعل الخونة والمذنبون.

***

إنك معنا نمضي ولا نخاف

فادي طفيلي ( شاعر)

كنا نحسب هذا مجرّد شقاء عاديّ وتعب كالذي أخرجك من هنا في يوم غير محدد تماماً وأحالك الى نفسك العالية التي بات علينا أن نجهد كي نحضر أمامها. كنا نقول إن هذا بسّام في غيبةٍ وحضور، هناك وهنا، "وحده، معنا أو من دوننا.. وحده"، كما كنت تقول.
وأنك كائن غير ملموس ايضاً، وسحري. حارس بئر أو برج، قارئ رخام وعروق وخزائن وأدراج ودفء وظلال، فلا نجزع حين تدخل في ذلك وتختفي وأنت معنا، ونأنس بصمتك الغائر البعيد فلا نخاف من بعادك، اذ نقول انك معنا في سهراتنا حين لا نكون معك، في أسفارنا حين نبتعد عنك، نقول انك معنا ونمضي ولا نخاف.
لم يكن هذا مجرد شقاء عاديّ، أو تعب هو صديق أمسياتك الطويلة، كما حسبنا. انتظرناك يوماً، يومين، ثلاثة... شهرا، شهرين، ثلاثة... كنت أذهب في الطريق ذاتها في كل يوم، وأقوم بالشيء ذاته كشكل من أشكال انتظارك في كل يوم.
في السيارة وأنت معي... أناقتك ذاتها، وحقيبتك بقربي. "شيخ الأوادم"، كنت تقول، وأمضي. ثم أقف هناك أمام "السوبر ماركت" الصغير لا أطفئ المحرك، اذ انك سوف تنزل وتُنجز المهمة بلهفة محيّرة وتعود بسرعة البرق ومعك الكيس. تُخرج العلبة من الكيس، والقِنينة من العلبة. نتخلص من علبة الكرتون التي لا لزوم لها، نرميها على المقعد الخلفي في السيارة. تنشغل أنت بلف القنينة بكيس النايلون الأسود، تحشرها في حقيبتك الصغيرة التي يصبح لها صوت سائل ذهبي يتحرك كلما اهتزت السيارة. فيما أنشغل أنا بزحمة السير الخفيفة... نتحدث قليلاً في الأثناء قبل أن نصل الى موقف باصات صيدا.
تهيئ الكتاب الذي ستقرأه في الطريق. أتقدم وأتجاوز "الفانات" وسيارات السرفيس بصعوبة. نقف بمحاذاة باب الباص. تفتح باب سيارتي وتقول "شيخ الأوادم" مرة أخرى، أو "أمير الأوادم"، على سبيل التغيير. "بشوفك بكرا"، أقول مفارقا إياك ومسلّمك للباص بصعوبة بالغة. وتمضي الى صيدا. أن أسلّمك هكذا للباص في كل يوم كان أمراً بالغ الصعوبة.. أعترف لك الآن.. بالغ الصعوبة.

***

مترجم الألم

يحيى جابر (شاعر)

خلص العنقود.
خلص الكاس.
مات بسام يا شباب الشعر.
مات مترجم الألم.
أيها المصعد الصاعد بي الى الطابق الرابع في الجريدة، الى أين ترفعني، لن أجد هناك سوى صورة لبسام على شاشة الكومبيوتر.
تقول لي: أنا مت عن جد يا شباب حان وقت البكاء.
بسام، الذي قضى عمراً بكامله، على الطريق بين صيدا وبيروت كأجمل راكب عرفه خط الساحل البحري، ها هو يستقل الآن آخر باص، ويجلس كعادته على الشباك، ويقرأ كتاباً.
مات مترجم الوجع، وها نحن الآن، ندفن مكتبة ضخمة تحت التراب... نواري في الثرى لغزاً، كنا نسميه بسام حجار.
البسّام، الذي سكنه الموت وأقام وشَيَّد بين أشعاره، ألف مقبرة ومقبرة من حروف.
كان للموت بيت بيوت في حياة بسام.
اليوم، وإن رممنا الطابق الرابع من حريق، سيبقى هناك فجوة في هواء الغرفة، لتصفر الريح... وتولول
أنا الريح أعيدوا إليَ طفلي الصغير الذي يدعى بسام، الذي انجبته لهذا العالم نسمة هواء...

***

بسام حجار في سطور

ولد في صور (جنوب لبنان) عام 1955.
حصل على الإجازة التعليمية في الفلسفة العامة من الجامعة اللبنانية، وتابع دراسته العليا في باريس حيث حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الفلسفة.
عمل في الصحافة منذ عام 1979 فكتب للنداء (1979 ـ 1982) ثم للنهار (1978 ـ 1990)، وهو أحد مؤسسي الملحق الأدبي الأسبوعي لجريدة النهار.
يعمل منذ 1999 كمحرر وكاتب في "نوافذ" الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة المستقبل.
له مساهمات نقدية وأبحاث وترجمات نشرت في عدد من الصحف والمجلات العربية.
شارك في عدد من الندوات حول الشعر والثقافة العربيين في عمان وباريس ولوديف وكوبنهاغن.
لعل أبرز ما يميز شعر بسام حجار هو هذه القدرة على استلهام اليومي على نحو تبدو معه التجربة (الشعرية) تعبيراً عن علاقات وصور ذات ملامح محددة ومباشرة. إلا أن هذه العلاقات التي تتبادر إلينا من "أمكنة" خارجية مألوفة سوف تظهر، في الغالب، كارتدادات (مأسوية!) لما تنطوي عليه علاقتنا بالعالم. فالأشياء الصغيرة والعلاقات الجزئية تبدو مهددة في مواضعها الرتيبة والمفاجئة في آن.
كتب عن بسام حجار عدد من النقاد والشعراء أبرزهم: كمال أبو ديب، عبده وازن، حسن داود، عباس بيضون، صبحي حديدي.
مؤلفاته الشعرية: "مشاغل رجل هادىء جداً" ـ دار العالم الجديد ـ بيروت 1980، "لأروي كمن يخاف أن يرى" ـ دار المطبوعات الشرقية ـ بيروت 1985، "فقد لو يدك" ـ دار الفارابي ـ بيروت 1990، "مهن القسوة" ـ دار الفارابي ـ بيروت 1993، "حكاية الرجل الذي أحب الكناري" ـ دار الجديد ـ بيروت 1996، "بضعة أشياء" ـ دار الجمل ـ بيروت 2000، "سوف تحيا من بعدي" (مختارات) ـ المركز الثقافي العربي ـ بيروت ـ الدار البيضاء ـ 2002، "ألبوم العائلة يليه العابر في منظر ليلي" لإدوارد هوبر ـ المركز الثقافي العربي ـ بيروت ـ الدار البيضاء ـ 2003.
وله أيضاً: "صحبة الظلال" ـ دار ميريام ـ بيروت 1992، "معجم الأشواق" ـ المركز الثقافي العربي ـ بيروت ـ الدار البيضاء، "مجرد تعب" ـ دار النهار ـ بيروت 1994، "مديح الخيانة" ـ المركز الثقافي العربي ـ بيروت ـ الدار البيضاء 1997. "البوم العائلة" و"تفسير الرخام" (2008).
كما قام بترجمة عدد من الكتب الأدبية والفكرية.

المستقبل
الاربعاء 18 شباط 2009
العدد 3223 - ثقافة و فنون - صفحة 18

يتبع .....