أحمد سواركة

أحمد سواركة الجانبُ المُثير في خطواتكِ
المَركزُ المُتَمَكّنُ
خُصلة مَوجودةٌ في أول الريح
وقطعةٌ مِن جِسمُكِ تُضيء
اللمسَةُ الخَاطِفة
تَجعَلُ الروح مَشقُوقة
أتذَّكرُ هَذا فِي الوقت الحَالي
لَكن قد يَتَحَوّل الأمرُ إلى مَكينة عِملاقة
الصوتُ العَالي
قَضمَة الخُبز البائِت
صُورةُ الإبنَة المَريضَةُ
حَالَةُ العَائِلةُ
نُشُوبُ خِلاف بَين عَامليِن فِي الصَّف الأيْمن
خراطيمُ التَبْريِد
حَديِدٌ قَاتِل
كَفٌّ يَضْغَطُ عَلى صُدغ
وَفِي الخَارج بَدأتْ تُمْطر
تَقَابَل فِي مَحَطَة القِطَار رجُل وامْرأة
تَحرَّكَتْ البناية إلى أسْفَل
يَكتبُون عِنوَانا جَديِدا للفِيلم
توَقَف هُنا .
أعرِفهُ : جِدارُ حَانة
أحشَاء لَيل
يَنظرُ إلى البَاب
ويَتَخيَّل امرأة .
سَوفَ يَفْتَح كِتابا بِجانِب مِدْفأة
لِيُجَرّب الذّات خَارِج مُحيِطها
يَتَمَدّد فِي الدَاخِل
وَيَشْهَقُ طَوِيلا
كَيْ تَظهَر قِطَارَات قَديِمة
وَفَنَارَات لِسُفِن يَسْكَر عُمّالها قَبل تَفرِيغ الحُمُولة .
ولا أَظُنّك أكثَر مِن حُلم مُعلّق على المَبنى القَديِم
وهَو يَجْثُو عَلى شَارِع البَاعة والقَوّادِيِن
بِدَايَة البَاب العَالِي وبِدَايِة السَلالِم المَهدُومة
آثارٌ مَاتَت لِحَيَاة حَدَثَت بِالفِعل
بِحيث تَسْتّيقِظ بِكَابوسٍ عِمْلَاق
وَأَنْتَ تَحْتَضِن وِحدَة بِطُول المَبْنَى المُجَاور .
أَعنِي بَعضْ الّلحظات
خُطُوَات فِي أوُقَات غَيِر مُنَاسِبة
وَهي تَعزِل الفَرَاغ عَنْ مُرَبع المَكان
تَسحَقُ الذَات فِي الحُفرة العَمِيقَة
فتنتظر الشجيرات المائلة بجانبي
وَأُنا أُرَبِّع المَرأة الهَارِبة
عَلَى أوُّل الطَرِيق .
يَدِي عَلى بَاب المَتْجَر
لَدّي فِكرة عَن كِتاب مُعلّق فِي سَقْف
يَتَدّلّى مِنهُ شَخْصٌ يُشبهُنِي
يَمشِي
فأمْشِي
يُدخِنُ
فَأُدخِنُ
وبِدوُن اتْفَاقٍ , يَذهَبُ كُلٍّ مِنّا فِي اتْجَاه .
فَكَيِف تَكُون مُجَرد فِكرة
كَيِف تَسأل بِاسْتِمرَار
تَجلِبُ الوَاقِع فِي عِلْبة يَأس
وتُتَابِعُ حَيَاتَكَ بِالطَرِيِقَة الْتِي فِي الرِوَايَات
أوْ الأَفْلَام الْتِي لَاقَتْ رَوَاجَا عَالَمِيّا
يُمكِنَك الجُلوُس على أطْرَاف نَهر
ويُمكِنَك احتِضَّان شارع
ويُمكِنَك أيضّا تَنَاوُل القَهوُة مَع مَجهُول
حيثُ حَياة جَديدة
تَبْدَأ كَمَا يَرْوِيها لكَ .
يُمكِن الإستِمرَار
التَفكِيرُ فِي شَخصٍ يُربِي نَبَاتَات
امْرأة فِي نِيّتِها أنْ تُحِب
لَوْحَات مَفْقُودة
جِدَارٌ فِي الهَاوِية
جَرَسٌ أرْضِّيٌ
حِوَارٌ فِي مِذْيّاعٍ قَديِم
شَكْلُ اللّيِل أثْنَاء دُخُولِك البَاب
الشُعُور بِالإنتِظَار
الإندِفاعُ لِشَخصٍ
مُروُر الشارِع بالشِتَاء الوَاضِح فِي فِيلْم
الغِنَاء مِن بَعيِد
التَوّحُدُ مَع شَخصِيَّة إفْترَاضِية
خَشَب القَارِب
الريحُ المَائِلة على عَشَاء القُرى
حدبة العامل في الفجر
نزع مدينة من الشمال
ومكوثي مع الله ساعتين أو أكثر .
لَكِنْ ، دَعْنِي كَمَا كُنت
واقِفا فِي ظَلَام بَعِيد
تًحِيْطَنِي وُجُوه مَيتة
وسَموَات يَملِكُها آخرُون
فَفِي آخر الليَل تَظهَر الخَطَوات
تتَحركُ فِكرة
بَحثا عَنْ بَاب قديم
خَلفهُ مُتعلقات لِشخص مَجهول
هَذا مُعتمِد عَلى الإنتظَار المُخصّص للصَباح
تَقدُمه عَلى كُلّ شِيء
ليَظهَر الوَجه المَجنون أمَامك
يُقسِم الشَهر
للسَفر
وللهِجرة
يُمزق الأصوَات بِصوت
ويحلم بِليل جديِد
عَلى حُدوده تتَحرك أقدَام بِشكلٍ دائِري
لأنَّ العَادَات المُوروثة عَن أيّ شِيء فقيرة
والوُجهُ صَامِت فِي القِسمْ الشَرقِي
يَضْغَط ابْهَامِيْن عَلى مَنْطَقة العَصْر
كَبَدِيل فِعْلي لأحدَاث وَشُخُوص يُشَكّلُون صفّا طولِّيِّا
فَهَذِه النَبتة غَير مَوجُودة
هَذا الغَائِب لايَحكِي شَيء
تَندَفِع الفِكرة كَتَخطِيط أَبَدِيّ
فَيُشِيح عَنها لِلخُرَافة
سَيتَكَرَر الزمَن بِطريِقة عَشوَائِية
ليَبنِي رَصِيفاً وَاسِعاً وقَمر
البُحَيرَاتُ غَير مُهِمة
الغَابَات المَنْسُوبة إلى الرِحْلة كَذَلك غَير مُهمة
تُتَابِعَه المَسَاحاتُ المَجْهُولة
يَبنِي فِيهَا حَفَلات مُمِّلة
يَجعَلُ الوِحْدة سَرِيراً أبدِيَّاً
وَبَطيِئاً يَتَحَرَكُ فِي ذَاتِه
فَيَجِد مُتعَلقَات لِشَخصٍ آخر
يَجِد أَكوَابَا بِجَانِب مِنفَضة
ومُخَطَطَان لِلذَّاتِ كَي تُشبِه الشَّجَرة
القَامةُ مِن بَعِيد
دَفعَا لِتاَريِخ شَخصِّي
مُحيِط الأحلَام التَالِف
تَستَطِيعُ المُعَاناة
والحَدِيثُ عَن سَعادة المَوتى
شَيئاً فَشيِئاً يَظهَر الجَمِيع
تَظهَرُ المَمنُوعَات
والأسَابيِع
لِتَتَرَاجع عَن حَيَاتك
تَدفَعُها نَحو شُخُوص لا تُحبهم
وتَمضِي كما ليِل .

مصر

sawarka@gmail.com