نصيف الناصري
(العراق/ السويد)

فردوس الفجر وينبوعه الذي يتسلق شجرة سهاد العاشق

(عدسة آدم البياتي)قبركِ المستريح في سطوع العصمة. عسل البساتين وأفياء العقيق المنحنية على نيران السنوات التي قوستها العصور. قبركِ مرآة الكينونة. بذور الشمس وجسر الأبدية. قبركِ اللحظة المدوخة التي تنسابُ على ظهيرة الشواطئ ومتاهاتها المتعددة بين الصيرورة الناعسة للطبيعة. قرابيننا المترنحة التي يصقلها النوم في صلواتنا المتمددة اليكِ. أشجار كستناء تشحذُ ثمارها لإرساء العدالة بين فردوس الفجر وينبوعه الذي يتسلق شجرة سهاد العاشق. قبركِ، انخيدوانا، النهر الذي يغزلُ أسراره ويرفع القنديل.
هل تسيل قطرات غيابكِ في الزمان أم تذوبُ في الديمومة ؟
هل يمحو ضوء عشقكِ في انعطافاته المزدوجة، النجوم وغبطة النسيم ؟
انغلقت الهاوية عليّ وتشابهت النساء. تشابهت الأمطار فوق كتفي وترنحت قيثارات السنبلة والحديقة. صاعقتكِ المنعكسة، انخيدوانا، وسط أزهار الصمت، هي العصارات المذهبة التي ترطب جذور حياتنا اسكبي نوركِ الوسنان عليّ. يتآزرُ فيّ الصمت والاهتزازات.

29 / 10 / 2005 مالمو

فجرالزمان الممتد بين الوجود والماهية

نموتُ في كل آنٍ بعيداً عن شواطئ رغباتنا وسطَ رياح الادراكات التي تتعثر بين الكلمة والفكرة. طائر السنونو الذي يحركُ عشه بين السروات المرفرفة في ليل الصيف الطنّان، هو قلق الانسان الأزلي في انبثاقاته المتعرجة صوب السقوط في الهاوية. هل المادة هي الوردة العميقة للوجود أم ستار الطاقة ؟ هل تتماهى ادراكاتنا مع موضوعاتها ؟ هل الحديقة والجبال والأنهار والتراب هي احساساتنا ؟ نيران ارادتنا ترسخ نفسها بقوة في ظلمة العالم، لكن فجر الزمان الممتد بين الوجود والماهية، والاضافات المتعددة للفراغ، تطيحُ بالعظمة الانسانية وهي تتزلزلُ وتتقدم صوب الهاوية التي نسميها الإيمان. الأشجار المحملة بالأثداء الكبيرة في طيرانها المترنح وهي تنفساتنا، تخفقُ في الهبوط فوق وميض المطلق. الطبيعة والتاريخ تجليات لروح الانسان الكبيرة التي تضيء في رفرفتها الإلهية ظلمة العالم.

3 / 11 / 2005 مالمو

أشجار أهدابنا التي يكسوها غبار الصيف

تنَّور لآلئ جَبينكِ الوردي في ليل القبلات المرتعشة، الطرق المتعرجة في مرتفعات أحلامنا. نحنُ الذين صَلَّينا في انتظار مفتاح ينبوعكِ الذي يتلألأ في سهادنا. يسيلُ ذهب الدهر فوق
وجوهنا الحلوة الأسيانة وتتجددُ الخليقة في كل لحظة. أشجار أهدابنا التي يكسوها غبار الصيف والتجليات المتعددة للعالم في تردد قناديل المادة. اتحدت بالكلمة والارادة العميقة للروح الكلية، بانتظار ثمارك السهرانة التي تترقبُ مجيئنا من فضة الزمان. أشجار أهدابنا التي يكسوها غبار الصيف تحت الظلال الأكثر نعمة من عطايا الآلهة المعظمة. تعاودُ الهبوط في الهاوية وكلماتنا المنذورة لهيكل عشقكِ، انغلقت على الطبيعة وامتدت على بعدي الزمان والمكان. في أفعالنا المنعكسة ازاء رغبة ما. في نذورنا من أجل نسيم أصواتكِ اللامرئية تسطعُ شهب الزعرور البري بين الاهرامات وبين الأنهار، وتربضُ فوق قمم جبال الفجر عذوبة غيابك المجلدة الوديعة.

13 : 11 / 2005 مالمو

استراحت تحت الظل العظيم للّحظة السرمدية أحلام الخليقة وانزاحت الأوهام

تَستَريحُ في ليل ونهار صلاة اخناتون مذنبات مصائرنا المتعاقبة في الأنشاد وفي النشيج. تَستَريحُ احساساتنا المقوِّضة والمسيِّجة بالتوت البري في تبدلات النار المتمايلة ما بين ليل الشواطئ وثمار الصيف الريّانة.أينَ ولّى أولئك الذين استباحوا مشاعل فجرنا وقرابيننا وأحرقوا الفراديس ؟ استراحت تحت الظل العظيم للّحظة السرمدية أحلام الخليقة وانزاحت الأوهام. وانخسفت جبال النوم الذي تعبث براكينه بمصائرنا تحت ظلمة القانون الكلَّي للحظة الميلاد المشؤومة. نار صلاة اخناتون وأورادها الرؤومة تنجِّينا من الهاوية المتعرجة والمفترسة. تنّجي سنبلة الحياة التي تظللُ مسراتنا وقيثاراتنا في ليل الزمان الضنين. في ليل ونهار صلاة اخناتون يَقودُ طائر الطيطوة مسيرة الدفء الرحيمة صوب يَنابيع وعسل القرون، ويَزيحُ الثلوج عن قناديل ليل الانسان.

16 / 12 / 2005 مالمو

يا فراشة نطق الشمس ويا سهر الشعلة في تشققات الأيام

يتململُ في تجسُّماته المتعددة النجوم، ماضي حياتي عبر صفائح ذهب متاهات تغنجاتكِ الزفافية. أيتها السيدة المتألمة والمنقسمة بين الأفياء الضامرة وبين النور، والمنحنية على غصينات الفجر في شدّو الصيف. يا عقيق الأسرار الذي يتلألأ كما ميراث الشهب الحانية على هاويات وجوهنا المأتمية المرجومة. يا فراشة نطق الشمس ويا سهر الشعلة في تشققات الأيام. هل لي أن أرى ماضي حياتي عبر صفائح ذهب متاهات تغنجاتكِ الزفافية ؟ براهين صرخات الحب بين شواطئ ليل الغياب، لا يمكن الوثوق بها، والنهايات المرتعشة لصوان وقناديل تراتيل العاشق في الليالي القرمزية للعوسج، شبيهة بالتجمدات المزدوجة لغيوم الأمل الرهيفة. هل أضعنا بين ضمير النسيم وأشرعته التي تومئ لأشجاننا وسط فصول السنة المرمدة الفطنات ؟ هل أهملنا عذاب البراهين ؟ فيروز عشقكِ الذي يفرق اللعثمة في وفرة السنديان، هو ما ينجّينا من التهشمات، ويزيح عن رغباتنا وأحلامنا النتانات.

21 / 12 / 2005 مالمو

الدفء المرتخي على عهود وثيقة مع خبز الخيانات

ما بين تصعيدات رغبتكِ المبعثرة في تقطيبة شجرة التفاح، ومقدّرات شفتكِ الوردية المرفوعة لسلطان النيران الكامل. تلهبُ سياط السرّ ظهر دليل القافلة العاشق في ليل الصحراء المتورطة بانصاتاتها الحميمة لصعود رغبة السوسنة وغاياتها الموثقة في هجرات النسور، وما بين شجرة أغنيتكِ ونعمتها المأهولة بالأغواءات المدخنة للمشاعل الخالدة لمحياكِ المنتصب فوق ثمرة بروق العالم، والتماسات المصابيح المرهقة حيث يتفتحُ فجر الانسان بتمرداته المتدفقة بين دمدمة الممكن واللاممكن، وما بين تنفسات الغسق البنفسجي التي تضرب الأمثال لتجذيفات القش الإلهي بين المياه المهيِّجة، وضوء الملامسات وجموحها المدلل فوق عشب الأرداف المتقلبة واللاهثة. تتضوعُ السنبلة المجنحة لسرتكِ وهي تغطسُ في التواءات الفراش ونبل الدفء المرتخي على عهود وثيقة مع خبز الخيانات.

22 / 12 / 2005 مالمو

يستظل تحت يواقيت سهرها الزمان

يَتَكئُ صيف انخيدوانا على مرايا ثمار ليلي، ومرآته الرشيقة المذهبة بالبروق، نشيد نعاسي اللامع مثل منقار طائر البرهان. غبار غيابها المترنح على الأثداء البنفسجية الصبورة لقناديل لعثمتي، يمتد ويتعدد على الحافات المتكسرة لضفاف الأبدية. مياه البحيرات التي تتململُ في يدي الآن، هي الخامات المعدنية لوعودها التي أضاعها شدو الطيور في المنفى. هل تتلعثمُ الكلمة بين الذات وبين الوجود ؟ صوت الوقواق في أصيل الحديقة العظيمة للقلق الانساني، يوّقرُ الأوراد العالية للحظات موتنا المجيدة. انخيدوانا. يا عظام الصفصاف المنيرة ويا براكين اللبلاب في الهاوية. يا نمور الرغبة ويا ملح الدهر المتلفع بالقسوة. تشققات ميراثنا المتعاقبة في لوائح ووقائع التحريمات، وعناد الأسلحة المصقولة التي تتسلقُ الأنوار الغرناطية لحجارة هجركِ، وضراوة متاهات مجاهيلكِ. لن يباركها الملاك المحتضر الذي يزيحُ الينبوع عن حشرجته بين الأغصان وبين وريقات موسيقى الرمّان المتراصة. انخيدوانا يا محطمتي. أيتها الثاوية في زهرة لوتس أيامي. يا من يستظلٌ تحت أشجار يواقيت سهرها الزمان. طائر الوقواق الإلهي رفيقي من الصبا، هو الرائد الطليعي الذي يوصل صرختي صوب ضوء رحمتكِ الطوفانية.

26 / 12 / 2005 مالمو

Nasif_nasiry@hotmail.com