كولالة نوري
(العراق)

كولالة نوريأغرز إصبعي
في لسانه
يفاجئني بهلاميته
أخترق زجاج النافذة
ينـزف الشباك صُورَ غواصين
          وصورة دلفين نائم.

وهو في طريقه للنوم زعم:
          حقول المدينة
          جغرافيةُ التيه،
          والتجوال يجلب الدراويش
ليجعلوا الرأس دفّاً
والشريكةَ بخوراً!!

صعب علي
حيازة المدينة،
مهمّتي إيجاد ملاهٍ لطفلة
          تجدد خرسانة الأُطر..
عندما ينام الدولفين
أذرع الفراغ
والتوائم
والمناوشات ..وحدي.
وحدي....
      وحدي....
          وحدي......
مثل البندول
أرصّف ساعات متثائبة
أُغلقني عليها وأنا أوحي بالتسامي
لكن القنوط
يسرّبني إلى بالوعات الرتابة.
حين يُسرف بالنوم
يسْخرُ من كلّ ومضة شاردة،
ويُشيّع صحوته
بغيبوبة حلم أو وهم قائم.

عبثاً يرتب الاضطراب
لَوْ عامَ في الأرق.
لا يَهبُه ذلك سوى هيكل مرّ..
اصطدم به كلّ صباح.

قد تأخذني غفوة
أمارس معها التحدث والبكاء
فللدمعة ملامح جميلة، لكن الظلمة مثلثةٌ
تخَبئُني عن المرأى
فيمّر الدولفين فيّ
مثل شبح!

تملؤني حاجة للتجوال،
لكن الدولفين نائم
منذ غَرقه في الجفاف
أشمّه خلسة
إنه يعبق بالاشتعال
فلا فضول لإزاحة عن الشخير،
لو تناوبْنا
سيعلّق بضحكة مهندسة
-منقاركِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ موغل في غباء شرس-
صمتٌ ثخين
    يَغمٍس سماحة منقاري
      تحت بركة جلده الصقيل.

تارة
يُجهّر المنّ والنشوى
كلما فطن
أن ما وقع على رأسه ليس بحجر
إنما أنثى..
فجأة
   يلفّني بشظايا حوار
   ناسياً أنني لست من صفيح!!

حين ينام الدولفين
يترك الماضي
   يتلظّى بأسئلة لا تنطفئ
          حول غواصين
لم تستطعْ موجات قلبي
ارتدوا خطواتي
     فلبسْتُ أحلامهم،
إنهضْ
يا دولفيني النائم
لا تهيئ الرخاء للتدليس،
الوحدة...
الوحدة تموّجني حوله
واندسّ ببطٍء موجع.. معي
تحت الغطاء.