(إلى أخوات لم تلدهن أمي
.. سوزان، بثينة، إستبرق)

دخيل الخليفة
(الكويت)

1 - سجن :

الليلة
سنطبش معا في الهواء
ربما نسقط ُ الى الأعلى ..!
نضحكُ على خيباتنا التي
تدلّت أقدامها من أرواحنا
وعلى أحلام ٍ
تحتاج ُ تأشيرة َ دخول ..!

2 - كلاب :

في بيوت الخشب
كنا نرى الله يبتسم لبراءتنا
وفي المدينة
لا نسمع سوى نباح الكلاب
وتاريخ يمشي بسيقان مكسورة ..!

3 - جثة :

نزعتُ أصابعي عن يدي
ووضعت رأسي بين مشجبين
هكذا في الفراغ ....!
ليمرّ الضاحكون على سوادهم
يهزأون من ظلّ
بلا رأس
ويدٍ تبحثُ عن أصابعها
في جيوب الجثة ..!

4 - غرفة :

أكره الأنفاس الملوّثة
والقلوب المكفنة بالسواد ..
أكره المصطبة.

خصر قصيدة جفلت من الأشباه

دخيل الخليفة
(الكويت)

كرز تبعثر في ارتباك الصبح واندثرت فصولُ البوح / عن عنبِ اليقين / الآه / فـارتجف الكلامُ.

الوقت يغزل ليلنا المحفوف بالنارنج / يأخذُنا لقافيتين / تلتهمان قلبينا من الولهِ المراوغ ِ/ من لغات الموج / يسرقنا الوئامُ.

وطن تكدّس تحت أهدابي / وغط دلالَهُ بسماء ِ روحي / ثم هيأني لرفرفة التوحّد بين ذاكرة السواحل
والصحاري / كي أزاوج ضحك مفردتين تقتسمان سر الليل / اعبر ما تواطأ والغياب / أطيرُ /
يسكنني الغمامُ .

هذا حصادُ الضوء / خصُر قصيدةٍ جفلَت من الأشباه / غصنٌ مثقلٌ بالطيش / نهرٌ صاهلٌ بالدفء / رمان البراءة / صرخة الطفل المباغتِ / آخرُ النبضات يهدلها الحمامُ.

هذا مساء تملئين به سلالـَك من فضاء الروح / تعتمرين قبعة َ النبوءة / تولدين من الحروف الخضر /
من وتر يمارس نضجه في سرب كركرة تضج ّ / مهيئا للحب طلته البهية . / مدنفاً لملمتُ عمري من أصابعه المضيئة / ثم شاكسني على ساقين من صخب ٍ / ولاحقني على نهر ٍ يطرزه الإوز.
- الحب بنت من كرز !
لا تهربي منّي إلي / بل ادخلي في وحشة السمّـاق / في شفتين ترتشفانني من هذه الصحراء / من وجع الشموع / وعلميني غبطة العصفور / كي ارث الغصون جميعها./ لا تتركيني باحثا عني بفضفضة القميص الأزرق اللاهي بوردته / مللت من التبعثر بين أقنعة الملوك / وعلقيني بين رمشك والحنين / ورتبي فوضاي / في همس الأصابع كي أقاسمك الضلوع / نعيد أعشاش الشموس لغصنها المياد / خليّني بصوتك لثغة أحلى من الناي / الغياب شجيرة عاثت بضحكتها الفصولُ.

حلم تأبط عمره ومشى إليك / ومنك / تنسكبُ الشوارع فوق أوراقي خذيني للندى ظلاً يبوح بكاءه / يتموسق التفاح بين أصابعي / لهباً فـالعق جمره المسحور بالهذيان / ضميني لشهدك إنني وعل خجولُ.
/ جمحت هضابك / أينع البلور في صخب الهدوء / فألهميني دفقة النهر الحزين / قراءة الهذيان / وانسي ما أقول.

شغب أوانك / فاحرثي دون اكتراثٍ في مساءاتي / فضاءاتي / انتماءاتي / واني أدرك المعنى بصوتٍ جارح ولهٍ
يحرضه الفضولُ .

وطن من الحب المعتق ليلك المهووس في جغرافيا هذا الرخام الآدمي / أنا امرؤ لا أم تفرش جفنها ظلاً لقافيتي /
فضميني لشعرك انه المنفى البديلُ .

هذا مساء فاضح الفوضى / خيول الروح تصهل / تلبط الأسماك في وهج الطراوة / بيننا / يتدفق الجمر الحنون /
أمسرح الكلمات مرتدياً سماءك / اعبر السفح المموسق / اقتفي قمرا تورط بي وذوبني على غبشٍ / توشوشني مرايا خصرك المنحوت دون يدٍ / بلاد شرعت أبوابها لي كي أمر على الحصاد / كما يمر الذئب في المرعى /
أباغت في دبيب الروح أية ومضة تنقاد لي / أدنو لأقطف وحيها / أنسى صحارى الحنظل الأبدي كيف تناكف الفقراءَ / اقرأ ليلها فتنز بي نار ويملأني صهيلُ .

لا تقلبي الفنجان فوق دمي / ابوحك ما قرأت من الدجى:
لم يطلع احد على فخذين من عاج سواي / خدمتُ من سكرت على موتي وعذبني هواي / ضعي زنابقك الرقيقة
فوق ذاكرتي ولمي النزف / ضميني لقلبك فالمدينة انكرت لغتي / وهذا الازرق المزروع باللغة الغريبة لم يعد وتري القديم / كشفت سر البئر فاندفع السعار علي من بيت القصيدة / كنت احمل في الظلام طفولتي / في عز غفوتها / وضلعي في ذهول ظل يتبعني / كأني قاتل وأنا قتيل !.

من يطرق الباب ؟ احتمال ان أكون أنا !!
وأنت المستحيلُ.