*
ليليت (Lilith): جاء ذكرها في الميثولوجيات السومرية والبابلية والأشورية والكنعانية، كما في العهد القديم والتلمود. تروي الأسطورة أنّـها المرأة الأولى، التي خلقها الله من التراب على غرار آدم. لكنّ ليليت رفضت الخضوع الأعمى للرجل وسئمت الجنّة، فتمرّدت وهربت ورفضت العودة. آنذاك نفاها الربّ إلى ظلال الأرض المقفرة، ثم خلق من ضلع آدم المرأة الثانية، حوّاء.
أنا ليليت المرأة القَدَر. لا يتملّص ذَكَرٌ من قدري ولا يريد ذكرٌ أن يتملّص.
أنا المرأة القَمَران ليليت. لا يكتمل أسوَدهما إلا بأبيضهما، لأنّ طهارتي شرارةُ المجون وتمنّعي أول الاحتمال. أنا المرأةُ الجنّة التي سقطت من الجنّة وأنا السقوط الجنّة.
أنا العذراء ليليت، وجه الداعرة اللامرئي، الأم العشيقة والمرأة الرجل. الليلُ لأني النهار، والجهة اليمنى لأني الجهة اليسرى، والجنوب لأني الشمال.
أنا المرأة المائدة وأنا المدعوون إليها. لُـقبّتُ بجنّية الليل المجنحة، وسمّاني أهل سومر وكنعان وشعوب الرافدين إلهة الإغراء والرغبة، وسمّوني إلهة اللذة المجانية وشفيعة الاستمناء. حرّروني من شرط الإنجاب لأكون القَدَر الخالد.
أنا ليليت النهدان الأبيضان. لا يقاوَم سحري لأنّ شَعري أسوَد طويل ومن عسلٍ عينيّ. جاء في تفسير الكتاب الأول أني من ترابٍ خُلقتُ، وجُعِلتُ زوجة آدم الأولى فلم أخضع.
أنا الأولى التي لم تكتفِ لأنّها الوصال الكامل، الفعل والتلقي، المرأة التمردُ لا المرأة الـ نعم. سئمتُ آدمَ الرجل وسئمتُ آدمَ الجنة. سئمتُ ورفضتُ وخرجتُ على الطاعة. عندما أرسل الله ملائكته لاستعادتي كنتُ ألهو. على شاطئ البحر الأحمر كنتُ ألهو. شاؤوني فلم أشأ. روّضوني لأتروّض فلم أتروّض. أنزلوني إلى المنفى لأكون وجع الشرود. جعلوني الرهينةَ للقفر من الأرض والفريسةَ للموحش من الظلال، وطريدةَ الكاسر من الحيوان جعلوني. عندما عثروا عليَّ كنتُ ألهو. لم أستجب فشرّدوني وطردوني لأني خرجتُ على المكتوب. وعندما طردوني بقي آدمُ زوجي وحيداً. وحيداً ومستوحشاً وشاكياً ذهب إلى ربه، فخلق له ربّهُ امرأةً من ضلعه تُدعى حوّاءَ وسمّاها النموذج الثاني. لتطرد الموت عن قلبه خلقها، وتَـضْمَن استمرار الخلق.
أنا ليليت المرأة الأولى، شريكةُ آدمَ في الخلق لا ضلع الخضوع. من التراب خلقني إلهي لأكون الأصل، ومن ضلع آدمَ خلق حواء لتكون الظل. عندما سئمتُ زوجي خرجتُ لأرثَ حياتي. حرّضتُ رسولتي الأفعى على إغواء آدمَ بتفاح المعرفة، وعندما انتصرتُ أعدتُ فتنة الخطيئة إلى الخيال ولذة المعصية إلى النصاب.
أنا المرأةُ المرأة، الإلهةُ الأم والإلهةُ الزوجة. تخصّبتُ لأكونَ الإبنة وغوايةَ كلّ زمان. تزوّجتُ الحقيقةَ والأسطورةَ لأكون الإثنتين. أنا دليلةُ وسالومي ونفرتيتي بين النساء، وأنا ملكةُ سبأ وهيلانةُ طروادة ومريمُ المجدلية.
أنا ليليت الزوجةُ المختارة والزوجةُ المطلّقة، الليلُ وطائرُ الليل، المرأةُ الحقيقةُ والأسطورةُ المرأة، عشتار وأرتيميس والرياح السومرية. ترويني اللغات الأولى وتفسّرني الكتب، وعندما يرد ذكري بين النساء تمطرني الأدعيةُ باللعنات.
أنا العتمة الأنثى لا الأنثى الضوء. لن يحصيني تفسير ولن أرضخ لمعنى. وَصَمتني الميتولوجيا بالشرور ورشقتني النساء بالرجولة، لكني لستُ المسترجلة ولا المرأةَ اللعبة، بل اكتمال الأنوثة الناقصة. لا أشنّ حرباً على الرجال ولا أسرق الأجنّة من أرحام النساء، فأنا الشيطانة المطلوبة، صولجان المعرفة وخاتم الحب والحرية.
أنا الجنسان ليليت. أنا الجنس المنشود. آخذ لا أُعطى. أعيد آدمَ إلى حقيقته، والى حواء ثديها الشرس ليستتبّ منطق الخلق.
أنا ليليت المخلوقةُ الندّ والزوجةُ الندّ
ما ينقص الرجل كي لا يندم
وما
ينقص
المرأة
كي
تكون.
***
سبعة رجال، متحلّقون على الخشبة، يرتدون الأسوَد: العشيق الأب الإبن الزوج المعلّم الأخ الصديق. المسرح معتم، باستثناء الدائرة التي يكوّنها الرجال. قبل أن يقول الواحد منهم كلمته، يخطو خطوة الى الوراء: يخرج من دائرة الضوء الى العتمة، يتكلّم، ثم يعود الى الحلقة المضيئة ما أن ينهي كلامه. الرجال يقفون مطأطئي الرؤوس، كأنهم يحدّقون في شيء أو شخص ما وسط الحلقة. ثمة وسط الحلقة فتحةٌ في الأرض، تتراءى منها بين الحين والحين ألسنة لهيب. فتحةُ جهنم. بيت ليليت.
العشيق:
تأخّرتْ.
الأب:
لا، لم تتأخّر. هي هنا.
العشيق:
هي هنا ولا نراها؟ كيف جاءت ولم نرها؟ متى وصلت؟
الإبن:
قبل أن نبدأ بانتظارها وصلتْ.
العشيق:
كيف تصل ولا نراها؟
الزوج:
تعبر بيننا بعينين مغمضتين.
العشيق:
ومتى تفتح عينيها؟
المعلّم:
عندما تُغمَض العيون.
العشيق:
ألمْ تنادنا بعد؟
الأخ:
نادتْ. نادت بالصوت الرابض تحت الصوت.
العشيق:
هل تعرفونها؟
الأب:
أعرفها. هي يدي التي انغرست وتعرّشت.
الإبن:
أعرفها. لقد أنجبتني مرّتين.
الزوج:
أعرفها. طويلا حبوتُ على الدرب الضيّقة بين نهديها.
الصديق:
لا أعرفها، لكنّي أحتاج إليها مثلما يحتاج الله الى فكرتي كي يتأكد أنه موجود.
المعلّم:
ضحكتها تشبه لحظةَ يداعب الملاك جَماله.
الأخ:
هي الزوجة التي تخطف أزواجها من عشيقاتهم.
العشيق:
سيّدة المنامات المسعورة.
الصديق:
دالية الرذائل وما أطيب عنبها.
الزوج:
راهبة الفراش الملول السريع النسيان.
العشيق:
تأتي من دون أن تنادى.
الأب:
تأخذ من دون أن تُدعى.
الإبن:
دائما على الوشك من كل شيء.
الزوج:
الدروب لها كلّها.
المعلّم:
تمسك بالبحر من بزوغ أمواجه.
الأخ:
الأغصان تصمت عند مرورها.
الصديق:
المرجأة المختلفة الملحّة، أتراها موجودة حقا؟
المعلّم:
هل الموجود موجودٌ حقا؟ ألسنا نحن فكرتنا؟ ألسنا حلمنا؟
العشيق:
المرجأة المختلفة الملحّة، أين مبيتها؟
الأب:
فوق سرير نهر.
الإبن:
على حافة جبل.
الزوج:
تحت هدب الأتون.
العشيق:
أتوقها. أمشي إليها على خطى شجرة كي إذا أضاعت نجمتها أكون أنا راعيها، كي ألبّي وديانها الى غواية النزول وأكون سَفَر خطيئتها.
الأب:
نجمتها لا تضيع. فهي الجسد الذي عاد كلمة والتيه يراق من تلقائه.
الإبن:
القمر هي. وخاتم القمر حين يعوي للذئاب.
المعلّم (مخاطبا العشيق):
عبثاً تمشي. لن تصل إليها.
العشيق:
لكنّي أمشي. كغيمةٍ متلاقية فوق فراغ وقصيدة. تحت برج التيه والدوار مضمّخا برغباتي أمشي، كي تكون ميناءً لمنتصف ليلي.
الصديق:
لن تصل.
الرجال كلّهم بصوت واحد:
لن تصل.
العشيق:
لن أصل. هي الأجمل من أن أصل. الأمكر من أن أصل. الأقرب من أن أصل. كلّما هبطتْ من رأسي على زورق اليدين لكي نتكامل في دنس الماء، عادتْ كالسرّ الى المذبح وأنقذت الدهشة.
الأب:
أحتاجها مثلما يحتاجني الله كي يتأكد أنه موجود. مثلما تحتاج المرآة الى العين والانعكاس الى الأصل.
المعلّم:
مثلما تحتاج شمسي الى العتمة لتربح طعم الكسل.
الأخ:
هي القرصان الحارس والسائس الفارس.
الإبن:
لبوءةٌ يفترسها أشبالها. لبوءة تفترس نفسها ثم تلدها من جديد.
الزوج:
كنزٌ يُجمع ليُنهب.
الإبن:
الحلقة الناقصة من كل سلسلة.
العشيق:
بل النحلة التي تسند أفنان الزهر بانتصاب شهوتها.
المعلّم:
الصبية أيضا. الصبية التي تهرب من سجن قميصها لتصير سجن سريري.
الصديق:
من دونها أنا آدم المكسور في منتصف دمعتي. تمثالٌ محرومٌ جناحيه. من دونها أنا حقد قايين المهراق سدى.
المعلّم:
أنا كذبة من دونها. زنجيٌ يدهن وجهه بالكلس كي لا يقذف منياً أسود. فاسق يتنكّر بخشوع قديس كي تُغفر له عاداته السرية.
الأب:
أحتاجها. أحتاجها مثلما يحتاجني الله كي يتأكد.
الأخ:
أصحيح أنها تسرق الأجنّة من أحشاء أمّهاتهم؟
الإبن:
تسرق الذين سيصيرون شعراء. فهؤلاء شعبها وشعبها مِلكها.
الصديق:
فراشاتٌ من جمر ترفرف على شفيرَي فرجها.
العشيق:
ماء الرجال يُخصب بئر رأسها قبل أن يخصب رحمها.
الزوج:
هي سبع نساء في امرأة. واحدةٌ لكلّ منّا.
العشيق:
بل سبعٌ لكلّ منّا.
الأب:
لنسكب لها حليب الثيران السبعة.
الزوج:
لنضىء أمامها شهوات المتلصّص السبع.
الإبن:
لنتسكّع على غبار أرصفتها السبعة.
المعلّم:
لنكرّم من اجلها الخطايا السبع المميتة.
الصديق:
لننحسر فوق شطآنها السبعة ونتمدّد.
الأخ:
لنهيّج الجيوش السبعة التائقة إليها.
الأب:
مثل نهرٍ هي. مثل القدر. لا تُهدم. لا تُمزَّق. لا تُحرق.
الإبن:
مثل أمّ. لا تُهدم. لا تُمزَّق. لا تُحرق.
المعلّم:
أحتاجها أقول. أحتاجها مثلما يحتاجني الله كي ينسى أنه موجود.
العشيق:
تأخّرتْ. عروسي تأخّرتْ.
الإبن:
لم تتأخّر. هي هنا.
العشيق:
بأيّ ضوءٍ أتت كي لا نراها؟
الصديق:
شقّت صعوبة الطريق بنهديها الباسلَين وأتت.
الزوج:
أشعلت حلكة النفق بردفها الباهر وأتت.
الأب:
بلّلت قسوة الأرض بحنانها الطريّ وأتت.
المعلّم:
أتت كوهج المنتصف ودقّات المنتصف. كوهج منتصف الحياة كدقّات منتصف الموت. كفراغٍ مملوء ورداً وكلماتٍ تكذب لتنقذ نفسها. كالبئر حين تلتقط فتات الصمت، كالرأس إذ يغتلم. أتت كالوداع كالوصال كالوداع في الوصال وكمستحيل كل حبّ مستحيل.
الصديق: 
تسيل جداول السماء بين روحها وروحي. احتمالها أشعل هضابي الهادئة.
الأب:
لأنها الإصبع تنكأ الذكرى والليل يضمّ الليالي كلّها.
الصديق:
لأنها اللسان يزلزل أسرّة الرجال. يهزّ الراقدين الموتى قرب زوجاتهم.
الأب:
لأنها الشريدة. الشريدة القصيدة الباحثة عمّن يؤويها: المُنتزَعة من البراثن لا القصيدة التي تُنعم بها اللغة على متسوّليها.
الأخ:
تلد نفسها الى ما لا نهاية من دون أن تتكرّر.
الإبن:
هي سرّ نفسها، ولا تعرفه.
العشيق:
ليست سرّا. هي خدعة.
الأب:
ليست خدعة. هي كبرياء.
الإبن:
ليست كبرياء. هي سجن.
الزوج:
ليست سجنا. هي طغيان.
المعلّم:
ليست طغيانا. هي فوز.
الأخ:
ليست فوزا. هي جموح.
الصديق:
ليست جموحا. هي الفرصة.
العشيق:
والجسد. جسد النبيذ الساخن لحظة المدّ جسد المحيطات المقوَّس جسد حقول الذرة الصاخب جسد البركان في كل رغيف جسد الجذور حين تتسوّل غيمة جسد الرغبة المنتصبة بين الموت وبيني جسد الحلبة والمعركة وقتلى المعركة جسد الذروة والهاوية جسد القطارات الراكض الراكض جسد سطوح القرميد الأرِق جسد الماء المبلول بالريح جسد لذّة الإغفاءة بين نهرين جسد أثر القبلة على العنق جسد عَرَق الجنس جسد الأنفاس تتسارع عند العتبة جسد الغرف المتواطئة والغرف الحاسدة جسد الحمّى اذ تولد في الحدقتين جسد بصمة أجدادي الضائعة جسد مفردات اللهفة جسد الهذيان المتروك لمصيره المتروك لمصيري جسد شقائق النعمان حين تحمل الكرة الأرضية على أكتافها جسد شلال الخوف الخشن جسد الصوت الراجع الى الوراء جسد الأسرار تفضحها جدران البيوت جسد الأسرار حين لا تفضحها جدران البيوت جسد كلّ كارثة على وشك أن تقع جسد لغة الرطوبة الغامضة جسد ارتعاشات الرطوبة الغامضة جسد الفخذين المتفاجئتين جسد الغابة المشتعل بحطبه
الأب (ينضم اليه):
جسد الطحالب الخصب جسد كل خطّ غير مستقيم جسد الحزام المتساهل مع الطامعين جسد مفتاح البحر الأخير
الإبن (ينضم إليهما):
جسد نظرات قطةٍ فارسية جسد الشفتين المتماديتين من فرط أسنانها جسد ندى النشوة المالح جسد الملح الناضح من كلّ نشوة
الزوج (ينضم إلى الجوقة):
جسد زئير الرمال إذا نفد صبرها جسد أصداء السرّة البدائية جسد الطائر الليلي الأبيض جسد الزاوية التائهة في كلّ دائرة
المعلّم (ينضم إلى الجوقة):
جسد فصول المياه الباحثة عن لون جسد العنق المأخوذ على حين غرّة جسد السارية الجَسور جسد القبلة على الذهاب جسد الإياب على كلّ قبلة
الأخ (ينضم إلى الجوقة):
جسد الروابي تتحدى قانون الجاذبية جسد الأبد في حدس الحاضر جسد الزغب القلق على الحلمتين جسد اللعاب حين يفاوض بين ثغرين
الرجال السبعة (جميعهم بصوت واحد وقد صاروا في العتمة خارج الحلقة):
جسد الأرقام تتخاصم جسد اللبّ لم تعد تتسع له الثمرة جسد الخلق والإبادة جسد التنين المقيم في المرفأ السابع والمرفأ المقيم في التنين جسد الكسل المخطّط جسد الكسل المرقّط...
فجأة تتعالى موسيقى قوية وتقاطع هذيان الجوقة. تختفي الفتحة التي تتراءى منها ألسنة اللهيب في وسط الحلقة، وتظهر بدلا منها فتحة في السقف، يُسمع منها صوت امرأة:
أنا ليليت إلهةُ الليلَين العائدةُ من منفاها
الرجال السبعة (بصوت واحد يرددون):
هذه ليليت إلهةُ الليلَين العائدةُ من منفاها
ليليت:
من الجنّة أعود لأني رسولة الجحيم
الرجال السبعة:
من الجنّة تعود لأنها رسولة الجحيم
ليليت:
مثلما ترسل الأرض الى السماء مياهها هكذا أرسلتني
الرجال السبعة:
مثلما الأرض ترسل الى السماء مياهها هكذا أرسلتها
ليليت:
جئتُ أقول الجوعُ خطيئة
الرجال السبعة:
الجوعُ خطيئة
ليليت:
والشبعُ خطيئة
الرجال السبعة:
الشبعُ خطيئة
ليليت:
والجمرُ أولى الوصايا
الرجال السبعة:
الجمرُ أولى الوصايا
ليليت:
الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا
الرجال السبعة (بصوت واحد):
الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع...
تغرق الخشبة في العتمة. لكنّ الرجال يكملون ترانيمهم:
... خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر...
تسدل الستارة. لكنّ الرجال يكملون ترانيمهم (تنخفض وتيرة الأصوات تدريجاً حتى لا يُسمع منها سوى همهمات غير مفهومة):
... أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع خطيئة والجمر أولى الوصايا. الجوع خطيئة الشبع...
* من مجموعة تحمل العنوان نفسه، تصدر عن دار النهار للنشر في بيروت.
ليليت (Lilith): جاء ذكرُها في الميتولوجيات السومرية والبابلية والأشورية والكنعانية، كما في العهد القديم والتلمود. تروي الأسطورة أنّها المرأة الأولى، التي خلقها الله من التراب على غرار آدم. لكنّ ليليت رفضت الخضوع الأعمى للرجل وسئمت الجنّة، فتمرّدت وهربت ورفضت العودة. آنذاك نفاها الربّ الى ظلال الأرض المقفرة، ثم خلق من ضلع آدم المرأة الثانية، حوّاء.
ملحق " النهار " العدد 656 3 تشرين الأول 2004
*************
* من مجموعة تحمل العنوان نفسه، تصدر قريباً عن دار النهار للنشر في بيروت.
Joumana333@hotmail.com
www.joumanahaddad.com
عن (كيكا)