كربلاء
رأيتُ رأسكَ على طبق ٍ
وبين عينيكَ بغدادُ
رأيتُ قبراً في البقيع اهتزّتْ حجارُته
راية جدك،
وسيف أبيك يؤذن في التوابين :
" يا
أشباه
الرجال" !!
رأيتُ نساء المهاجرين يكشفْنَ الرأسَ
ويدعين :
هذي بغدادك يا الله
هذي
بغدادُ !!
وبغداد نقطة الحرف
إذا استعجمتْ عُرْبُ
بغداد سجدة في المصاحف
كلما تلوناها : سجدنا !
... يا حسين
لي منك حصّةٌ في اشتعال الرأس
ولي قلب تلوّع في الفقد والعطشْ.
وبي من عينيك دمٌ
حين تفرّق الصحبُ
... يا شهيد!
حمورابي
هبطتُ
عمانَّ
عام الحزن
وكان خسفٌ عظيم:
أرامل متشحات بالسواد، حبر دجلة يلطم سقف السماء، خوذة المغولي بقرني ماعز تنغرز في حصى النهر.
صور متربة لبغداد على الأرصفة، شطار يقايضون الزئبق بالأشجار، أعشاش يابسة لحمام يخطر في البال ولا يصل.
حنين الكتف إلى عنق يسنده،
عسسٌ،
أحذيةٌ،
أبوابٌ موصدةٌ
وسفاراتٌ تحْرسُها قبّعة ُ الإخفاء!!
هنا بغداد
بكى المغوليُّ حين رأى الله على باب النهر،
وأيقن أنّ الخوذة سمة الغرباء، لا ينبت فيها الوردُ
مثلما تنبتُ الحكاياتُ هنا على أطراف الشبابيك والعيون.
هنا بغداد
نهرٌ من النّجوم، طواه العاشقون على كتف الليل،
وارتباكة ناسك مدّ قلبه ساعة الفجر بين كلام الله وسجادة الأنبياء:
هنا حمامُ الصّحن، وعلى الأسوار هناك رسائل ارملات التتار
هنا شريعة حمورابي بالقراءات السبع،
والأرض هي الأرض.
هنا بغداد
وخيط الدم طويلٌ
طويلُ
والطريق إلى الجنوب
طويلُ
فلننمْ يقظين كي لا يبرد سرجُ الخيل
ولنعط المدائن مناديل الحبيبات
لنرفع "طوق الحمامة" حين تقرع الأجراس
ونرفع عند كل مئذنة صهيلا !!
بكى المغوليّ
بكى جنودُ البحرية
حين فجاءهم سلّمُنا الموسيقيُّ
وما غنى زرياب
وهم يفتشون رسائل الزاجل خلفنا
هنا بغداد.
إقرأ أيضاً: