إضاءة: قطعاً إليكِ... تعلمين
ارتطام
العشبة في أعالي الجبال غيمة لا تطالها الريح، تقولين
لماذا تغنّين دائما في الحكاية فقط، او حين أستدير، اقول.
تلتفتين ويداك تمسكان ياقة قميصي مثل باقة عرس. ولا أسمعكِ تماماً في أزيز الطائرات.
الكناية للذين يقرأون، لمن يهزّون الرأس الآن، حين يذكرون انتباهة قلوبهم في الرسائل القديمة، ويغفلون عن ارتباك يديّ والعيون التي تشع في الحبّ والغضب...
وأنا ظلال الكلام، فاصل حنين بين الحكاية وبين يديكِ: لي استفاقة ما مضى حين تلوّحين،
وانحناءة الجذع بعدكِ حين التقط زرّ القميص على عجل، ولي ضحكة تتركينها في الستائر
عندما تسكن الاكتاف الى اكتافها، ونسدل المجاز على الأصابع والكمان.
... ولا تشي المرامد بالنار، ولا تفصح العينان
الأرض صقيلة بيننا، وباردة هذي القهوة في عجالة الركض والمحطّات.
فاتركي الاسرار تطمئنّ أخيرا في حطب الموقد،
واتركي الصور والتنضيد، واستفاقة آخر الليل
على وجع اليد، وادخليني مع النسيان، فقد تعبتُ من ضوء المركبات.
تعبتُ من وقوفي على المنعطف، أعدّ أعقاب السجائر
التفتُ كلما رأيتُ شالاً يمرّ في الظلام، وتتهيأ يداي للاحتضان...
***
جنون
من أين تطلعين!
الجنون
يقود الحبّ الأعمى
في الأساطير القديمة
فمن
يقودكِ
إليّ؟!
عند هذا الحد أو ذاك، سنقف
حتماً سنقف...
حين ننتبه فجأة إلى كل ذلك اللمعان
وتروّعنا مرارة التجويف في القلبين.
لديك ما لديَّ، ولي ما لك: زهرة عارية بلا يدين.
لكننا سنقف
وتستدير الكتف الى رمانة الكتف
هناك
سنجد ما ضاع من العمر
ونبكي...
***
قلب مفتوح
الحقائب تتهيّأ الآن للنهوض، وقلبي ينهض أيضا
في أي ركن سأضع ألبوم العائلة والقرآن القديم وسورة اليدين
قميص واحد يكفي
وقبلتان: لكِ وللنهر يجري...
واقف في الكناية، وتلويحة اليد تمر أمام عينين تشيان بالتماعة
تفصح ولا تقول. ويمضي الكلام كخطوة مضيئة في عتمة الزقاق.
أدور حول نفسي
كقطة وحيدة على باب الشتاء
واليدان غائبتان.
لا شيء يُفتح سوى قلبي.
***
مفترق
حين مرّ النهرُ قربنا والتفتَ إلى ورد فستانك
رآني نائما في السؤال: ماذا تظنين! أن نموت هكذا بلا نفس؟
فأين تذهب القمصانُ التي تنشرها الأرامل على حجارة الذكرى.
وما الذي سيفعله أبونا الوحيد في السموات بحذاء جدةٍ فقدتْ عقلها
ووجدوها ميتة قرب النهر... بلا يدين للصلاة!
- الصباح لا يصلح للسؤال، فتخّيرْ متى تتجهّم.
قلتِ لي، ونام الله على المفترق.
***
مفاتيح
المدائن تطرق صباحي كل يوم
ولا أجد الهدايا خلف الباب.
المدائن التي وعدتكَ بها
تضحك مني
لأن المفاتيح معك.
***
غيم وأزرار
الأصابع تُحدَّث أيضاً
حين تشيرين إلى السقف، وترسمين غيماً وأزراراً، وتفكّين القميص.
وقد نعود بالماء والأشجار، وقد نغيم في قوس اليدين خلف الظهر، وقد
يغيم الزجاج من حرارة الأنفاس.
- أطلْ وقوفكَ عند شامة السرّة، تقولين،
واهبطْ هبوطَكَ، فقد نشفى من التفاحة الأولى وذكرى فاكهة الطاووس.
تلوّ... والتفّ واشهقْ أنفاسي من فضة العينين؛ فلم تعد أفعى الغواية تتسلل
إلى أرض جنتنا القديمة، ولم تعد عدن بعيدة عن يديكَ تحدّثان رخام اليمامتين.
ودع العوسجَ يئنّ في الممرّات ويفوح...