حميد زيد
(المغرب)

زيد حميدأنادي على الحائط فيأتي مسرعاً
لي حارسٌ طيب اشتريته من السوق يجلس أمام بابي ويحمل سلاحا.
لم يقتل أحدا منذ دفعت فيه الثمن الباهظ.
ما دمت حذرا أتساءل كيف قلعت الشجرة الوحيدة من عمري.
الآن وعندما أصبحت أعمى لم أعد أصطدم مع السماء لمجرد أني أراها واقفة فوقي.
لم أعد أُمِرُّ أصابعي على رؤوس الفقراء حتى لا تدمى.
المارة أمامي يلهون بأكياسهم ملأى بالأحلام
شخص ذاهب إلى عمله يشتمني
الحياة تدخل بيتي لأن الرجل الذي دفعت فيه الثمن الباهظ كان نائما.
كل العادات التي ظننتها انتهت ما زالت تتحرك
الحائط أنادي عليه فيأتي الحائط مسرعا
إنه يحبني.
اللبلاب يتسلق الأستاذ
لا تعطيني العائلة درهما فأزهد في الحياة، وأفكر أن أصير الفيلسوف.
ولا أذهب إلى المدرسة لأن اللبلاب يتسلق الأستاذ.
أبكي على رأس أمي وأقول سأموت قبل أن يدقّ الجرس.
غدا سأمرض في السابعة صباحا، ثم أذهب إلى المسجد وأطلب من الله أن يقتل معلمة الفرنسية.
أخاف من الله في حصة الدين ومن الأشباح في النوم، عندما أفتح الكتب يخرجون.
هذا اليوم جاء الملك إلى المدير وقال أريد أن يستقبلني الأولاد في الطريق.
فرحتُ كثيرا بسبب الملك وضربتني شمس حتى دخت.
هذا اليوم تأكدت أني كسول.
حبيبتي مرمية في الصباح
وجدتُ وحوشاً تحت الملاءة
وجدتُ مرعى تجري فيه قلوب يتبعها النوم
البرد شديد في الخارج حيث ينكمش الحب
والليل كان أسود أكثر من الليل.

لا أحد يمكنه أن يتذكرني هذا اليوم
الذين أعرفهم ذهبوا ليشاهدوا فيلما يابانيا عن الريح
وهاتفي منذ البارحة لا يرنّ
شيءٌ ما يحدث في العالم.

لا أستطيع الخروج مرة أخرى
كل الملابس والأشياء تحتك ببعضها
النور خائف وكان يرجو أحدا أن يكبس زر الكهرباء
هناك لا محالة شخص يدبر كل ما يحصل.

أشهرت سيفي ودخلت، أنا الآن في السرير تماما
وجدتُ حوريات يسبحن
وجدتُ أميرة بلا ثياب
وجدتُ حبيبتي مبللة على الشط، مرمية في الصباح.
الراقصة تدخل من النافذة
لم أستطع بسبب الكسل أن أغلق نافذة غرفتي، فدخلت منها الموسيقى.
وقلت لن أسمع بسبب اليأس فدخلت راقصة تتلوى.
دخل سفاحون وتجار محمّلون برياح من بقاع بعيدة.
وبسبب ضيوف لا أعرفهم قلت لن أموت هذه الليلة.
جلسوا يأكلون وأنا أنظر إليهم.
ثم دخلت قافلة من الجمال
دخل أطفال يلعبون حولي
ودخلت طيور بيضاء تصيح اتبعوا هذا الرجل.
وبسبب النوم وضعتُ رأسي على الوسادة، ولم أستطع أن أعرف ماذا حدث بعد ذلك.
أنزلق على النبيذ الأحمر
من الفقر أقفز إلى السيارة
أنزلق على النبيذ الأحمر
على شارع محمد الخامس
على قيئي يملأ الطرقات.
ومن القنينة أطل على الحانة
على أفخاذ الحسناوات وأسافر إلى نهاية النفق.
أضع فيلسوفي الذي وجدت في المقعد الخلفي
وأتعتع في الضوء الأخضر.
ومن الليل أهرب إلى النوم
من البحر يركض خلفي ولا يجفّ أهرب.
كل المسارح كانت مفتوحة لن أدخلها، لن يرغمني أحد على الفرجة وأهرب.
من الأرض أقفز إلى السرير
ومن التعب أرتمي في فكّ الشرطي
أتبع الحكومة إلى بيتها
سكران جدا وسعيد.
لا تؤمن كثيرا
لا تؤمن كثيرا بأنك ستهدي الوردة لمن تحب
الوردة لا تبالي بك أو بغيرك
الوردة جميلة فحسب.

ستلمع كثيرا عندما ترى الماضي من بعيد
لكن لا تؤمن بأي شيء
أحلامك ستقودك إلى نهايتك التي تعرفها.

في طريقك ستصادف رسولا أدرْ ظهرك له
لا تقرأ كتابا ولا تتشمم عطرا قد يناديك
هناك من سيوقع بك، انتبه ولا تؤمن حتى بنفسك.
أُقعدْ على هذه الصخرة
الناس الذين سيمرون أمامك ذاهبون أيضا إلى حتفهم
لكن لا تنظر إلى العين
لا تنظر إلى صورتك في الماء
ولا تؤمن كثيرا بالنجاة.

النهار
الأحد 16 تموز 2006