المهند حيدر
(سوريا)

مشهد 1 ـ لقطة 9

المهند حيدرلم تسأليني إذ مشيتُ في هذا الطريق
عن اسمك المطوي في جيبي
ومصير مبسمك الغريق
هو هذا الأوان لبحث شوارد الماضي
واحتقان أحلامي الضليلة
هذي ترانيم البعاد تحجبني كل واحدةٍ سواء
من هنا الخطوات تسرقني رويداً من بعيد
لو كانت الشرفات تعلوها ابتسامتك المغيرة
أو أنها أبعد من أن أنال
هل هذه الكلمات تسلبني
.. من شرودك المتعثر؟
وترميني إلى نسيانك المعصوم عن وجهي
لو أنتِ أتيت في يومي الوحيد
و كسرت زجاج نافذتي
بحراب صوتك المسنون بالقلق
و أخذتني عنوة
كجارية صغيرة
لما انفردتُ
الآن أذكركِ
كفراشة تحوم في شتاءاتي القديمة
و حورية في ملاءات السرير المزرق من حبر القصائد
الآن أذكركِ
و أبحث عن آثار حمرتكِ و قبلتكِ
في وجه الوسادة
كعالم الآثار أنقب عن خيط انسلَّ من قميصك الوردي
.. أو جوربك الساتان في خشبي
كم أني أحبكِ
الآن أقول.. و أين أنت من حبي
و من صوتي المسجون في زفر السجائر
و من قلقي و من شجني
و من الكؤوس التي أحصي بها زمن المسافة
و أين أنت من هذي الحروف
كناقش في البحر أسعى إلى غرقٍ
يعيدني، بكِ أو إليكِ، في كل اتجاه يقودني نحوك
إني هنا بقيت حيث غادرتِ
و ما ضلتني معاني الكلمات .. بإخفاقها رسمك

Metz 14-10-2006

***

مالك الحزن

حزينٌ
لا كما بحرٌ
لا كما نهر يضيع في الأسمنت
لا كما نقش على قبر
لا كما المدح إضراراً
وحزني لم أعلقه على المشجب
حزين لا كما الحادي
لا كما الأسماك في الماء بلا دمع
لا كما سفن لحظة الغرق
لا كما قمر تائه الشُرفات
لا كما فرس وحيد
حزين
لا كما الغواني في زمن الكساد
لا كما على ورق مداد
لا كما بلا شط شراع
وحزني لولم يؤالفني لآلفته
حزين
لا كما المسمار مطروقاً على نعش
لا كما البيض في المقلاة
لا كما جوربين عشية الميلاد في مخزن
لا كما صدى صوت بعيد
حزين لا كما أي إله
لا كما موسى على الطور
لا كما آدم
لا كما العذراء بلا يوسف
لا كما ابن عبد الله
ولا كما يحيى لحظة الرقص
حزين
حزين لا كما أحد
حزين...
لا كما الكلمات بعد لقاء ممحاة
لا كما نظرات حب يخرقها الزجاج
لا كما جسد بلا جسد
حزين لا كما أحد
لا كما نور الملاك في أيقونة كُسرت
لا كما وجه المسيح
لا كما على تفاحة حواء
ولكني حزين
حزين ...حزين
كما يكون الحزين فقط
…..

Metz 19-1-2005

****

السابعة صباحاً

إن البحيرة تستطيل مربعاً
هذي الكؤوس تفيض على السكارى غيومه الفجر الجديد
من أين أعبره وهو وقتي الآني
وكل حوارك الملعون يضيع في زحام الكبل النحاسي للهاتف
ووحده كرت يشد بأرقامه فتوق قارتينا
كيف ألحسك ومعدن السماعة يصقع لثتي
وقبلتي تحتاج ثانيتين كي تصل
و قبل ذاك أسمعها ترن في أذن
إن الحياة تستدير فلا تراني
و أنا وسط حلقتها أقومها
لكنها لا تستطيل
من منا مضى على خشباته درج المطار كأنه يأبى الرجوع إلى المبيت بيومه
إذا ما أسميته يوماً فلا تلمني
ووحدي أقرؤها الجرائد من كل الجهات مكسرا لغتي
لا اليمين يمين لو حلفت و لا اليسار يسار
أنا ما انتميت، لأني لا أجيد سداد انتمائي بعملة بنكنوت
لو أنه الأخضر العربي....
ما وردت لذهن غافل
لكنه مركون على جدار حي لا يعرف السكان فيه طريقه
من منا يصيح اليوم أنا غيفارا غزة
لتهتف له منا ذرة
أنا اليوم آت
لا كي أصيخ السمع إلى ضجيج نعاسكم
و لكني صامد الأرق
حيّ الملعونة كي تشرب من رقصتها صينية فضة
وتنقدها رأسك بقشيشاً
…….
إني تعبت و لم أكمل هذي القصيدة
لأن أصابعي ملت
ولم أعد أملك الوقت كمعظم الشعراء
من يهديني كتاب تعليم الذهان بلا معلم
إني بحثت فما وجدت غير العصي تسندني
متأرجحاً في مداده الرحب
لذلك الشيء المنسي دونما اسم في ظروف حياة بلا ختم البريد
ولم أصل
أو لحظة ً
ربما وصلت
و ذاك الغبي في قطار رأسي
نسي قرع جرسٍ ففاتتني المحطة
لكنها كروية أرضي و سأعبر من جديد من ذات المكان بحسب هيغل
لكن جديدا ً كما قال لينين الرفيق
و سأحاول جهدي قرعه رأسي
مضجاً في الكابينات المسرعة بكل اتجاهات عقارب الساعة
ومخرساً ذاك المعلن من فوهة الراديو بدئه اليوم الجديد
إنه يوم جديد
يحين مع ....
كل الأفكار لا تفيه
لأنها ستكون باتت حين وصوله
فكيف نعلنه بثرثرات مسبقة
جديد
New
Neuf
و بالصينية لست أدري لكنه دوّن بحتمية كما في كل مكان بأغلال الكلام
هو ما هو...
يحين حين يأتينا مخطاً بغير أشيائنا المستهلكة
........

Metz 13-02-2005

أقرأ أيضاً: