المهند حيدر

زورقان
(للزورقين الذين زينا "جهة الشعر" قبل بدء الحرب)

حين الإشارات كلها تشير للغرب ِ
ليسا ذاهبين للحرب ِ
حين الدروب تؤدي كلها لروما جديدة ْ ..
ليسا ذاهبين للحرب ِ
حين المعابر تُضاء بالأخضر ْ ..
و الموت طريق سريع باتجاه واحد ٍ
ليسا ذاهبين للحرب ِ
فلا وسع بين الأساطيل ِ
و لا قطرة ٌ تخلو لنا فنبحر ُ ..
ليسا ذاهبين للحرب ِ
نحن المستكشفون الصغار في عصر ٍ ..
لم تبق فيه ذرة لم تُكتشف ْ
سفيننا ورق ْ ..
و شراعنا خِرق ْ ..
فدمرينا يا ريح بالأساطيل الحديدية ْ
لنبحر من جديد ٍ ..
نبحث عن جديدٍ يُكتشفْ
ذاهبِينَ للحب ..
... معا .ً
...........

10-4-2003

*****

حد العراق

أنا الواقف في آخر الطريق كي لا تصلني القذائف ْ
انظر حولي ما لا يراه غيري ْ
أنا الرادار إذا مرت الصواريخُ ..
صَمَتُّ .. لأنني لست مدفع ْ .
أنا الجندي غداة الغزو ِ ..
آكلُ السردين , و أدفئُ نفسي بالسجائرْ
لأنني و ُضِعتُ على الجبهة الخطأ ..
أنا الرصاصة لا تقتل ُ غيري ْ ..
و الكلمة ُ ..
إذا صرخَتْ .. بُحَ صوتي ْ
أنا لست هنا ..
في مكان ما أنا .... هناك ْ
............

19-3-2003

****

شجري أعلى

إلى موسى حوامدة ... في الريح
و أنا شجري أعلى ..
فلا ظلٌ كما ظلّي ْ..
على المغيب إذا الناس مالوا ..
قبَّلتني الشمس في الشرق .. و شيعتني ْ..
فحمَلتُ سِفري
مع هبوب الله للأرض ِ ..
.........
عفو سوء الحظ من هذا الطريق .
من أين تُغترفُ المنايا ..
و خيارنا الملك الضليلْ
من صورتي ..
من سورتي ..
من أحرفي تمتد أوسمة ً ..
و أعيني سَفَراً
مَن تاه في هذا العماء أنا ..؟
ما تهتُ ..
عينا يمامةٍ مجنحة السحاب ْ
أفترش الطريق إلى الخطى
و من عَماك أقتنص الطريقْ
فأمدها نزفاً ..
و لا أعتبْ .
صلّي عليَّ كما أنا ..
..عليَّ كما أنا .. موتاً ..
.. كما أنا .. قدراً ..
جسر عكازين .. معمعة المنام ْ
برد عصفورين في شرخ الخيام ْ
.. من الذي يَسلم ْ
أم أنت لا تعلم ْ
لا تراه ُ .. ما أرى ..
... و أنا شجري أعلى
أصدُّ هوجَ الريح ِ ..
ولا ظلٌ .. سوى ظلِّي ْ
........

16-3-2003

***

الآن

كل ما هو قبل الآن إرهاص ٌ
كل ما هو قبل الآن من الصرخة الأولى
وأنا.ذه الصفحة ...
وأنا ...
ذلك الكوب الذي سمته ستي " سقرقاً "...
أُخرِجُ من خوابي الماء ظلامها
لأتشح البياض ْ
أقطرُ بين الأصابع نزيفاً هارباً للأصل في القعر ِ
و أنا أتيت...
أتيتك ِخارجاً...
أم داخلاً ...
من كان يعرف أني صرت لا أعرف ْ...
كآلاف الجدران في دمشقَ
ما يكتب عند قدميَّ ... و عند رأسيْ
هل علم المسيح بما كتبوه على الصليبْ
أم كان مشغولاً بصلبهْ
ليس غير القبر يحفظ ما يُخَطُ على شاهدةْ
كما يحفظ الميتُ داخلهُ..
جيداً من الموتى.
.............

27-4-2002

***

وسط العتمة

و دخلت ُ
كان الباب المغلقُ خلفي...
سيغلق أيضاً لو لم أدخل ْ.

و دخلت ُ
كان الركن صغيراً... و جلست ُ
للخشبة رائحة من دمع ِ عطيل...
و دم ِ قيصر ْ
أسْود ُ... أسْودْ...
نقطة ماء ٍ تغرقُ في بحر ْ
ألكل ٍ وردة...؟
للعم ِ... و للملكة ْ.
و لهملت أية وردة ْ...
ثوبك ِ علقَ بطرف ِ الماء ِ
فاحترسي ْ ... أم أنك ِ... ستغني ْ
سأسبح في هذا العالم...
حولك َ يا هملت ْ
........

7-3-2000

***

على بياض ٍ يا أبي

من أنا يا أبي و من أنتَ
تعرفني. . و ما عرفتَ نفسكْ
و عرفتكَ. . و نفسي ما عرفتْ
مرميُّ. . كمطفأةِ الحريقِ على جدارٍ أبيضٍ
من يحتاجني
كزبالة . . جاري الرصيف و تجتنبني الأحذية
من أنا. . .
..........


يوماً ما -

***

ضجة الاعتياد


هذا كرسيِّ..
يبدو أنه ذلكْ
ذات اللون ِ
و نَفَسُ القش ِ
من يجلس وسط ضجيجهْ
بملابس سوداء كالغيمةْ
و وشاح أخضرَ
يُتَنَفسُ منه هوائيْ
فيعاد دخاني ْ
و أصابع عشرة.. أعرفها
تمسك محرقتيْ
هذا الخط المسترسل منك ظلالاً يُشبهنيْ
مَنْ طابقَ بينَ الحدِّ و حدِّي, أخطأ
الضفة بين الظل و نوره تُبعدنيْ
ارجع في هاجسك بداية ْ
الأرضُ.نُ.. الأرضُ .الكرسيُ. .. الضجة ْ ...
اللونُ الأسودُ و الأخضرُ, و دخانُ ظلال العتمة ْ...
العينان ِ القدمان ِ و رائحة ُ..
... ِ بغ ِ...ِ
المحبرة ُ
أنا
....

2001

***

عمود الكهرباء

و أنا عمود الكهرباء ْ
وحيد في الساحة الجرداء ْ
وسط الغبار و الدخان و الصراخ
أنظر غيمة مرت وحيدة ْ
لتسقيني...
و ما حولي من الخضرة ْ
و أنا عمود الكهرباء ْ
وحيد في الساحة الجرداءْ
نسيت أني لم أعد شجرة ْ
و ما حولي من الخضرة ْ
هي على العربات لم تعد تنمو من الأرض ِ
وهذا العشب الأخضر ما أنداه بائعنا
إلا ليشق طريقه للناسْ
أنا العمود الوحيد ْ
نسيت كوني وحيداً... أنتظر
و ما من غيمة نسيت ْ
أني لم أعد شجرة ْ
.............

31-3-2002

***

حكايا من الموت الجميل

نام الصغير على السرير ِ
و قبل أن ينام ماتْ.
و من يحكي له الحكايات...
قبل سقوط الكتاب من يديهِ
.ماتْ. .
و ليلى لم يراها الذئب ْ
فالذئب.. مات قبل التهام الجدة العجوزْ.
و ليلى لم تعد ليلى.. بوشاحها الأحمرْ
ففي القبر ليلى تلتف بالبياض.. و السوادْ.
و المارد السحري لم يخرج من القمقم ْ
فالقمقم صار باتساع تابوت عظيمْ.
لما علاء الدين لم يجده ُ
إذ كان قبل ذاك مات ْ.
و الأمير لم يلمح حذاء سندريلا
على الدرج الأخير في القصر ِ
إذ كان قبل ذاك مات ْ.
و الحفلة الملكية قد صارت عزاءْ
و سندريلا لم تأت ِ
فالأموات لا يرقصون في الأفراح ْ
و لا ينسون أحذيتهم على درج ٍ بعيدْ.
هذي الحكايا لم أراها
فصعب أن نرى الأمواتْ
و من حكاها مرة ً...
لم أعد أراه أيضاً.
و من سمعها...
من سمعها..؟
لا أرى أحداً يجيب ْ
إنه الصمت الوحيدْ
باتساع أحداث الحياة ْ
و من ينام على الطريق ِ
... يغرق في الرمال ْ
و تصدَعُ الشاهدة رأسَه ْ
نام الصغير على السرير ِ
و لم يسمع حكاياهُ
أتراه مات..؟
... و ما من أحد ٍ ليخبره ُ
إذ لا أحدْ .
و أن ما فعلتُ إلا لأنني متُّ.
أو لأقلْ..
.. الأنا داخلي... قد مات ْ.
...........

4-9-2000

من مجموعة تصدر باسم : (كما لو أني أتيت)


إقرأ أيضاً: