راسم المدهون
(فلسطين/سوريا)

تأمّل

راسم المدهونكما في المساءِ الشتائي،
حين تسقط طقطقة الجمرِ
في جسد الكستناءْ
ها أنا طافحاً بالكلام أصوّبُ أسمال روحي،
إلى جسد الأسئلة
لائذاً من إجاباتها البليدة بالنارِ
تذرو ارتعاشات قلبي،
تثرثر عن طيف صيف قديمٍ،
يلوح،
ولا يتقدمَ
تحجبه عن دروبنا الغيومُ
وتستدرجه إلى حديث يطولُ
عن الشمسِ
والبحرِ
والكلمات الطليقة من اسئلتها ..
تلك الغيومُ المفتونة بسوادها حتى العشق
تشبه أن تكون جنود الشتاء
أولئك المدججين بمهارة الارتعاش
يقصفون بها أواخر الوقت ..
تاركين لي هدأة الجليدِ
وصمت الليل..
حيث لا شيء غير طقطقة الجمرِ
في جسد الكستناء
تذكرني حين أوشك أن أنام
أن أسمال روحي لم تزل تشتعل باليقظة،
والأسئلة.

طبيعة
المناديلُ لي
والوداعُ
ولي قمرُ لا يغادر ركنه القصيّ
في السماء
قاب قوسين من ذاكرتي
همهمات الكلام
من هناك،
في مساحة الفراغ بين مقعدي
ومقعد النجومِ،
يشغل الطريق بغنائه الوحشيِّ
الذي يشبه الحياة

هناك

أنتِ لا تشبهين سوى ظلّ الشجرة
حين تصعد شمس الظهيرة إلى برجها
فأصعد أغصانك الوارفة،
إلى ما يشبه الظلّ
لا اتلفت خلفي
لأن هناك تماماً
سوف اكتشف متأخراً أنني في القفار
حين لا أنت تشبهين الشجرة
ولا تقفين هناك.

صمت

ليس لي مقعد في الكلام القديم
كل الحكايات وزعت نفسها في صفوف الاحتفالات
وغصت بروادها..
لهذا سأبحث عن مقعدي
في مقصورة الصمت.