براهيم حسو
(سوريا)

إبراهيم حسوحين تكلمت عن الفاكهة القديمة
في إناء مرتبك على طاولة قديمة
حين تكلمت وسكرت الغبار على
مصراعيه في الفندق ذاك.
حين حطموني بالقرب من القصيدة
فصارت لي العتمة نافذة وقبر

حين أحيّ للفتاة القرمزية، ما يجب تهيئته منذ ألف سنة،
من جواهر وغيوم وورد.
حين نجوت من يدي اقتطفتني الأزهار، إصبعا تلو إصبع
وصرت ضبابا تسكنه أشباح من القرن الثالث أو قبله .

حين اتهموني بأني غنيت لك في ليلة كنت غير موجودة فيها
فقطعوا الهواء عني ورموني في شعر أجنبي ذي طعم
مقرف .

حين قلت لك: أنك ليّ
حين سمعت أنك مرضانة وبحجة إلى صدري
حين تسلقت الخريف في غرفته الشهوانية، تكلمت عنك
هناك وسررت بوجودك في أثاثات روحه وأنا لا أدري
حين طرت بأجنحة فولاذية
على مقطع صغير من الماء، بالقرب من البرية
حيث الناس والملائكة يشربون نخب الكتابة .
حين مت دون أن أعرف بأني سكين من يديك
بأية زهرة من شعرك الآزوتي .
حين ألقيت نفسي من القصيدة
فتحطمت كلمة كلمة
حين لم يكن لي تاريخ وزمن للقتل

حين قرأت أسمي بيدي على لوح وهمي بلا شكل
أو روح .

حين تشكلت من رسمي، وسرتني بالريح الشفافة
على قرب من بيت مهجور .
حين كنت في أرض قديمة تطلق البراري،
تخطوا إلى الماء المنفلت من الطوفان، نحو السعادة
الأبدية، .

حين قلت أنك ملكة وأن العصفور الذي على شعرك
أمير وشاعر .

حين نظرت من عيني الصامتتين
عيني اللتين لا تشاركاني الحياة
سوداء وطفولية، نفسي كذلك صامتة وسوداء !

أواخر دمشق/ أوائل حزيران

عن (كيكا)