إبراهيم حسو
(سوريا)

إبراهيم حسو كأنني
هذه
الأرض
التي تتركني باردا
مطويا في طياتها باعتباط لا مثيل له .
كأنني
أتعثر
بالأرض
بهذا العشب المؤلم الذي لا يلائمني
فأغور في الأعالي
في فضاء خشبي لا مثيل له.
لكن
و الأرض
كما هي
و أنا كما هو
نلتقي كل عشر سنوات على ضفة ما غير موجودة إلا في الشعر
نلتقي و نحكي عن الحيوانات الخرافية و نغامر في الإمساك بها.
نفترق
و قليل من الحظ
نتعانق و نلعب الوداع المر.
لكن الوداع الذي لا يمل.. يأخذ وقتي في التفكير بهذه الجاذبية
و هذه الكثافة الضاحكة للهواء, فأسّد الفجوة العميقة الموجودة في الشعر
أقصد الخريف و هو يموت وسط الباحة العامة للألعاب الشعبية,
آراه منطفئا و جسمه يشع و ينكسر مثل الشمس الأولى لدى خروجها من الفجر.
كأنني
رأيت
الأرض
هنا
أكثر من مرة
دخلت الظل باتجاه أشجار خاطئة
أو ماء خاطئ.
لكنني تبعت الفضاء الشره و الذي سيتهدم قريبا عام 2015
أو ربما بعد الأربعاء القادم.
كأنني
أشبه الحجر البازلتي
عندما يشتعل و يغور في الأعالي.
و تبعت جسمي المفتت, خنقت يديّ و رميتني من أعلى جسمي
و تهدمت في مكان ملئ بالقصب و حيوانات تنير و تتداخل مثلنا.
كأنني
هذه
الأرض
لأول مرة.
و كأن هذه الأرض كانت جسمي تقريبا
كأنني
ولدت
في سرير من العواصف أو ماشابه ذلك
و متّ في أرض تغمرها الخضرة دائما.
فأعود
إلى
الأرض
إلى صباح يوم الأربعاء, تاريخ النافذة المكسورة, و آلات النفخ الكبرى
في الساحة العامة للألعاب الشعبية... أعود إلى أكياس قصب السكر
أقصد الشعر الذي يتلف المخيلة العاطلة, فيركض الشعراء و يموتون
رويدا رويدا تحت أبطي .
لكنني
أذكر ضياء الطيور و هي تصيح بغيظ
الحيوانات الخرافية الراكضة نحو عالم خفي بثقة القطارات نحو حتف مجهول.
كأنني
كنت مختفيا هنا
و منذ قرون عديدة,
كأنني منذ الفجر كتبت هذا و ذهبت ,
أو ليست لدي زهور البرتقال كي أقدمها لنفسي في عيد وهمي
أو ليس جمالي أبهى مع تقدم عمري
و رؤيتي للمسرح العبثي الذي فرّ ممثلوه للتو
فأمثّل أكثر من شجرة و أذوب.
منذ الأربعاء
و قبل عام 2015
رأيت نفسي قرب النافذة دون طيور تذكر..!!

*****