آخين ولات
(سوريا)

آخين ولات

وجوه

تأخّرتَ وتأخّرتُ أكثرَ،
عن الشرفة.
أقلقنا البنفسج قبل العتبةِ،
وفي الدهاليز
مشينا حفاةً،
عراةً...
نرفع وجهينا للدخان.

وجهك الغائم،
وأنا أزيحُ عن قدميّ
الوجعَ،
ذكّرني بشتلة ليمون.

ليس الإيقاع بعصافيري سهلاً،
وليس صعباً عليها
تجنّب الشّباك.

لن تمنع ذراعاك الهواءَ
إلى رئتيّ،
وليس لوجهكَ سوى
الرعد.

لم ننفخ ككل الأطفالِ
بالوناتٍ
نتركها للهواء،
ولا امتلأت مخدّاتنا
بالفراشات.

كنتَ، وكنتُ:
نرسمُ وجوهاً كثيرة...
وجهي الطافح بالغياب:
للطير منه
عشٌ،
وسنابلَ ناضجة.

وجوهٌ ألِفتُها أكثر مما ينبغي.
وجوهٌ لم أحفظها.
وجوهٌ أمرّ بها،
فلا ترتفع عن الأرض.
وجوهٌ تمرّ بي
فلا أنتبه.

وجوهٌ تجلس خلفي.
لا ألتفت إليها:
هي أكثرُ وضوحاً
في لوح الزجاجٍ أمامي.

وجهٌ واحدٌ فقط لكلّ هؤلاء،
وأولئكِ لا وجوه لهم...
أمرّ بهم،
ويعبرون القنالَ.

لا ابتلّت أحذيتهم،
ولا اهتزّ لعَدْوهم
سطح الماء.

أوقفوا مهازلكم

وكأن الليلةَ الفائتة،
أمطرت دوداً...
دودٌ لزجٌ في العتبات
فوق الزجاجِ،
وفي مداخل الأبنية.

دودٌ يخرج من الطين،
كلّما عطس جاري
ويدُه فوق
كتف صديقته:
ممدودةٌ لامرأةٍ
صادفها في المصعد.

دودٌ يغطي الساحات.
دودٌ ملتصقٌ بالعجلات،
تمرّ سريعةً،
وترشق المارة بالأشلاء.

أين كان كلّ هذا الدّود،
قبل الغيم؟

دودٌ عالقٌ بالثيابِ؛
ومن الحقائب:
يزحف مبتلاً باللعاب.
دودٌ يتكاثر فوق مقعدٍ
في الباص،
وينخر عظامي.

أوقفوا مهازلكم
لقيلولة الدود...

أُسقط الأسماءَ عن مسمّياتِها
وعنّي القداسة.
مجرّد قائمة طويلة،
أّدرجني فيها:

قائمةٌ بكلّ من ظنّتهم المقابر
أوفياء،
ولا يأكلون الدود.