فيديل سبيتي
(لبنان)

سير المستوحد

فيديل سبيتيان تضحك
ان ترفع شفة عن شفة
وتبرز أسنانك البيضاء
ان تكون مهذبا
وتلقي التحية في صيف صارم
ولا تشتم الا الذين تكرههم فعلا
وتصدق انك مجبول من طين
ان تضحك
ان ترفع خديك
وتنعش تجاعيد جبينك
وتسير هانئا في هذه العلبة
...
يا لسخافتك
يا لسوء هذه التربية

ضيق التنفس

نجمة صغيرة لكل ولد
يطيّرها
يمضغها
يهديها لولد آخر
يجعل منها عينا ثالثة
يبيعها في سوق محلية
يجعلها منزلا أو شجرة في الحديقة
ينساها بين دفتي كتاب
له ان يتصرف
...
علبة زهرية لكل بنت
لها ان تسكبها رصاصا
تحيك لعبة وترميها فيها
تملأها بالماء والسمك
تسيل ماء الرحم بداخلها
تأخذها في حضنها إلى الأبد
تحادثها كأنها صديق
تكسرها
لها ان تتصرف
...
لكل واحد منكم
ولدا وبنتا
يسكب فيهما حماقاته
قلقه
دأبه
شغفه بالسكين
كونه غير ما يريد
أساه
هربه من سوق النخاسة
....
بنتا وصبيا يصيران
ضيقا في التنفس

في بيروت

في بيروت
تحت قوس النصر المرتفع دوما
أسير وحذائي غارق بالإسفلت
احرث حرثا في الطرق
أنادي
ربة الزهور
النائمة منفرجة الفخذين
الشمس الممدة في حضن مغتصب أطفال
ما دام لي يدان
لما لا اربطهما خلف ظهري وعنقي؟
ما دام لي لسان لما لا ازرعه تحت الشفة العليا
واتركه يتدلى؟
أهيم تحت قوس النصر
طفل يلعب بالفيديو
وأنا بطل الفيلم الخائب
بلسان مدلى ويدين مربوطتين
وقدمين مغروزتين بالإسفلت.
...
في بيروت
قوس نصر يتمدد
يتضخم
يدخل إلى البيوت
يبيت في الأسرة
يختبئ في طعام الأطفال
وأنا انتظر تحته
ان يصير مقصلة.

هدوء

قد اسأل سؤالا
ما العجب؟
قد أجيب عليه
واقتنع بجوابي
قد أرسل يدي في الهواء
إلى وجه
أو أكلم صاحبي كأني اكرهه
أو اكذب
أو اقتل
أو ازني
لما كل علامات التعجب هذه
وسط النهار؟