فيديل سبيتي
(لبنان)

كيف امشي في حجرة الله؟

هذا المساء
مكتمل أنا
لأبوّل على عالم ضئيل
سأسوي قميصي وحذائي
وأتضرج بدماء بشر آخرين.

ترا   ترو   تري
انه إيقاع النهايات المقفلة.
ترا  ترو  تري
إنها المسافات لا أتمكن من إتيانها
هذيان المجرات السجينة فوق رأسي
رصيف واحد لأقدامي الكثيرة...

سأخرج هذا المساء
شاسعاً
محيطا من الثرثرة والضحك
والخراء
هدهدة ستقلُّني
موجة صغيرة من سأم.
سأحضن الهواء
حيوان في محارة
بانغ بانغ... يا عسل
بانغ بانغ... كما في القصص المصورة
حجرات مستلة من الرؤوس.

هذا المساء
لا تسجنه أضواء
منتشيان
نرتشف قطع هواء
متجمعة في الزوايا
اهديه نقرة إصبع
فيموج بحرا من عتمة خفيفة

 

هذا المساء... أريد مساءا متوحدا
مستعدا لأي عرض
يمشي خلفي رمحا
خرج لتوه من صدر ميت...
ترا    ترو     تري
زعيق بجعة عالية
ترا  ترو  تري
هواء يزحف على الجدران
يتأبط الزوايا كمصارع
في جولته الأولى.
سأخرج هذا المساء
لكن إلى أين؟
هواء وأشباح وأشجار جامدة
في كل مكان
سأخرج ولكن  الم تر ماذا فعل ربك بأصحاب الفيل؟
كيف امشي في حجرة الله؟
كيف أداري أصابعي إذا لامست زغب سجاده؟
كيف أقول أني الآثم
الآكل جسدي والملتذ باحتقاره؟
هذا المساء يجرفني
 كتلة طين وحصى
يدخلني في التجارب
وأنا الشرير
ترا    ترو     تري
يصطف النمل والنحل على الحائط
ينزعون قرون الاستشعار
أما زالت السماء فوقنا؟
يتساءلون كالبلهاء
والمضطجع عجينة
ينادي ترا ترو تري
أما من سبيل إلى السماء المثقلة بالثقوب؟

هذا المساء مكتمل أنا
لأغرق فيه.


إقرأ إيضاً