كسرة خبز
ملقاة فوق ترقبنا عند الفجر
كسرة خبز
جاء الحصادون ليلتهموها
بعد عناء اليوم
لكن الكسرة ذابت
في فمه الأدرد
كان طويلا
ظلا من غيم يتبسم في الصورة
يحمل منجله المعقوف كمنقار النسر
ويغيب نهار الجمعة عند الأخوال
بـ "حلحول "
كسرة خبز بين أصابعه
يحملها
فيراه الحصادون طويلا
ويروا في عينيه الأرض
القمح
تناسق قامته المفرودة تحت القيظ
يروا دقته اليومية حين يصيح الديك
وعند مجيء السهو إلى الظل
يتراخى الأصحاب على برد مصاطبهم
ويناموا القيلولة حتى العصر
....
....
كسرة خبز
ذابت في حنك السبع
قريبا من مائدة تتحلى بالمن
وبالسلوى
أنزلها قبل غروب الشمس
فجاء الحصادون
وأبناء الحصادين
وزوجات الحصادين
تناوب كل منهم هذا العرس
وغنوا
رقصوا
حتى صار الحقل بخضرته
يغلق عين الشمس
....
....
كان طويلا
يفرد غيمته فوق الزرع
ويصلي
يحني قامته سنبلة خضراء
ويغيب
ينهب بريته الممدودة في رفة جفن
وحين يعود
يفرد منديلا زركشه الحب
ويلقي بهداياه إلى الطير
....
....
كان جميلا
يتوكأ بعصاه الظل
ويهش الصبح
ما ترك النار على رأس التل تنام
ولا قوض أعمدة الخيمة
يذبح للطراق حصان براعته
ينهر ماعزه عن زرع الجيران
ويملح خبز الحصادين بزاد اليوم
ولا ينسى الأعمى
والأبرص
والمعتوه
وخال الليل
يمد بساط يديه
ويمضي
لا تلحقه الزوبعة
ولا ينساه الناس
تطارده النظرات إذا مر أمام النسوة
كان طويلا
أشقر كالغيم
حنّونا
في ضحكته هفو ونعاس
منتصبا
قصب الناي يردده
فيميل الشدو على كتفيه
تميل اللهفات وراء
نوافذ خبأها الخجل
....
....
كسرة خبز
حملتها الآهة
طارت
كان الدمع يجول رشيقا
وينادي يا إسماااااااعيل
صباح الخير.
ghazi@journalist.com