سكون هذا الليل الهادئ كمثل مقبرة تنتظر لا بقايا ريح كي تعيد بعض الرغبات و ما من أصدقاء كي نؤثث هذا الخلاء لا شيء يقال الآن السكون يستعيد ذاته بهدوء و الوحشة تتألق كمدينة صاخبة السكون و الوحشة ضيفاي في هذا الليل الفارغ كمقبرة هادئة أصوات الأصوات التي تخثرا لروح الأصوات القديمة الأصوات التي ترسم محيطاً لهذه اللحظة هذه اللحظة حيث الذاكرة تنحدر نحو قاعها وجوه زوار الأرق الآتون تباعاً كأخطاء متلاحقة زوار النوم المتدافعون كمثل صراخ يمزق الطمأنينة على مقربة مني هل سيأخذ انعكاسه الملتبس ذلك النوم المستريح دائماً على مقرية مني هل سيبتعد يوماً ساحباً قسوته وظلاله القاتمة التباس ليس الكلام الذي ينطفئ ليس الغياب يفرش شساعته بين أصابعنا ليست الأمكنة تستند إلى شيخوختها ليست حقيقة العالم تدور حول محورها بلا طائل صفة الحياة فقط اصطدمت بنا و تمزقنا حب كلما قلت أحبك سقطت سماء على السرير . . . . . . . . . . ما أكثرها *** أصدقاء الأصدقاء الممهورون بالوحشة الأصدقاء المعلقون بين خيوط عنكبوت الذاكرة الأصدقاء الطيبون الأليفون العاشقون الأصدقاء المرميون على قارعة الروح الأصدقاء الموشومون بغيابهم الأبدي الأصدقاء فقط انعكاس تلك الموجة العالية تلك الموجة المتكسرة باندفاعها الحائر نحو جهة مضطربة خيل إلي أنها روح مشتتة تقاوم الاطمئنان الأخير تلك الموجة المستوحشة منارة الصامتة جداً كمثل كرسي في مقهى مهجور كنت أقف قبالتها نتشارك الصمت نفسه أنا بمعطفي الأسود الهالك و هي بردائها الأصفر الأزلي كنت أقف قبالتها ظهري للمدينة و وجهي للبحر ظهرها للبحر و وجهها للمدينة كنت أقف قبالتها لا شيء مما يحدث خلفي يعنيني لا شيء مما يحدث خلفها يشغلها كنت أقف قبالتها أغبط ثباتها الدائم تحسد حركتي الممكنة كنت أقف قبالتها أفكر بالرجل الوحيد الذي يرافقني الرجل الذي تعرفت إليه للتو تفكر بالملايين الذين عرفتهم طويلاً و لم يرافقها احد كنت أقف قبالتها قدماي لا تكادان تلامسان الرصيف و رأسي أخفض من شجرة تتهاوى قدماها مغروزتان في رمل سحيق و رأسها أعلى من إله متكبر كنت أقف قبالتها أشفق على وحدتها الناصعة تشفق على وحشتي الملتبسة كنت أقف قبالتها تماماً قبل أن أصبح رقماً عابراً في لوح حسابها العتيق تلك المفردة العتيقة الشاهقة رجل المدينة التي أعرفها جيداً الشاطئ الذي طالما توه خطواتي المقهى حيث أستطيع أن أحصي الطاولات و الفناجين و المنافض الأرصفة الشاهدة على لحظات غبطتي غرف الفندق وحشتي الطويلة تلك التي تعرفها جدران الغرف جيداً أرقام الهواتف التي أحفظها غيباً أصحابها خيبتي الدائمة الأصدقاء النميمة الحنين الموت الذي يتسلق عظامي بعد كل رغبة التفاصيل . . . . . . . . . . الذي باشرني صوته فجأة كمثل مطر مستل من الصحراء الرجل الذي عرفته بالأمس فقط الذي. . . وزع الدهشة عاصفة حول يقيني صوت لم يقل شيئاً . . . . . . . . أنا اخترت أن أسمعه أطياف ( إلى سيف الرحبي ) الأطياف العالقة بأرواحنا غير عابئة الموت المستريح على أسرّتنا سنوات الهروب و الصراخ و الألم السلالات التي تعبر الذاكرة بقسوة هل تكفيها مقبرة واحدة كي ننام مطمئنين غربة ( إلى اسكندر حبش ) ليست اليدان فقط . . . لحظات الغبطة الهاربة الخريف الذي ينتظر مثلنا السنوات التي تغادرنا ما من أب كي يوقف كل هذا الموت ما من كتابة أيضاً خيبة ( إلى احمد جان عثمان ) هل اخترنا أمكنة لا تشبهنا هل انحزنا إلى ظلال لا طائل منها كان علينا التواطئ مع الفراغ حيث لغز السقوط يدمي عالياً جداً حجر ( إلى قاسم حداد ) منذ ظلام أخير منذ لغة لا توقف ظلاماً أخيرا منذ ما لا يسمى و لا يشفى منذ تشبث بنات نعش بجثة السماء منذ شك أخير متحالف مع الارتياب الأقدم منذ آخر حجرٍ كي يسند تلك الذاكرة وحشة ( إلى رولا حسن ) كعصفور متشبث بحنجرته تمسكنا الذاكرة دون أن ننتبه بينما الوحشة تعلقنا طويلاً على شرفاتها ( كمثل نعناع يرفض أن يفقد لونه ) |