مثل حمامة تائهة
كنت أنقر حبات الدمع المبعثرة على أرصفتها
كان صمتها الغريب
يحالف روحي كداء مزمن
آه أيتها المدينة الأشهى من الذي أحب
الأشد حجارة من قلبه
أدخليني نهوضك الصباحي
قاسميني ملمس ضوئك
كيما أوقف هذا الليل الذي يرتعشني كطفل خائف
ثم اخفضي لي
جناح الوحشة من كل هذا الحب
و دعيني اسند وجهك ببعض قلبي
لنغن هذا النحيب مرات
لعلك الآن تكتفين بهذا الصمت الذي يذرعك بخطواته الكئيبة
لعلي سأعرف ان أهطل في شاطئ اقترافي هذا العشق
كالموج المالح
كنت كلما اقترب الغياب بأغواره البائسة
اقترب منك
كنت أعرفك صوتا صوتا
اختبرك في كما الدهشة
أسير في ليلك الغامض بلا عينين
ينبغي ان يكون كلاما في منتهى الضوء
ان يكون قولا يسيل من شرفة تفردك كما الفجر
غير ان الوقت كان اقل من قلبي
لأعرف انك الظل المضطرب على جدران الحلم
و كمثل حمامة تائهة
كنت أهدل على أرصفتك الغافية
تغرسين في وجهك الشجري
شهوتك القلقة
حضورك الذي يخترقني
و كنت اسقط عن حباتك الليلية
كحبة تين توجعها نكهتها
آنذاك
شئتك وسادة قرب إغفاءتي
لولا ان يديك اللتين من ضوء مدتا سرير الأرق
كأنك الذي أحبه
وكان علينا معا ان نعبر الوقت بعينين غافلتين
لأنك أنت أيضا
تحبين الزمن ينضج بلا ذاكرة
آه أيتها الشهية
وجهك الزيتوني هذا اللانهائي الأزرق
ممزوج بنكهة الزبد
خطوة متعرجة بين صوتك الكثيف
و الخط القديم لصلاتك الملحية
كأنك أنا
تعتقين روحك
في الدن المكسور ذاته
يلزم لأراك كما ينبغي ان أتيه فيك
و أتلمس وجهك بلا أصابع
يلزم لأشبهك كما ينبغي ان أبدأك بأطراف قلبي
حيث تحاولين المعنى الآخر
لتواطئك مع هذا الجمال
و ها أنت الآن أمام يدي
شهية
غامضة
كأنك الذي اعشقه
تعكسين ظلك
على ماء قلبي
ثم مثله
تمنحين لأصابعي
الغياب.