فوزية السندي
(البحرين)

فوزية السنديالهواء دليل الأعمى.

أدميتُ رماد الحصى بخطوي
و نال مني الأوار.

أصعب من الطريق
خطوي الكفيف.

أبذلُ كلماتي للصمِّ
وأصرخ ليتهدم المنتهى بي.

أمهلوني سحابة أخيرة لأباغت الرعد
لأكاد كالمطر أباري صعقة الذات
كل هطول أفيض به وجداً.

مهزومة أحتال كل مساء
لأغدق فوز الحروف
وأحتلُّ اسمي.

الكتابة: مهارة الكبت في كسر فخار الذاكرة.

محمولة على نعش مصاب
أجابه آمر الجند
ليقود كتيبة الجدار نحو
قتيلة تقف أمام رصاص يتساقط.

إن أردت أن تراني
أدر عينيك نحوك.

أحببته هذا الطائر الذي بلا جناح و يحلق
وأحبني أنا الجناح الذي بلا طائر و يحدق.

للقبر تراب يعجز المعولُ عنه،
كلما استطال به الحفر
كلما استعر نحو بلاء جسد يتعالى،
بلا حفرة تكفيه.

للحب طعنة خرساء،
ولنسيانه نهر من الخناجر.

لا تلمني..
جاور غزوة المنفى، حاور سيف القبيلة
واغترف مما تبقى..ما ليس لي.

صحرائي الكلام بلا إبل ولا خيمة
ولا قبيلة أقبلُ نحرها
أو تقبلُ نحوي، أحيا كرمل يحار.

سل أي حرب، أينه النصر؟
ليتهالك الدم: راعي الهزائم،
بجثث تسلك

نسر يشهق كلما ناهز ذرى الغيم،
هلوع، و لي قمم تزدان به.

منتقاة بين النساء
و صامدة .

أمهلوني.. قليلاً،
لأتوارى بخجلِ حرف
يحيا حريةَ الهواء أكثرمني.

هل أخسر و الفوز إسمي
نرد تصدع من عبث التهاوي؟
فوز وتخسر بين الجوارح والجراح.

يا صاحب الرصاص لا تتقد في الجرح
لئلا أآخي الألم.

تلوي الجيادأعناقها وتنتفض فزعاً،
كلما علا الغبار
هكذا نحن .. نحن الموعودون بالعاصفة.

مصفدة أكثر مما ينبغي،
محتواة بحديد لا يُحد
مدشنة بغريب العبء،
مرسلة لمثاوي الحجر
ومع ذلك،
أحاول أن أحلّق بأقصى جناح يحتمل.

الشعر حصاري الوحيد الشاسع.

مبتغاي وطن لا يرجف فيه الأمل.

الخليج- 21 يوليو 2007