الشعر هو أيضاً في أشكال أخرى غير القصيدة.
وفي جهة الشعر لا نقف عند تخوم الأشكال التعبيرية التقليدية المعروفة، فقد تسنى لتجربة الكتابة أن تكتشف آفاقاً جديدة للكتابة، وصار لها أن تقترح علينا مفاهيم مختلفة نوعياً ليس للكتابة الشعرية فحسب، ولكن لمفهوم الكتابة عموماً.
وفي (جهة الشعر) عملنا في السنوات الماضية على إطلاق الحوار الحر الجديد المتصل بتأمل أفق الكتابة في ورشة التأمل النقدي، ليس فقط في صورته النظرية، ولكن خصوصاً ودائماً في تجلياته النصية الذاهبة الى نار التجربة وفراديسها.
وكنا نرى الى العميق المتواري في العديد من التجارب الإبداعية المختلفة في النوع التعبيري والمتفاوتة في درجة الرؤية الفنية (موهبة ومعرفة).
وقد فتحنا هذا الملف، بعنوانه الماكر، لكي نتفادى الحرمان مرتين:
أولاً: حرمان أنفسنا من التعبير عن الحب للتجارب التعبيرية القادمة من السرد الى الأفق الأكثر رحاب، ولكي لا يفوتنا الاستمتاع بلذة النص في لحظة تألقه.
وثانياً: حرمان العديد من تجارب الكتابة الجديدة من التعبير عن طموحاتها الحارة وهي تتفلت من تخوم النوع التعبيري المألوف ذاهبة الى الأفق الشعري الذي هو روح الكتابة قاطبة وجسد النصوص كلها وجوهر السرد وهو يمنح الشخص الدفء الكوني.
وقد علمتنا التجربة أن الشعر هو أيضاً (وربما هو خصوصاً) خارج القصيدة.