فراس سليمان محمد
سوريا/ أمريكا

ليس من أحد أكثر حظا مني
                   أكثر فرحا مني
 أنا الرجل الذي في قاع الليل
  قشر تفاحة 
وأفكر بالله
كما لو أني أفكر بإزاحة الستارة
هل ثمة روعة أكثر من هذه
دائما رهيف وثقيل عندما أشاء
مستعدّ لأي شيئ غير راغب بشيء
أرمي عينيّ جمرتين في نار الموت
وأفهم الحياة لأني لا أكترث لها
كطفل .. كعجوز .. كا لا أحد كفيلسوف حقيقي
فقط لأني لا أعيشها
لا يهمني أنهم لا ينتبهون الى
ها هم يساعدوني على تحقيق رغبتي
انه ما كا ن يجب أن أكون
قليل من الخبز والخمر.. مطرح رطب
ليطلع ضرس العقل
لتقليد قوة العدم

رجل في قاع الليل على مهله و كميكانيكي كسول
يتسلى في فكّ عجلات القوانين
دون أن يخطر له
أبدا أن ينهض
ويلقي نظرة على الثلاثين عاما الذين للتو مروا
ثلاثون عاما حدث طارئ
بصقة سقطت من فم رجل مصاب بالسل
قبعة مقلوبة
حفرة مقلوبة .. قرب جثة لا ملامح لها
رغبة زرقاء على هيئة عربة من القرون الوسطى
برهة نظرها حادّ لأنها دائما على حافة الزوال

رجل ربما كائن ما يقشر تفاحة في قاع الليل
ويفكّر كم لذيذ أن يكون الواحد وحيدا
يبكي ا ذا ما استطاع ليس لسبب
ويخترع نفسه آلاف المرات
وينهي كل ذلك بضرب رأسه بالحائط كممثل جيد
كم لذيذ أن يكتشف أنه بحاجة الى مرحاض
أكثر من حاجته الى أصدقاء
انه يحتاج الى عينين إضافيتين ليقلعهما
كي لا يرى هؤلاء
الذين يمسكون
بحماس مضحك ذيل بقرة السجالات الحرون الميتة
كم لذيذ أن يدحرج تفاحة على الطاولة
ويرقب الإيقاع الرخو لسيرة النسيان العارمة
يرقب كيف الملائكة نهارا
يفرّغون الكون من رأس الله
وفي الليل ينشّفون عرقهم بملاءات أسرّتهم في مهاجع من ضباب
ومن شدة تعبهم لا يقوون على المشاجرات ولا على الأحلام

ان جسدا بلا رغبات
بعد قليل سيذهب بكل خسرانه طازجا الى نهايته

ليس من أحد أكثر حيوية مني
الذي لا أعرفه كثير
والذي أعرفه تماما لا أحتاجه ولايحصّنني
أجلس في ظلي
واذا ما مشيت فالطريق من الغرفة الى المطبخ ملآى بالكون
لا أستعير الخارج إلا لأنه من اختراعي
ولا أرغب في اكتشاف الداخل
لأني طفله المدلل اليتيم
رجل في قاع الليل يبتسم كاله
لأنه لا يسمع ضجيج المركبات وشتائم سائقي مناحي الحياة
لأنه منذ زمن بعيد لا يمشي على طريق ولا يقل وسيلة نقل
لأنه..يحسّ كل الرغوات التي تفور من مؤخرات العمل والكلام
لأنه يلتذّ برؤية الرغوات وهي تنشف
لا يهمني أنهم لا ينتبهون الى
فأنا أنام عندما يفيقون وأفيق عندما ينامون
لا يهمني أنا الرجل الذي في قاع الليل أخترع نفسي آلاف المرات
وأنهي كل ذلك بضرب رأسي بالحائط كممثل رديء
وأصرخ بصوت بالكاد يسمع
ليس من أحد أكثر مني حظا أكثر مني فرحا

الموتى

الجنرال بكل نياشينه
وبصوته الأجشّ
يصفّ الموتى قبالة شاشة مثقوبة
وبثياب نومهم المخططة
يدفعهم ليدفشوا مناماتهم الى بساتين مهجورة
الموتى..واحد اثنين..
وينقلبون مثل أمعاء الموج
داخل حفرة في السماء
الموتى وهم يقطعون بأسنانهم
الخيوط الزائدة
المتدلية
من ثياب نومهم
يسمعون الهسيس الرتيب لآلات الحياة

على الأقل

ف س م
أحتاجك
كي ترتّب هذه الكلمات في رأسي
أحتاجك كي تسحق هذا الرأس
الشيء
الاسم
ف س م
أعرف أنك لا ترغب في فعل شيئ
لكن على الأقل
أعرني شجاعتك في ألاّ تكون
الكلام يعذبني.

نيويورك 2001

من مجموعة أشياء النسيان اللازمة المعدة للطبع


إقرأ أيضاُ