إلى وفاء..الآن
وردٌ من وجهكِ
وردٌ
يأتي مبتلاً
برائحةِ الليل
برائحةِ الخوف
وردٌ يأتي
في الليلِ
في آخرةِ الليل
يجتازُ البابَ المغلقَ
ولهفةَ سورِ حديقتنا
وبناتِ آوىً
يأتي
كالطفلِ الخائف
ويقولُ
احضنني
دعني
على شفتيكَ
دعني أرتعشُ
في أنفاسِكَ
من
بردِ هذا الليلِ
ومعادنِه السوداءِ
في الطرق
وغسقِ آذارَ
دعني
في حضنكَ
نأمة عطرٍ
دعني
أَلبَثُ كالقطِّ
قريباً
من دفءِ لهاثِكَ..
....................
وردٌ لا يتأخر
عن موعده
وردٌ سلطانٌ
وردٌ فتّانٌ
وردٌ و.. كمانٌ
يختلقُ الألحانَ
يختلقُ
في ذروةِ وِحشته
نغماً
رفرفةَ حمامٍ
يمسحُ دمعتَهُ
يعضُّ الشفةَ السفلى
ويغني
حتى الإدماء..
وردٌ يسلو..
وردُ السُّلوان
وردُ الأحزان
يسرقُ
غبطتَه
من
أقصى صدركِ
هذا الريّان
فيزهرَ
بوحَ نبيذٍ
في إناءِ الأشجان..
وردٌ أبيضُ
يتكوّر كالثديِّ
يأتي في غَبَشِ الفجرِ
يدنو من أنفي
يوقِظُني
وردٌ
أشقرُ
وغُرّتهُ نهارٌ
وحليبٌ..
وردٌ مبتلٌ بالأسرار
وردٌ ذو إيقاعٍ مرتعِشٍ
وردٌ مجنونٌ بالمطرِ العالي
ثَمِلٌ
بالنارِ العاليةِ..
وردٌ أعرِفُ هاجسَه
ينبضُ
شتلةَ رَيحانٍ
من شباكِكِ
حتى شباكي
يحملُ
في بتلاته
ما لا يحكى في الهاتفِ
ولا على مرأىً
من نظراتِ الغيرى
جارتِنا
وردٌ لا ينشر فوق حبالِ هواءٍ
عِطرَه
وردٌ ذوّبه الشوقُ
عبيراً
من طيف الألوان
مروحةً
من ريشِ الطاووس
وخيلاءِ النار
من حشرجةَ الحلاج.. !
ودفوف الغوث الجيلاني..!
وردٌ
قوسُ قزحٍ
يلمعُ في مفرقِ شعرِك
وردٌ
ربّيناهُ
في العائلةِ الصُّغرى
من شبقِ التفاحِ
ورَهَز ِالليمونِ
دلّلناه
أخفيناهُ في القلبِ
من مسِّ الريحِ
من وسوسةِ التينِ
وشغبِ الصبّارِ
أسلمناه ملياًّ لصبر النعناع..
سلّمنا عليه
وصلّينا
يمّمنا وجهَه
جهةَ طائرِنا
الرّخِ..
وردٌ من وجهكِ
يختزلُ
سيرةَ قلبي
إذ يتلظى
في رمادِ الكحلِ
وبقايا دخانِ الليل..
وردٌ في الجهرِ
وردٌ في السرِّ
وردُ الغَيْرةِ
وردٌ يفثأ عتمةَ أفئدة الحساد
حَسْبي منه..!
وردةُ وجهكِ
دانيةً
أغمِسُها في الحبرِ السريِّ
في
شهد النّحلِ
المتوثّبِ
من وَبرَِ النيروز
وردٌ مثقوبُ الخاصرةِ
ينزّ عبقاً
ومدائحَ لوجهكِ
هذا الممنوع
حتى الرمقِ
وردٌ
لا يمنعه الحرسُ
أن ينقرَ نافذتي
بمروحة الألوان
ويقولَ
خُذني
شمَّ هفهفتي
ونكهةَ ثغر المحبوب
وبَخورَ المحراب
شمَّ في السرِّ
نشرَ جناحي..،
المسْ حشرجةَ الحلاّجِ
أنصت لوشوشةِ الطاؤوس
على أبواب لالش
وقليلاً فاصعدْ..
وتأنّ في ضمّي
وترفّقْ
بتويجي
لما يتدلّل
فغداً..
سأفوحُ
وغداً أتفتّحُ
كالرايةِ
في الجهر..
أبوظبي في 25-3-2004