رؤية
أبدا،
أبدا لم أسافر الى البعيد،
هربا من الرصاص،
او من المحبة الميتة،
او حتى من منظر الزمن المخنوق،
بأكف الغيلان.
كل مافي الأمر،
هو انني أردت إمساك،
اللحظة الآتية قبل الآخرين .
سراب النداء
تعالي أيتها الطيور تعالي .
لم اعد أراك تقفين على،
شرفات أيامي .
زرعت جسدي على حافة الحياة،
تحت شمس العزلة.
الأفواه تنادي يدي .
لا املك نسمة،
او روحا تضئ بيوت الفقراء .
تعالي أيتها الطيور تعالي .
لم أر سوى المجانين،
والطفولة الملفوفة بالحروب .
اخترت موسيقى البراءة،
هربا من الأخلاق .
ولكن !
من يعزف لنا أغنية الخبز ؟
متى ارى اكف يدي ترسل
الهواء الى العطاشى ؟
أنا ورقة ألقاها الغريب
من دفاتر غيابه .
ولي رغبة بشن المعارك،
ضد الأنوار التي تعمي البصيرة .
وداعا أيتها الشرفات.
وداعا أيتها الطيور.
سأمضي الى القلوب العامرة
بجنة الرفض والهجاء.
فهناك سأرى النبض،
الذي أرسلني الى هذه الحياة .
- كلما -
كلما اتجهت نحو الألفة،
توقفني الحرب .
كلما نمت بجنب الضوء،
يطعنني التأريخ.
كلما عانقت الهواء،
تصرخ بي الريح .
وكلما أصغيت لصوت الغربة،
تصفعني الذاكرة .
أعلنت مرارا،
بأنني لااريد المجد،
ولا الذكرى الطيبة.
لااريد سوى نسمات،
توقف الطعنات التي تستبيح،
قلبي منذ الطفولة .
ابتسامة
احذري،
احذري اذرع الآلهة الصلبة .
عنقك، حلم طري.
احذري نظرات الزمن المعتوه .
انت قبلة الأمهات .
لا ، لاتلتفت الى الخلف .
فالنهار مازال نائما .
ابتسمي فقط،
مثلما ابتسمت لموناليزا .
رغبة
اعلم ذلك !
اعلم بأن حياتي الحالية لاتليق بي .
ولكن جل غايتي من هذه الحياة،
هو انني أود
ان اصلب
كالحلاج.
- قبعة -
قبعتي غريبة !
اشتريتها بسعر رخيص
كرخص الأفكار المزيفة.
حينما ارتديتها للمرة الاولى،
شعرت بأنني وضعت الحضارة الجديدة
فوق رأسي !
يل انني عندما ارتديتها
أمام المرآة،
أحسست بأن سر الحياة
اخف من الريشة .
اختلاف
جلس بجانبي ، ودفع التأريخ
والسخرية الى الوراء .
احتفيت بالسخرية،
بينما هو احتفى بإلقاء
التأريخ في السجن .
صار يرتاد المعابد
بعد ان دهسته عجلة التأريخ .
أما أنا،
فأصبحت رحالة،
بعد ان سرق مني الهواء .
- هوايات -
نظرت الى البعيد .
انها هوايتي المفضلة .
احدهم،
نظر الى الأزقة العتيقة .
انها هوايته المفضلة .
بعد قليل،
تبادلنا الهوايات .
اكتشفت ان الأزقة العتيقة،
جميلة كجمال الغبطة،
التي نحلم بها.
- عجوز -
في المقاهي الناحلة،
ارى الموسيقى ، ضوءا،
والشمعة، لحنا قديما.
وتشتعل في أعماقي،
رغبة تصفح،
أوراق الموت والوجود.
لذا،
لاتدخلي مقهاي الوحيدة،
أيتها العجوز،
لاتقبليني من جبيني،
لاتعلميني وصاياك،
ولاتسرقي مني نعمة الجهل .
فأمنيتي ان أكون
اكبر الأطفال الصغار.
- حبيبة -
ضحكتك، لغة جديدة.
قوامك، حكاية مدهشة.
وحينما تحملين حقائب الرحيل،
تصبحين نخلة !
قفي ، لاترحلي .
العالم ينظر إلينا من البعيد .
دعينا نلتفت اليه .
اضحكي الآن .
ياه !
ضحكتك ، حزينة جدا .
انت لغز كالنار .
- مشاكس -
أطلق سخريتك،
وكلماتك القاسية.
كثيرا ماتمنيت موت العالم .
فبالسياط، يتحرك الكون الآن.
ربما في كل الأيام .
لا ادري !
طهر فمك .
نحن بحاجة لأفكار الشيطان .
- أرملة -
لا،
لم أكن اعلم بأنك
ستتزوجين إبليسا مبكرا .
انت عاشقة الحشائش .
كلي واشربي حتى مطلع الموت،
وانظري الى الشمس،
بعين واحدة .
اذهبي الى دائرة قتلى الحروب كل يوم،
عرفانا منك للحرب
التي سرقت الذي كان،
يمنعك من مشاهدة نمو الحشائش .
- ضجر -
أف !
قتلتني بأشيائك المريضة .
غن لي عن نكهة المدن .
متى ستملأ،
بالقسوة الجديدة ؟
حينما تتمكن من الاحتجاج،،
على أزهار الخلود،
سأفكر بسماعك في عزلتي .
- غربة -
دعوني،
اسكن الليل وحدي .
الغياب، ملجأ الحائرين.
سأدون الذكريات لي فقط .
لم اعد نارا،
وسوطي سقط في بئر الخوف .
فاكتفيت بالصمت .
- مشهد -
أنظروا !
هاأنذا أستند على السنوات الكسيحة .
انها لم تكن رغبتي أبدا .
فانا أود الاتكاء على شرطي مسكين .
شاهدوا زهور الجحيم،
كيف تضحك من حولي !
استمعوا لغناء الشجرة الهرمة،
الواقفة خلفي عن ادم،
وتفاحته .
باختصار،
هذه حياتي،
بعد كل حرب تخوضها،
البلاد.
آه !
نسيت ان أخبركم،
بأنني جلست في الظلام،
وحدقت بالضوء،
بعيون مغلقة.
ـ صديق -
أجمل مافي لحيتك الطويلة،
هو ان الملائكة لاتنام تحتها .
ملامحك قلقة !
ولكن أهم مافي قلقك،
هو انه ليس قلقا وجوديا.
انت واللذة توأمان .
تذكر ، بأن صديقك مصاب
بمس من الجنون .
وأنه أمتطى الحروب والمحرمات
في جزر الكناري .
تمرغ في تراب الشواطئ،
وتسلح برغبة بوهيمية .
هنيئا لك ياصديقي .
حياتك محاطة بالأشجار !
آب ـ 2005
basimalansar@hotmail.com