أذهب !
اذهب بعيدا عن الأشجار اليتيمة،
واتجه الى الغايات المفترسة.
فلن تكون نسائمك،
منصة لانطلاق اللمعان المكبل بالصحراء،
مثلما لم يكن من قبل حضورك،
منفذا للخروج من العتمة الواسعة.
ليس بوسع ألقك،
تشريح الزمن الهامد فوق أجسادنا !
فالتجاعيد الزاحفة نحو الأيام
لاتوقفها الزقزقات .
وليس بإمكان الكلمات
ان تحرق الأدغال دوما.
تذكر ان الطيور المرفرفة في البياض،
مشروطة بالرضوخ للسواد،
وان البقاء في ألفة الصباح ،
مقيدة بالضحكات الزائفة.
آمنتَ بأن العمر ليس ملائكيا فقط ،
وليس هو بالكهوف المرعبة .
دعوتَ دائما الى تأمل الطبيعة ،
والى إمساك جمراتها الملونة !
ولكنك نسيت بأننا ما كنا نحلم،
الا بالسير فوق الجسور المؤدية الى
الجهات المحررة من التسميات ،
وما كنا نسعى الا الى الجلوس بالقرب من مدفأة
تتقافز فوقها حبات المعاني .
فدعنا ،
واذهب بعيدا عن بلابلنا البريئة .
****
ياألهي !
مالهؤلاء الرجال يقفون
على رؤوسهم بجنب مدخل
الحقيقة ؟
مالهذه المرأة تجلس
على كرسي بجنب
الموت ؟
مالنادلة الحانة تتلوى
أمام العيون كأصل
الحياة ؟
مابها سيكارتي ،
تفارقني بلمح البصر
كلما نظرت الى
القمر ؟
صدقوني !
كل هذه المشاهد ستجعلنا ذات يوم
نشرب ماء الجحيم
ونتلفت نحو البحار القديمة
كالغرباء.
basimalansar@hotmail.com