الكهف لم يكن حجريا
إنما أنا
المستحاثة المثبتة من عصر الجليد
***
لم تكن لها هيئة العين
لكثرة
زرقتها
***
أدعوك لمناولة القربان
ولتفعلها يد المجوس ان شاءت
لعشاء ليس بأخير
ولمائدة تجلس عليها الطيور والطواويس
وبنات آوى
أدعوك للدخول الى المحاريب الحجرية
مقتصدين
بلا شموع أو أحذية
***
كل شيء كان صغيرا
الملكة في ثياب نومها
آلة الكمان المنتظرة على الكرسي
الماء المستريحة في الأصداف
والسلاحف في مأدبة الفجر
كل شيء كان صغيرا
الملك المختون فوق زحل
عازفة الفيولونسيلا بأكمامها الطويلة
والحراس بجلودهم الصخرية
كل شيء بدا صغيرا
الريشة الطائرة من معبد المجوس
العصفور لحظة موته الخفيف
قبعات الإخفاء
الثعابين وهي تخرج من البحر
والسمكة في الآنية
وحدها المرايا
كانت ضخمة كنباتات استوائية
***
هل يمكن لورقة توت أن تستر غابة
بأكملها
***
لكثرة مغرب الشمس
وسقوطها الحر في الماء
أتحسس قلبي كل حين
تراه يقلد الحركة الأبدية
***
هل كان في أصله خفاشا
ذلك الذي ينقلب على ظهره
وفي يده رمح مصوب للمغيب
هل كان في أصله رمانة
ذلك الذي يختفي سرا
كلما سنت السكاكين
هل كان في أصله بومة
ذلك الذي أدار كتفه
وفي منقار وصفة الخراب
هل كانت في أصلها.......؟
تلك التي تبدل الثياب كثيرا أمام النهر
حين يعبر المصلون بأجراسهم
هل كان في أصله آدميا
ذلك الذي اقتلع حدقة بوذا المتأملة على المسرح
والتهمها
كما تفعل الحيتان في عمق البحر
هل كنت أنا
تلك التي حولت السهام التي في خصرها
الى هوائيات
وقبلت يد الملك
***
هل حقا
ذلك الكرسي الوحيد
بذراعه المكسور
في الغرفة الخالية
الرمانة المنتقخة في صحن النحاس
الأزرق
والأوراق الميتة المتعانقة على الطرق
طبيعة صامتة.
Akan 92@msn.com