عذرا أبي
ماتت تلك المرأة
بطولها الكامل
الوردة في الفم
والفراشة المجففة على الكتف اليسرى
مأخوذة بأحجارها الظليلة
تختم قراءاتها على مصباح
مضمومة كأنجال الماء
مغشية
الموت
يمدها بشموع وخادمات
السلطانة
المرقاة السائرة في نومها
والتي لاتروى
لكثرة ماترف في ريشة المدائح النارية
تتعبد مخطوفة
مقادة برباعيات سماوية
تنفخ في معدن مطروق بأيد منخفضة
ونعاس
تفلق الفجر من فخذيه العاريتين
وتعاشر الأثر
ماتت
تلك التي حولت حدقاتنا الى لوحة
زرقاء
الملاءات
أعواد الثقاب
الأحذية الصغيرة في العتبة
رخام غرف النوم
وحتى الشموع المضاءة في ليلة
القدر
لأنها لبست يوما او بعض يوم
ثوبا ازرق يشف عن مكامنها
ماتت
تلك التي تضرب الأوتار
بريشة الإوز
وذيل الحصان
لتعلو وتقيم في سدرتها
بعطر ساقيها
بالحنة المرسومة على محيط سرتها
بوجهك المنحوت
كاله قديم
على انتظارها الطويل
في العربات
المحروسة من الغيم
المرأة التي اشتهيت ان تقلم
أظافر قدمها اليسرى في الساحة العامة
وان تغسل وجهها بماء الورد ثانية في الغابة
ماتت
تلك التي كتبت كتابها بيمينها
عطرته
بخرته
وعقدت عليك بشاهدين من الطيور
رامية الأختام في البئر
أبي
المرأة العذراء
لم تجد ترابا
فتيممت بماء الزهور
وحملت إليك
بعربات ومصابيح
أبي
كما لو انك هنا تماما
أرسلت الزهور
وحبة الأرز
الخاتم الذي في وصف الجناح
وكلمة معلقة تحت المصابيح
أبي
بكيت طويلا
كما لو انك هنا تماما.
***
أقرأ أيضاً: