وجاء في بستانه:
إنه من نباتات الاستواء.وإن الأرضَ كرةٌ تستكملُ نموها بالتدحرج ما بين كريات دمٍ وبين كرات طين تنامُ في سراديب الجسد.وأن فيها شجراً من كلمات،وإن فيها أقماراً من ثلج.ولها من النساءات ما قَلّ ودلّ. أرضٌ لا تسكنُ حديقةً أو رصيفاً أو كتاباً من ورقِ الخلق.كأنها كأسٌ ويملؤها ترابٌ المعنى.وهو ذاك.ليس كما الروبوت في مهنة الاليكترونيات .صار شقيق الصفصاف في وحدته مع القصائد تحت سقف الشمس .كلهُ طبقاتٌ وطبقاتٌ وطبقاتٌ،وبها النملُ يمشي في مراثون السبيّ. وردٌ لهُ على باب الكتاب. ووردٌ آخر ينحني على ركبتيه،كأنه في صلاة ،فيما دمعٌ ثقيلُ الأقفال خلفهُ ،ولا يريدُ تجمداً في مثلجات ما وراء الأعين.
ألمْ ترَ هو .أقصدُ المزارعَ اللغوي.عندما يحاول استنهاضَ ما لديه من فلزات خاملة في اللحم الجغرافي أو في توت الشام الايروسي ،حيث تصبغ به الفتياتُ الشفاه والحلمات قبيل الذوبان بين طيات السرير .
ما أوسع الحديقة على ماء الذاكرة. العنبُ دوالٍ مختمرةٍ على الأكتاف ،والكؤوس في ازدحامٍ إلى طاولة الأرواح.كأن آلهةً في الذهن تحاولُ استشرافَ مستقبل الثمالة ما بين رؤوس ممدة أفقياً وبين وديان نصوص حررتها الذئابُ من الجفاف.
القطةُ تأكلُ قمحاً قرب أصيص القرنفل.والتمساحُ العاطفي يتطهرُ تحت شمس حزيران القاحلة عارياً.فيما الأرانبُ الحالمة،تملأ نوافذَ الجسد كعارضات الأزياء.
هنا أتذكر كيف تتوحشُ الأشجارُ في غيابه،وكيف تصبح الورودُ أكولةً من المُفترسات.
كل شئ يأتي إلى هنا:الجَمالُ على ظهور الإبل والقاذفات والمكاتيب.والقصائدُ بفساتين فرساتشي أمام مرآة تقدحُ في عيونها النيرانُ.فيما وسادة الربيع غائبة عن رأسه. اللغاتُ مخلوقاتٌ غجرٌ رُحلٌ . لا حقائب لتحملها قوافلُهم على اتساع الليل .ولا في أقدامهم مساميرٌ لتعليق الزمنِ طفلاً مجازياً على جدار.
ماءٌ يزحفُ في مجرى كتاب من الطين. ونحن من حقب الزلازل المراهقةِ ،نلتقطُ الأرضَ بدل التفاحة، تاركين نيوتن خرباناً مع الجاذبية على الأريكة.أهي الشهواتُ .تتقاطعُ.ولا ختامَ للتشابق الكيميائي سواء في الخصب أو في الألماس.
هامش:
كيف لا
والدجاجُ في الحقل أغانٍ تبحثُ
عن أصولها في التراث.
تنقنقُ طويلاً..
ربما من أجل شتاء جديد
يطمرُ بثلجهِ ذكريات أبن آوى والسكاكين
ومسيرة السياط في دم الأقنان .
كل شئ يأتي ويضمحلُ ضمن السياج.
أقصدُ داخل الحصنَ.
أعني في الجسد ،
عندما يتمتحفُ بالخشخاش
ويرى كم من السفن الذابلة تحت مياهه
الكبريتية.
وكم من الطيور التائهة عن أعشاشها
فيه.
رجلُ الحديقة برهافة بنطال الجينز
يجلسُ تحت شجرة السنديان متأملاً
طيارات الورق.
رجلُ البستان بشعره الطويل كالسعف،
هو الآخر يحفرُ في النشيد ترعةً للنغم
الأسود.
ثم امرأة الأحواض
بما تملك من أنهر ورذاذ وينابيع.
ستأتي للانضمام إلى إناث الزهور،
خالقةً من النفس دفاترَ
يُسقيها الموسيقيون بهيامهم .
اللحمُ
الطينُ
الماءُ
اللذةُ
أغلفةٌ يتمرنُ تحتها الفلاسفةُ محتفلين
بوقود يجعلُ النفسَ حديقةً مترعةً
بقمصان عشاق مُهَدّمين ومغمورين
بالنبيذ.
ثم بعد ذلك هجيرُ العواطف وهجراتها.
زَبَدٌ يخرجُ من سُرَّةٍ ليدخلَ مجرى النار.
والشاعرُ الذي هنا أو هناك.
ظلُ شمسِ على أريكة
الزمان.
يأتي دون ذهاب.
يَعرِضُ على النباتات عريّهُ كاملاً
ولا يتبخر.
تنفخُ الريحُ في عظامهِ الطربَ
حتى ترفرف في أعماقهِ ألواحُ الهيدروجين.
إلى جانب اللبن الرائق وحبات الطماطم
ونسخة مزورة من كتاب أصل
تشارلز داروين.
أنا الآن في منتهى التأويل:
الشِجنُ أوراقٌ تتطايرُ محمولةً
من أعشاش الروح إلى الأجراس..
والأجاص تائه في أحضان العاصفة.
وعنا ماذا
نحن أوراقُ القات لم نبلغ
سنّ الرشد بعد .
وأشدّ من ذلك
ماذا سيفعلُ الضالعون بالزفير الأحمر للنساء
هل سيؤلفون من خزائنَ أجسادهنّ مدونات
للبحث والتنقيب عن معادنَ قابلةٍ للاشتعال.
البحرُ لا ينامُ في خيال الحديقة.
كنتُ أسأل.
والكائنُ الآدمي يُذكرني بنفسهِ
طابعاً تذكارياً من الطين.
كنت أعرف.
وأظنُ اللهَ في البريد
لا ينقطع.
5-7-09